9.45°القدس
9.21°رام الله
8.3°الخليل
15.65°غزة
9.45° القدس
رام الله9.21°
الخليل8.3°
غزة15.65°
الخميس 05 ديسمبر 2024
4.6جنيه إسترليني
5.1دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.62دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.6
دينار أردني5.1
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.62

هل تسلُّطُ "الحماةِ" انعكاسٌ لماضٍ مقهور؟

خبر: بين "الكنة" و"الحماة" من يوقف الحرب ؟

"مصيرك يا كنّة تصيري حماية".. موروث شعبي يحوي أهم النصائح والعبر للنساء ليكُنَّ أكثر وداً وعطفاً مع "حمواتهنّ"، بالمقابل فإن كثيراً من الشكاوي انتشرت حول تسلط "الحماة" وسوء طباعها وتقلب مزاجها، فهل تلك الطباع تكرارٌ لشخصية "الحماة الأولى" أم أنها اضطرابات نفسية تحتاج إلى علاج؟، وعمَّ تنم تلك الصفات؟ أسئلة كثيرة شغلت بال "الكناين" لتسلِّط "فلسطين" الضوء عليها وتبحث لهن عن مكنونات "الحَماة" وأسباب انتهاج بعض الحماوات لهذه الأساليب السيئة، فأعدَّت التقرير التالي: الحاجة الستينية "أم محمود".. اتخذت من بيتها "حضناً" لنساء الحارة؛ تستمع لشكواهن وتخفف عنهن بعض معاناتهن، حيث تتصف –حسب آراء من عاشروها- بالطيبة والود والأمومة الزائدة ليس مع زوجات أبنائها فحسب بل مع الجيران أيضاً. [title]قهر وحرمان[/title] تلك الطيبة جذبت إليها القلوب قبل العقول، "فلسطين" شاركت بعض النسوة في بيت "أم محمود" وبادرتها بالسؤال عن منبع تلك الطيبة ومحبة الناس لتقول: "كان لتربيتي الأثر الكبير في تشكيل شخصيتي الودودة"، تقاطعها "فلسطين": "وهل "حماتك" ساعدت في تشكيل شخصيتك" فترد: عشت في ظلم وقهر وحرمان من "حماتي"، فكانت تجبرني على قطع المسافات للعمل في الحقول لجلب المال وعندما ينتابني الإرهاق تمنع عني الطعام بدعوى أنني لم أساهم فيه، وترمي لأطفالي الفتات"، وتستدرك: "كان أبنائي وزوجي بمثابة البلسم لجراحي والإصرار على العيش في هذا الجحيم". لكن كيف كنت تعاملينها؟ تجيب: "لم أتأفَّف يوماً، وكنت ألبي طلباتها وأستوعبها دون رد أو مجادلة، لأنني أضع بين عيني مخافة الله، وأنني في يوم من الأيام سأكون في مكانها"، وبسؤالها: "هل كررت تلك المعاملة مع "كناينك"؟ سارعت بالرد مبتسمة: لم أُرد أن أذيق الظلم الذي عشته لزوجات أبنائي، خاصة أنهم "شايليني فوق رؤوسهم"، وتشاركنا مجرى الحديث ابنتُها "هدية" التي تحمل نفس ملامح والدتها فتقول: علمتني والدتي قبل أن أخرج من البيت أن أحترم "حماتي" وأقدرها مهما فعلت معي، وأصبر على أفعالها، وطبقت تلك النصائح بحمد الله، فقابلتني حماتي بنفس المعاملة". أما "أم يوسف" فتبرر أفعال الحماوات السيئة مع زوجات أبنائهن قائلة بعصبية: "أتريدون أن تأتي أخرى تحتل مكانتها في الأسرة وتسرق جزءاً كبيراً من المحبة وكذلك مال وقلب ابنها؟، لذا تجدونها تتسلط على "كنتها" دون وعي لما تفعل، فهي تحاول بأي وسيلة إثبات وجودها في البيت وأنها مالكته ومسيرة أموره.". المرأة الواعية تجمع أبناءها وأزواجهم تحت جناحيها وتغدقهم بالودّ د. العمصي [title]ليست شخصية مكررة[/title] فتفاجئها "فلسطين" بالسؤال: "هل تمارسين التسلط على "كناينك" حتى تبررين للحماوات ذلك" تصرح بخجل: "كانت حماتي ودودة جداً في تعاملاتها معنا.. "تقيد أصابعها العشرة شمع حتى نرضى"، وقد غرست بيننا المحبة والطيبة، لكن.. فما بعد "لكن" تفاصيل كثيرة تلخصها "أم يوسف" -التي أكدت بأن شخصية الحماة لا يمكن أن تكون تكراراً "للحماة الأولى"- فتقول: كنت المسيطرة على البيت بكامله ، لكن قدوم "زوجة الابن" قلب الأمر إذ أضحت تسحب البساط من تحت قدمي فسيطرت على قلب الابن وماله وحياته، وتلين قلوب العائلة باتجاهها، فكيف لي أن نصمت؟، وتعترف: "نعم، أتسلط عليها كي تعرف أنني صاحبة الأمر والنهي هنا". [title]معايير[/title] وبدورها تؤكد الاختصاصية النفسية والاجتماعية في مركز الصحة النفسية د. خضرة العمصي أن تصرفات "الحماة" لا يمكن أن تكون انعكاساً لشخصية حماتها "السلبية" بل هناك معايير تجعل من هذه المرأة سيئة في التعامل مع زوجات أبنائها، أهمها الصفات السيكولوجية الشخصية، وقالت: "لا أعتقد أن من جربت القهر والظلم من "أم زوجها" في السابق سوف تطبقه الآن على زوجات أبنائها، لأن فتيات اليوم مؤهلات جيداً في كيفية التعامل الايجابي والطيب مع "أم الزوج" التي أصبحت بمثابة الأم الثانية لهن، مبينة أن تكرار سلوك الحماوات السيئ مرض نفسي يجب معالجته، وتضيف: "هذا العلاج يتطلب تعاون من زوجات الابن لعلاج تلك المرأة ويكون ذلك بالتكيف معها واستيعابها جيداً وعدم المجادلة فذلك من باب البر بها". تكرار سلوكهنّ السيئ مرض نفسي مكتسب وليس طبيعة وتنوه د. العمصي إلى أن ثلث من يكررن طباع "حماواتهن" في القدم في التسلط والعصبية لسنَ واعيات بتلك التصرفات، ويعلمن نتائجها عند ابتعاد الابن أو عند خراب بيته، مشيرة إلى أن تلك التصرفات السيئة تكون نابعة من فقدانها السيطرة على البيت بمقاسمة "الزوجة" الجديدة المحبة والاهتمام"، مستدركة: "كذلك المعاملة الطيبة التي لاقتها المرأة من حماتها في السابق وما عاشت فيه من هناء وسعادة تطبقه مع زوجات أبنائها من أجل الحفاظ على تماسك الأسرة ومتانة العلاقة مع الأبناء"، وقالت: "المرأة الواعية هي التي تجمع أبناءها وزوجاتهم تحت جناحيها وتغدق عليهم بالود والمحبة حتى لا تكون سبباً في انهيار الحياة الزوجية". "إن الموروثات القديمة ووسائل الإعلام والنِكات والأمثال أساءت إلى صورة "الحماوات" وجعلت تلك الصورة تنطبع في عقل الفتيات المقبلات على الزواج".. أسباب كثيرة أساءت لصورة الحماوات تلخصها العمصي في حديثها الذي توجهه للمرأة ناصحةً:"لا تدوري في دائرة "الضحية التي تبحث عن ضحية". [title]تغيير للأفكار[/title] وفيما يخص علاج تلك الحماة المتسلطة ترى الاختصاصية النفسية أن ذلك يكون عبر تغيير الأفكار تجاه زوجة الابن، والتخلي عن تلك الصفات السلبية التي التصقت "بالحماوات"، وطالبت "زوجات الأبناء" بتقديم الدعم النفسي للحماة وإرضاء غرورها واستيعابها بكل السبل، موضحة أن المعاملة الطيبة ستنعكس عليها وتصبح أكثر وداً ومحبة وتتخلى عن تلك الصفات المكتسبة من المجتمع، منوهة إلى أن تلك الصفات لا تنشأ في المرأة لكنها مكتسبة من المجتمع الذي أساء للحماة، كما يجب على الإعلام تغيير تلك الصورة النمطية التي أثارها في المجتمع، وتفعيل جلسات التوعية النسائية في كيفية التعامل مع "الحماوات".