24.99°القدس
24.76°رام الله
23.86°الخليل
27.7°غزة
24.99° القدس
رام الله24.76°
الخليل23.86°
غزة27.7°
الخميس 25 ابريل 2024
4.71جنيه إسترليني
5.33دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.04يورو
3.78دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.33
جنيه مصري0.08
يورو4.04
دولار أمريكي3.78

الصحفيون والمسعفون على خط النار مع الاحتلال

احتلال
احتلال
مراسلنا - فلسطين الآن

الإصابة التي تعرضت لها مراسلة تلفزيون الميادين هناء محاميد جراء رشقها من قوات الاحتلال الإسرائيلي بقنبلة صوت أصابتها في وجهها، خلال تغطيتها لأحداث القدس، ليست الاعتداء الأول الذي يتعرض لها الصحفيون الفلسطينيون العاملون في الميدان.

حيث استهدفت محاميد أثناء تغطيتها المباشرة لاقتحام قوات الاحتلال، الأحد، لمنزل عائلة الشهيد فادي علون في قرية العيسوية بالقرب من مدينة القدس.

فقبلها بيوم، استهدفت قوات الاحتلال مراسل تلفزيون "عودة" أحمد كمال براهمة بقنبلة غاز أصابته في قدمه اليمنى أثناء تواجده في ساحة منزل عائلة الهريني الذي هاجمه المستوطنون مساء السبت 3-10، في مدينة البيرة بالقرب من مستوطنة "بيت إيل"، كما أصيبت بحالة اختناق مراسلة فضائية "فلسطين اليوم" أمون صالح الشيخ أثناء محاولتها إجراء مقابلة مع ابن صاحب المنزل، بعدما أمطره جنود الاحتلال بقنابل الغاز.

ويوم الجمعة 2-10-2015، أصيب المصور الصحفي أحمد طلعت حسن برصاصة في قدمه خلال تغطيته لمواجهات كفر قدوم شرقي قلقيلية، وهو -حتى اليوم- يخضع للعلاج، إذ قرر الأطباء الإبقاء على الرصاصة مكانه، نظرا لخطورة إزالتها في الوقت الراهن.

وفي الجمعة التي سبقتها، وثقت الكاميرا الاعتداء الجسدي الذي تعرض له صحفيان -فلسطيني وأجنبي- يعملان لدى وكالة الصحافة الفرنسية، من وحدة عسكرية إسرائيلية على حاجز بيت فوريك، خلال تغطيتهما لجنازة الشهيد أحمد خطاطبة. وأقدم الجنود على ضرب الصحفيين وكسروا كاميراتهما، ولولا التوثيق للحادثة لمرت مرور الكرام دون أي عقاب بحق المعتدين.

"رصاصة توتو"

وقال طلعت حسن لمراسل "فلسطين الآن" إنه أصيب برصاص من نوع "توتو"، وهي تشبه رصاص الدمدم المتفجر لكنها أصغر حجما، خلال تصويره لاقتحام جنود الاحتلال لقرية كفر قدوم واعتداءها على المشاركين في المسيرة الأسبوعية المطالبة بفتح الطريق الوحيد للقرية.

وتابع "شعرت بألم شديد في قدمي، ولم استطع رؤية ما جرى، فقد أصبت من الخلف، وبدأت بالركض، فزاد الوجع، وكدت أقع على الأرض، حيث اعتقدت للوهلة الأولى أنها رصاصة مطاطية".

وتابع "أصبت بالمطاط قبل هذا، لكن ليس بهذا الألم.. فأيقنت وأنا أركض أنها رصاصة حية، وقبل أن أصل سيارة الإسعاف، حملني بعض المتطوعين، حيث شاهدت الدم على يد أحدهم.. فزاد يقيني بأنني أصبت بالرصاص".

وتابع "نقلت إلى مستشفى رفيديا في نابلس، وبعد الصور الإشعاعية قرر الأطباء إزالة الرصاصة، لكنهم تراجعوا، إذ أنها في مكان قريب من الشرايين والأعصاب، ما يعني أن أي خطأ في رفعها سيتسبب لي بمشكلة كبيرة، فقرروا إبقائها في مكانها، حتى دراسة الحالة بشكل مستفيض".

وليست هذه المرة الأولى التي يصاب بها طلعت حسن خلال تغطيته للفعاليات المختلفة بالضفة الغربية.

يقول "نحن على خط النار، ولا مجال للتراجع، هذه رسالتي ورسالة زملائي جميعا.. لكننا أيضا بحاجة فعلية لحماية من الجنود الذين يتعمدون إصابة كل صحفي أو مصور يوثق جرائمهم".

ولا يعلم حسن متى قد يعود إلى الميدان، متمنيا أن يكون في وقت قريب، لا سيما أن الضفة مشتعلة والأحداث متصاعدة يوما بعد يوم. 

استهداف المسعفين

وفي ظل حرب غير المسبوقة التي يشنها المستوطنون بدعم كامل من حكومتهم اليمينية المتطرفة، وتحت نظر وحماية جنود الاحتلال المنتشرين على الطرق والمحاور في الضفة الغربية المحتلة، لا حصانة لأحد. فكل فلسطيني هو هدف مشروع لإرهابهم الممتد.

ورغم أن المسعفين يرتدون ملابس تميزهم عن غيرهم، وسيارات الإسعاف يمكن تمييزها بكل سهولة، وفوق كل هذا تحمل الشارة الدولية التي تعطيها الحصانة، إلا أن كل هذا لم يعره المستوطنون أدنى اهتمام.

فقد تعرض ثلاثة مسعفين كانوا متوجهين من مدينة نابلس إلى مكان عملهم في سلفيت، الجمعة 2-10، للملاحقة ومحاولة الاعتداء عليهم.

ونجا الطبيب سامر العط، والممرض مراد قاطوني، وفني التخدير سامر حبش، من الموت بأعجوبة، بعد الاحتماء ببيوت بلدة ياسوف، غرب سلفيت، بعد أن أصيبت سيارتهم بأضرار جراء مهاجمتها من قطعان المستوطنين.

شهادة حية

وفي شهادته حول الحادثة، قال مدير مستشفى الشهيد ياسر عرفات في سلفيت، محمد العارف، إن طبيباً وممرضاً وفني تخدير تعرضوا للملاحقة على حاجز حوارة من المستوطنين، وتمكنوا من الإفلات منهم، لكنهم اصطدموا بآخرين كانوا يعتدون على مركبات المواطنين على مدخل مستوطنة "تفوح" قرب حاجز زعترة العسكري، الذين قاموا بملاحقة سيارة الإسعاف الخاصة بهم، وأصابوها بأضرار قبل أن تتمكن من الدخول إلى بلدة ياسوف المجاورة، والنجاة بأعجوبة من شراستهم.

وأضاف العارف أن التشديدات على الحواجز العسكرية المنتشرة بكثافة حول مدينة نابلس، وفي الطريق إلى مدينة سلفيت، أثرت على طبيعة عمل المستشفى، حيث تغيب عاملون فيها عن دوامهم، وآخرون وصلوا بصعوبة، فيما يحاول المستشفى تأمين كوادر من مدينة سلفيت لتغطية النقص الذي سببته الإجراءات الاحتلالية وهجمات المستوطنين على الطرق.

ولم يختلف المشهد في مدينة البيرة، حيث هاجم جنود الاحتلال سيارة إسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر واعتقلوا مصاباً من داخلها، خلال مواجهات شهدها جبل الطويل بعد اعتداء قوات الاحتلال على مسيرة سلمية خرجت بعد صلاة يوم الجمعة الفائت.

وقال ضابط الإسعاف في جمعية الهلال الأحمر عماد نوفل، إن جنود الاحتلال استهدفوا سيارة إسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر بينما كانت الطواقم الطبية تقوم بعملها، في محاولة نقل شاب مصاب برصاص جنود الاحتلال، الذين قاموا بإطلاق عيارات نارية تحذيرية على مقربة من السيارة، واعتدوا على طاقمها بالأيدي، واعتقلوا المصاب من داخلها.

موقف رسمي

وزارة الصحة استنكرت استمرار الاعتداءات على أطقم المسعفين ومعداتهم، وقال وزير الصحة جواد عواد، في بيان صحفي: إن "الطواقم الطبية لم تسلم من إرهاب المستوطنين واعتداءاتهم المستمرة بحق أبناء شعبنا، مطالبا المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان بالتدخل لحماية أبناء شعبنا والطواقم الطبية من إرهاب المستوطنين".

وأضاف أن "الاحتلال شدد في الآونة الأخيرة من هجماته على الطواقم الطبية في الضفة الغربية المحتلة، التي تمثلت بالمنع من المرور والاجبار على الانتظار لساعات طويلة، والتدقيق والتفتيش، ما يسبب في تأخيرها عن الوصول لأماكن الأحداث، ما يعرض حياة المصابين للخطر، خاصة في مناطق التماس والمناطق المحاذية لجدار الفصل العنصري، إضافة للاعتداء على الأطقم الطبية أثناء ممارستها لعملها في نقل مصابي المواجهات".

بيان دولي

وفي بيان رسمي من الصليب الأحمر الدولي وصل "فلسطين الآن" نسخة منه، قال إنه "في ظل ازدياد حدة التوتر في ‏القدس والضفة الغربية، تعرضت بعض سيارات الإسعاف والطواقم الطبية ومنها يتبع ‏للهلال الأحمر الفلسطيني إلى عرقلة خطيرة أثناء تأدية مهامها في تأمين العلاج للمرضى".

وذكرت ‏اللجنة الدولية الجميع بما فيها السلطات والمجتمعات المحلية والأفراد بـ"أهمية احترام المهام الطبية في جميع الأوقات. وأنه من واجب الجميع تسهيل عمل الطواقم الطبية"، كما جاء في البيان.

وأكدت أن "الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف خدمة إنسانية محايدة وغير متحيزة.. وعليه يجب السماح لها بوصول آمن وسريع لكل من هم بحاجة إلى علاج، كما يضمن ‏القانون الدولي الإنساني حماية المهام الطبية".