" الجيش بالبيت ، راح يتم اعتقالي ، استودعك رب العالمين " بهذه الكلمات تحدث فادي لخطيبته سيما في اتصال يتيم انقطع بعدها .. ليتحول المشهد لحالات إغماء من وقع الصدمة، فالاحتلال هنا يخطف فرحةً قد خطفت فيما قبل مرات ومرات .. عرس تأجل للمرة السابعة على التوالي لا لشيء إنما لأن العريس رجل رفض الهوان في زمن الهوان .
هو العريس فادي حمد الذي سمع كل العالم بآلامه عبر وسائل الاعلام المختلفة لم يمضِ على الإفراج عنه من سجون الأجهزة الأمنية الفلسطينية سوى بضعة أيام ومن سجون الاحتلال سوى شهرين فقط ليعاود الاحتلال اعتقاله مرة أخرى قبل يومين فقط من موعد زفافه الذي تأجل في الاعتقالين السابقين 6 مرات فقط !!
نبذة تعريفية
فادي حمد من مواليد مخيم بيرزيت عام 1987، تربى وترعرع فيه ودرس في مدارسها ، عرف بالتزامه منذ الصغر فكان من رواد المساجد ودورات تحفيظ القرآن الكريم فيها ليلتحق فيما بعد بكلية الهندسة في جامعة بيرزيت ويعمل ناشطا في الكتلة الاسلامية قبل ان ينتخبه طلبة الجامعة رئيساً لمجلس اتحاد الطلبة عن الكتلة الاسلامية ليكون عاما متميزاً بالعطاء والخدمات الطلابية .
اعتقل فادي خلال دراسته الجامعية التي استمرت عشرة سنوات بتهمة العمل ضمن صفوف الكتلة الاسلامية ، والاعتقال الاداري والسياسي المتكرر من قبل الاحتلال والاجهزة الامنية الفلسطينية في مجموع ما يقارب ستِ سنوات .
الارتباط
" عندما تقدم لي فادي بتاريخ 24.2.2013 مـ ، كنت اتوقع ان تتكرر الاعتقالات بحقه كما بقية شباب الحركة الاسلامية ولكن ما يحدث معنا غير طبيعي فالاعتقالات متركزة في موعد زفافنا فقط " .. " اعتقل الاحتلال فادي بعد شهرين من الخطبة ليمكث في سجونه 26 شهراً .. هذا ما تحدثت به سيما متولي خطيبة فادي قبل أن تداركها الدموع لتتابع " تعاهدنا أمام الله أن نهبه حياتنا وربطنا مصيرنا بالقدر فنحن على ثقة بأن الله لن يضيعنا فهو من القائل " وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ " .. وسنفرح ذات يوم بعرسنا وستكون الفرحة الكبيرة التي لن يستطيع الاحتلال والسلطة حرماننا إياها على حد سواء.
الإضراب عن الطعام
خاض فادي العديد من جولات الاضراب عن الطعام كان أبرزها إضراب الأسرى الإداريين عام 2014 حيث كان من الهيئة القيادية للاضراب وأضرب حينها مع إخوانه الأسرى مدة 63 يوماً رفضاً للاعتقال الإداري .
كما وخاض فادي إضراباً لمدة 36 يوماً خلال اعتقاله الاخير لدى الاجهزة الامنية الفلسطينية رفضاً للإعتقال السياسي بحقه وتوجيه التهم الباطلة بحقه ، حيث لم يتعافَ بعد من تبعات الاضراب .
لتنهي بعد كل ذلك خطيبته سيما حديثها " ما ضل كلام ينحكى ، حلمنا نفرح !! ".
