استغرب النائب قيس عبد الكريم (أبو ليلى) نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية ما نشرته وكالة وفا تحت عنوان "تصريح صادر عن الرئاسة" وما تضمنه من إساءة لمواقف الجبهة الديمقراطية وتهجم على ممثلها في اللجنة التنفيذية الرفيق تيسير خالد.
ووصف عبد الكريم في تصريح صحفي له اليوم الاثنين تصريح السلطة بأنه "افتعال لمعارك وهمية تزيد من الانقسامات في الصف الفلسطيني في الوقت الذي نحن فيه أحوج ما نكون إلى خطوات ملموسة لتعزيز تلاحم الصف الوطني في مواجهة التصعيد الذي تواصله حكومة الاحتلال كرد استباقي يهدف لقطع الطريق على ما أعلنه خطاب الرئيس في الجمعية العامة للأمم المتحدة".
وأشار أبو ليلى أن الجبهة الديمقراطية هي آخر من يمكن اتهامه بالتشكيك والمزاودة وانعدام المسؤولية، مؤكداً أن الجميع يعلم أنها كانت منذ البداية من المعارضين للالتزامات المجحفة التي أملاها اتفاق أوسلو على الجانب الفلسطيني، وأنها دعت باستمرار إلى التحرر من هذه الالتزامات، وفي مقدمتها التنسيق الأمني.
وشدد على أن هذه الدعوات لم تكن تصريحات استباقية بقدر ما كانت تعبيراً عن سياسة ثابتة تقع في صميم المسؤولية الوطنية للجبهة في أن تطالب وتضغط من أجل تصويب السياسة الرسمية الفلسطينية انسجاماً مع ما تراه تجسيداً للمصلحة الوطنية العليا، فذلك هو الدور المطلوب منها كفصيل رئيسي في إطار الديمقراطية التعددية التي كانت دوماً مصدر اعتزاز للشعب الفلسطيني "والتي يبدو أن البعض بات يضيق ذرعاً بها".
وأضاف: "إذا كانت هذه الدعوات التي بادرت الجبهة الديمقراطية إلى إطلاقها قد أصبحت موضع إجماع وطني فإن هذا دليل على صحتها ومن الغريب أن يرى فيه البعض استباقاً أو مزاودة".
ودعا أبو ليلى رئيس السلطة محمود عباس إلى "التدخل من أجل وضع حد لهذه التصريحات المستهجنة التي تنسب إلى الرئاسة وذلك حفاظاً على مكانة الرئاسة وصوناً لدورها المطلوب في توحيد الصف الوطني الفلسطيني وفي الحفاظ على نقاء العلاقات الأخوية بين فصائل م.ت.ف".
وختم أبو ليلى بدعوة الجميع إلى الابتعاد عن لغة المهاترات التي لا طائل من ورائها سوى تسميم الأجواء بين القوى الوطنية الفلسطينية وإلى التركيز على الحوار المسؤول حول سبل مواجهة التحديات الخطيرة التي تجابهها حركتنا الوطنية.
وأصدرت السلطة أمس بيانا هاجمت فيه من يوجه لها الانتقادات وللمؤسسة الأمنية خاصة من فصائل منظمة التحرير بالتزامن مع مواجهة مخططات الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه وجرائم مستوطنيه في الضفة الغربية.
وجاء في البيان "تصر بعض التنظيمات والناطقين باسمها على مواصلة نهجهم في التشكيك والمزاودة دون مسؤولية، متجاهلين أن الجانب الإسرائيلي هو صاحب المصلحة في جر الأمور نحو دائرة العنف للخروج من المأزق السياسي والعزلة الدولية".
وأضاف "أن ما يصدر من تصريحات استباقية حول موقف القيادة كثيراً ما وضع هؤلاء في مواقف محرجة لم تكن لديهم الشجاعة للتراجع عنها، كما حصل مع تيسير خالد".