17.52°القدس
17.26°رام الله
16.64°الخليل
22.1°غزة
17.52° القدس
رام الله17.26°
الخليل16.64°
غزة22.1°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

الأقصى والمرأة خط أحمر

يوسف رزقه
يوسف رزقه
يوسف رزقه

حين تكون حصيلة المواجهات الشعبية مع قوات الاحتلال في أقل من أسبوع (٧) شهداء، و(٧٩٠) إصابة بجراح مختلفة بعضها بالرصاص الحيّ، وحين تستدعي حكومة الاحتلال قوات من الاحتياط لقمع الفلسطينيين، وحين توسع حكومة نتنياهو الاعتقال الإداري بين شباب الضفة. وحين تحرض قوات الأمن والشرطة على تظاهرات عرب١٩٤٨م، وتمنع قياداتهم من الوصول إلى الأقصى. وحين تعقد حكومة الاحتلال جلسات طارئة للمجلس المصغر للأمن. وحين يلغي نتنياهو زيارته إلى ألمانيا بسبب تدهور الأوضاع في القدس والضفة. وحين يهدد ( كاتس) نائب نتنياهو في حكومة العدوان اليميني، بعملية سور واقي (٢) في الضفة، بينما يهدد يعلون غزة بالاغتيالات والحرب. حين يقع كل هذا معا من خلال عمل تراكمي يتصاعد يوما بعد يوم ،فإننا أمام انتفاضة شعبية ثالثة،( والشمس لا تغطى بغربال). 

وبالتأكيد لم تستأذن هذه الهبة الشعبية لا عباس ولا غيره، لذا فهي مرشحة للنجاح لأنها تعتمد على ذاتها ولا تستأذن أحدا غير الضمير الوطني الفلسطيني، الممتزج بحب الأقصى، واستعداد الشباب للتضحية من أجل حمايته، ومنع تقسيمه، أو تدنيسه . 

الأقصى ( بوصلة الدين ، وبوصلة الوطن، وتيرمومتر العافية والمرض) . ولأنه كذلك فإن الضمير الفلسطيني، والشباب الفلسطيني المنظم في فصائل، وغير المنظم ، يتحرك بحركة الأقصى، وبحركة الدين، الذي من أجله ترخص التضحيات ، ويبدو أن زعيم التكتل الصهيوني ( هرتسوغ) أدرك هذه الحقيقة فقال محملا نتنياهو مسئولية تدهور الأوضاع : " إن نتنياهو انتظر طويلا، ولم يهتم بإبعاد المتطرفين عن المنطقة في الوقت المناسب، وان السياسيين الذين ذهبوا الى المسجد الأقصى أشعلوا منطقة كان من المحظور إشعالها". 

ويبدو أن كتاب المقال والمحللين السياسيين اليهود أسبق من أعضاء حكومتهم في إدراك الحقيقة وتقدير ما يجري، لأنهم ربما كان بعضهم غير مسكون بكبرياء نتنياهو، واستعلاء يعلون العسكري، حيث قال ( هارئيل ) الكاتب الصحفي ‏‎ إن غالبية المشاركين في العمليات القاتلة وفي المواجهات العنيفة ليسوا جزءًا من قواعد منظمة، بلْ شبان مستقلون يخرجون للدهس والطعن أو رشق سيارات المستوطنين بالحجارة، بدافعين رئيسيين:

الأول - اتهام بالعمل على تغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي. والثاني- الغضب بسبب قتل أبناء عائلة دوابشة في قرية دوما قبل نحو شهرين، الذين حتى اليوم لم يُعتقَل قاتلوهم اليهود؟!. 

ما قاله هارئيل وهرتسوغ هو جزء مهم من الحقيقة التي تشرح أسباب تفجر الانتفاضة الحالية، وهناك أسباب أخرى يجدر التنويه لها، ومنها طول أمد الاحتلال، وحالة الإحباط الفلسطيني من الوضع العربي والدولي، وغياب الأمل، الأمر الذي أكد على أهمية المقولة القديمة الجديدة القائلة ( ما حك جلدك غير ظفرك، فتولَّ سائر أمرك؟!). وهي مقولة صادقة على مرّ التاريخ.

وثمة أمر في غاية الأهمية يتعلق بعدوان الجيش والشرطة على المرأة الفلسطينية في الأقصى وخارج الأقصى وضربها وسحلها ( وبهدلتها بلغة الجمهور). حين نتكلم عن المرأة الفلسطينية، فنحن نتكلم عن الشرف والكرامة، لذا رأيت شباب الإعلام الجديد ينشرون بشكل مكثف صورة المرأة المرابطة في الأقصى، وصورة المرأة التي تلقي حجرا، وصورة المرأة التي يعتقلها جنود الاحتلال، ويطوقون رقبتها بأذرعهم بوقاحة، ويكتبون تحت كل صورة تعليقا موجها إلى الزعماء العرب يقول: المرأة الفلسطينية أشرف من عروشكم، وأرجى للأقصى من جيوشكم. لذا نقول ما يقوله التاريخ : أحذروا المساس بالأقصى ، واحذروا المساس بالمرأة.