18.9°القدس
18.72°رام الله
17.75°الخليل
23.94°غزة
18.9° القدس
رام الله18.72°
الخليل17.75°
غزة23.94°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

أطلقوا يد المقاومة

2ص
زهرة وهيب خدرج

أتعتقدون أن القنابل الكلامية الجوفاء التي تفجر من على منبر اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك ممكن لها أن تزحزح الاحتلال عن شبر من الأرض؟!، أيمكنها أن تحمي المسجد الأقصى والمقدسات؟!، أم يمكنها أن تغير نظرة العالم _وخاصة الدول القوية صاحبة القرار_ إلى الكيان الصهيوني ليصبح في نظرهم كيانًا معتديًا متغطرسًا يجب وضع حد له، كما يتبرعون بوضع حد لكل ما يحكمون عليه هم بأنه إرهاب، ويسطرونه في قوائم الإرهاب الخاصة بهم؟! 

أبداً ذلك لن يكون؛ فالقنابل الكلامية لا تورثنا إلا مزيداً من الضعف والذلة وطأطأة الرأس، ما دامت السلطة الفلسطينية تجعل نفسها امتداداً للاحتلال في التصدي للشعب الفلسطيني، فتمنعه من مواجهة الاحتلال ووضع حد لاعتداءاته اليومية والمتواصلة، من دون أن توفر لهذا الشعب أي غطاء من الحماية والأمن من هذه الاعتداءات (والأمثلة كثيرة جدّاً على ذلك لا نستطيع حصرها)، ولا توفر أي نوع من الحماية للمقدسات، ولا تنحصر القضية هنا في المسجد الأقصى وحده مع أنه الأهم، فالأمثلة كثيرة جدّاً للمساجد التي يعتدى عليها بالتدنيس والهدم وتغيير المعالم داخل مناطق الـــ 48 والضفة أيضاً، وكذلك المقابر الإسلامية والآثار وقبور الصحابة.

وما دامت السلطة تقدس التنسيق الأمني وتركع ذليلة تحت أقدامه تتمرغ في أوحاله، فتتيح للاحتلال أن يعتقل ويقتل من يشاء، ويقتحم مناطق السلطة في أي وقت يشاء، دون أن يكون بإمكانها هي اعتقال أي من المعتدين من المستوطنين ومحاكمتهم، أو على أقل تقدير منعهم والحيلولة دون دخولهم إلى المناطق الفلسطينية، والاعتداء على أهلها الآمنين وحرقهم أحياءً واقتلاع زيتونهم وحرقه.

وما دامت السلطة تعيش على آثار صدى اتفاقية (أوسلو) التي لم يلتزم بنو صهيون بأي من بنودها، وتمادوا في مصادرة الأرض والقتل والاعتداء والاعتقال، واكتفينا نحن بالشجب والاستنكار وإطلاق البكائيات على مسامع الشركاء الدوليين؛ عساهم يتعاطفون معنا ويضغطون على الاحتلال ليخفف من تماديه، ولو بعض الوقت، الاتفاقية التي جردت القضية الفلسطينية من بعدها العربي والإسلامي لتصبح قضية الفلسطينيين وحدهم، إذ لكلٍّ من الشعوب العربية والإسلامية قضاياه الخاصة التي تؤرقه وتقض مضجعه.

أقسم لكم إن جميع ما مر بنا من مفاوضات واتفاقيات مع هذا العدو الغاصب لا قيمة له في ردعه وحماية أنفسنا وأرضنا وأقصانا، الشيء المجدي الوحيد الذي أثبت جدارته في وضع حد لهم هو المقاومة التي يخشاها الاحتلال ويحسب لها ألف حساب، وكانت لها معه صولات وجولات بينت وأثبتت أنها الخيار الوحيد المتبقي أمامنا.

فلتُطلق يد المقاومة، ولتفك قيودها، ولنصطف خلفها، ولننطلق جميعاً بكل قوة لتحرير الأرض والإنسان والمقدسات، وإلا فالذل والعار لكل من يرفض هذا الخيار.

وتذكروا قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "ما ترك الجهاد قوم قط إلا ذلوا".