17.52°القدس
17.26°رام الله
16.64°الخليل
22.1°غزة
17.52° القدس
رام الله17.26°
الخليل16.64°
غزة22.1°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

عملية نابلس.. أخلاق الفرسان

4
4
يوسف رزقه

مقتل ضابط صهيوني في هيئة الأركان وزوجته، دون تعرض المهاجمين لأطفالهما فيه رسالتان. الأولى- تقول: إن المقاومة الفلسطينية لا تستأذن السلطة، ولا تعير خطاب عباس المناور أدنى اهتمام. العملية الفدائية وقعت بعيد انتهاء عباس من خطابه الذي خيب آمال شعبه. 

لم يكن خطاب عباس على مستوى المسئولية والمرحلة والمعاناة والصلف الإسرائيلي. ثمة إجماع فلسطيني على هذه الحقيقة. ما فشل فيه عباس وقرر التخلي عنه، قررت خلية نابلس الفدائية أن تقوم به، وأن تنوب فيه عن السلطة وعن الشعب ، وتقول فيه: نحن لا ننتظر الحماية الدولية التي طلبها عباس. نحن شعب نأخذ حقنا بسلاحنا، حتى مع وجود التنسيق الأمني. 

والثانية- تقول فيها المقاومة لحكومة نتنياهو: نحن نقتل الجنود فحسب. ولا نتعرض للأطفال. ونمتنع عن قتل الأطفال ونحن قادرون عليهم لمعايير ذاتية شرعية وإنسانية نلتزم بها ونحترمها. نحن لسنا مثلكم حين تستهدفون الأطفال الفلسطينيين بالقتل العمد، ولا تلتزمون بمعايير القانون الدولي الإنساني، أو الشرائع السماوية. إن مقاومتنا أخلاقية، جوهرها الدفاع عن النفس وعن الحقوق، ولا تعرف العدوان والقتل من أجل العدوان والقتل، وهذا درس لكم وللمستقبل.

لقد نجحت خلية نابلس مرتين: مرة في استهداف جنود قتلة، ومرة في تقديم صورة أخلاقية وإنسانية باستبقاء حياة الأطفال وهي قادرة على قتلهم. 

كانت العملية بعيد خطاب عباس في الأمم المتحدة، ولكنها في الغالب لا ترتبط به بشكل مباشر، بمعنى أن من نفذ العملية لم يكن ينتظر الخطاب، أو تهديد عباس اللغوي الضعيف بوقف الالتزام باتفاقية أوسلو لأن (إسرائيل) لا تلتزم بها؟!, ومع ذلك فالعملية تمتحن عباس وسلطته وخطابه امتحانًا سريعًا وقاسيًا. هل عباس على مستوى ما جاء في خطابه؟!, وهل سيمتنع عن تقديم معلومات استخبارية عن خلية نابلس لنتنياهو؟!, وهل سيحمل نتنياهو مسئولية العملية الفدائية؟!.

المعلومات الواردة من نابلس، ومن وسائل الإعلام، تقول: إن عباس فشل فشلًا ذريعًا في الامتحان، حيث ثبت بالإجراءات العملية الميدانية أنه لم يلتزم بخطابه، بل تقول المصادر إنه زود الأجهزة الأمنية الفلسطينية بتعليمات مشددة للتعاون الأمني مع أجهزة العدو للقبض على الخلية الفدائية، وأن نتنياهو وحكومته مرتاحون من تصرفات وإجراءات الأجهزة الأمنية الفلسطينية. 

في نابلس ثمة اعتقالات مزدوجة تقوم بها (إسرائيل) من ناحية، والسلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية من ناحية ثانية، ولا تلتفت السلطة أبدًا لانتقادات الفصائل بما فيها انتقادات فتح، التي تبنت بعض أجنحتها العملية (والله أعلم من صاحب العملية وبطلها؟!).

بعض المعلقين سأل نفسه بصوت مرتفع: هل سنشهد عودة لسياسة عرفات، يد تفاوض، ويد تقاوم، مع تفعيل لسياسة الباب الدوار؟!, الإجابة عن السؤال للأسف تقول لا، ولا كبيرة مصحوبة بيقين يستقي قوته من التجربة، ومن الفرق الشاسع بين عرفات وعباس. 

لن تكون هناك سياسة الباب الدوار أبدًا، ولن يتبنى عباس (يد تفاوض ويد تقاوم)، وهذا كان واضحًا في خطابه حين طلب الحماية الدولية، وحين حدد مقاومته لتنصل (إسرائيل) من التزاماتها بالطرق السلمية، وحين أمر الأجهزة الأمنية بعمل كل شيء للقبض على رجال خلية نابلس. حرس الله نابلس من أجهزته ومن العدو أيضًا.