13.33°القدس
12.86°رام الله
12.19°الخليل
18.71°غزة
13.33° القدس
رام الله12.86°
الخليل12.19°
غزة18.71°
الجمعة 22 نوفمبر 2024
4.75جنيه إسترليني
5.28دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.97يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.75
دينار أردني5.28
جنيه مصري0.08
يورو3.97
دولار أمريكي3.74
د. يوسف رزقة

د. يوسف رزقة

لوفيغارو: (عباس محبط ومكتئب؟!).

نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرا حول الوضعية الحرجة التي يمر بها رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، اعتبرت فيه أن سياسته القائمة على التمسك بخيار المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي وصلت لأفق مسدود، ما ينبئ بقرب انتهاء مسيرته السياسية. وقالت الصحيفة، في هذا التقرير ، إن محمود عباس، البالغ من العمر 80 عاما، يحاول منذ عدة أسابيع إخفاء فشل مقارباته السياسية. لم يعد بإمكان عباس أن ينكر أن اتفاق أوسلو سبب الكثير من المعاناة للفلسطينيين. وبحسب الصحيفة، فإن الغالبية في الشارع الفلسطيني لم تعد تخفي خيبة أملها وفقدانها الثقة في أداء محمود عباس، في ظل الإعراض المتواصل للدول العربية عن الخوض في القضية الفلسطينية، وانشغالها بالخطر المحدق الذي يمثله تنظيم الدولة.

وذكرت الصحيفة أن الرئيس الفلسطيني قد سبب صدمة لكل زائريه في مقر المقاطعة في رام الله خلال المدة الأخيرة، بسبب حالة الكآبة واليأس التي ألمت به. ويلاحظ المقربون منه في الفترة الأخيرة أنه يعاني من حالة إنهاك حاد ويعاني من إحباط كبير، ما أدى لانتشار الأحاديث والتكهنات بشأن اعتزامه الاستقالة من منصبه والتنصل من اتفاق أوسلو. وقالت الصحيفة إن الكثيرين يشككون في جدوى ما سيقوله في الأمم المتحدة، متهمين أبا مازن بأنه "يلعب آخر أوراقه" ويمارس التضليل، للتنصل من مسؤوليته في فشل مفاوضات السلام وتدهور أوضاع الفلسطينيين في فترة رئاسته.( انتهى الاقتباس )

هذه صورة قلمية واقعية لحالة محمود عباس من ناحية، ولفشل اتفاقية أوسلو والمفاوضات من ناحية ثانية، ولتراجع الاهتمام العربي والدولي بالقضية الفلسطينية في عهد الرئيس محمود عباس؟! عباس أفسد جبهة فلسطين الداخلية ومزقها تمزيقا، وقطعها قطعا، وجعلها خاضعة للاحتلال والتنسيق الأمني، ومن ثمة لم يستطع بناء جبهة خارجية قوية، لأن الأولى ( الداخلية) أصل ورافعة للثانية. عباس فشل فشلا غير مسبوق في الداخل وفي الخارج، ومن الطبيعي أن يصل إلى هذه المرحلة التي ( يلعب فيها ورقته الأخيرة بغير أمل )، على حد تعبير الوفيغارو. 

الورقة الأخيرة لن تجد نفعا، ولن تستر عورة، ولن تمسح عار الفشل الماثل للعيان، حتى لو أعلن عباس في خطابه تحلله من أوسلو. وحسبه إن كان عاقلا أن يدرك المعاني التي تضمنها خطاب أوباما حين أهمل القضية الفلسطينية، ولم يذكر اسم فلسين في خطابة، ولم يعر (قنبلة عباس ) اهتمامه، بينما أبلغ جون كيري عباس أن وزارة الخارجية ستكون مشغولة لمدة ستة أشهر قادمة على الأقل في الملف الأيراني؟! وهذا بعبارة أخرى أن إدارته لن تتحرك في الملف الفلسطيني من جديد، وعليك يا عباس الانتظار. 

عباس (المحبط المكتئب ) يلعب آخر أوراقه مع الإدارة الأميركية (اللامبالية ) به ولا بخطابه، ويلعب آخر أوراقه مع إسرائيل، التي تتحداه وتمتحن رجولته السياسية من frown emoticon المسجد الأقصى، ومن الأمم المتحدة، ومن القاهرة أيضا) . وأعني من القاهرة أيضا لأن رئيس مصر ( عبد الفتاح السيسي) دعا من مقر الأمم المتحدة بنيويورك القادة العرب جميعا إلى توسيع العلاقات والمفاوضات والسلام مع إسرائيل؟! بينما كان عباس يصف في مقال له في الصحافة الأميركية بأن إسرائيل تمارس التفرقة العنصرية ، والتطهير العرقي؟! 

وهنا من حقنا أن نسأل ما فائدة الاجتماع الذي عقده عباس مع السيسي قبل أن يدعو الأخير لتوسيع التطبيع مع إسرائيل، الأمر الذي دفع أحد كبار الأكاديميين المصريين في العلوم السياسية ( نادر فرجاني) إلى القول : بأن الصهيونية تعيش أزهى عصورها بفضل سياسة عبد الفتاح السيسي. ليس أمام عباس إلا الرحيل العاجل، والتفرغ لكتابة مذكراته، فربما بهذا يساهم في معالجة عشرين سنة من الفشل السياسي.