13.9°القدس
13.66°رام الله
13.3°الخليل
17°غزة
13.9° القدس
رام الله13.66°
الخليل13.3°
غزة17°
الأحد 22 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

قنصه الاحتلال في صدره

تقرير: الشاب حنني.. تمنى الشهادة فنالها بعد طول انتظار

06128774509074191373610205238870 (1)
06128774509074191373610205238870 (1)
مراسلنا - فلسطين الآن

حتى الآن لم تستفق بلدة "بيت فوريك" من صدمة فقدانها لشاب كان ينبض حيوية ونشاطا.. بات تحت التراب بعدما وضعت رصاصة أطلقها قناص إسرائيلي عليه، أصابته في صدره خلال المواجهات التي اندلعت على مدخل بلدته الجمعة الفائتة.

وفور ذيوع النبأ، غص مستشفى رفيديا الحكومي بالمئات من أبناء بيت فوريك الذين جاءوا غير مصدقين أن إيهاب حنني الشاب الوسيم صاحب الابتسامة الجميلة قد غادر الدنيا يشكو إلى الله ظلم الاحتلال ومستوطنيه.

بعضهم اعتقد أن إيهاب قد أصيب بالرصاص مرة أخرى، إذ أنه لم يكد يشفى من إصابة سابقة تعرض لها قبل عشرة أيام .. أو أن البعض اعتقد أن وجود إيهاب بالمستشفى جاء لاستكمال علاجه من تلك الجروح، وليس لأنه نقل إليها بين الموت والحياة، حتى فاضت روحه إلى بارئها.

ومع تأكيد الخبر، سارع رفاقه إلى نشر صوره على مواقع التواصل الاجتماعي، التي أظهرت مبتسما .. أنيقا.. يهتم بمظهره الخارجي.. يحرض على قص شعره وفق أحدث القصات.. يرتدي ملاببس بألوان متناسقة..

لكن هذا لم يكن سوى المظهر الخارجي لإيهاب، فمن داخله كان أسد هصور يزأر.. ليث يعدو بالسرعة القصوى كلما سمع عن مواجهة أو احتكاك مع قوات الاحتلال..

أكثر من هذا.. فكل من علم بإرتقاء إيهاب قال الجملة ذاتها "ما هو كان نفسو يستشهد من زمان".

الساعات الأخيرة

إيهاب الذي توقف قطار عمره عند المحطة التاسعة عشرة.. لبى نداء "جمعة الغضب" فخرج من منزله صوب مدخل بلدته بيت فوريك، هناك حيث الحاجز العسكري الدائم لقوات الاحتلال.. فباشرهم مع رفاقه بقذف الحجارة.. وتوالى سقوط الجرحى..

هنا كأن نفسه حدثته أنه سيحقق أمنيته بنيل الشهادة .. قلت الأعداد خاصة مع ساعات الغروب.. لكن هذا شكل له عاملا مساعدا لمواصلة انتفاضته ضد الاحتلال ومستوطنيه... فكانت لحظة الحقيقة، حيث أصابته رصاصة بصدره، سقط معها على الأرض وبدأ ينزف..

نُقل فورا إلى عيادة البلدة، ومنها إلى مستشفى رفيديا في نابلس .. هناك اجتهد الأطباء لإنقاذ حياته، لكن روحه فاضت إلى ربها، حيث أعلن عن انضمامه إلى قافلة شهداء فلسطين.

نال ما تمنى

إنهار والده جهاد حنني، وبدأ بالبكاء.. حزن عميق حل بالمكان .. لكنه استجمع قواه وبدأ يردد "بدك تستشهد يابا.. هي ربنا أعطاك اللي بدك إياه".

"كان ينتظر هذا اليوم على أحر من الجمر للمشاركة بالمواجهات عند مدخل البلدة،،، كنت أحاول أن أمنعه من المشاركة بالمواجهات.. لكنني لم استطع.. فلهفته كانت شديدة.. فلم أكن أنا وأمه نملك سوى الدعاء أن يحفظه الله"... يتابع الأب المكلوم.

في مسقط رأسه، كان العبارات ذاتها تتكرر.. شاب في مقتبل العمر قال لمراسلنا إن "الشهادة أكثر كلمة كان الشهيد يكررها.. كنا نعتقد أن يمازحنا او حتى أنه يبالغ.. لكن كان متعلقا جدا بالشهداء ويدعو الله دوما أن يكتبها له".

توالي ارتقاء الشهداء واعتداءات الاحتلال بحق المسجد الأقصى ومدينة القدس والاعدامات الميدانية بحق الشبان وكل الأحداث الجارية في فلسطين كانت أكثر ما تستهويه.. يقول المقربون منه.

وبدا عليه التأثر جدا وكان متأثرا جدا بمشاهد الشهداء، ولم يكن يتحمل هذا الوضع، وكان إصراره على الشهادة يظهر من خلال تفاعله مع الأحداث على مواقع التواصل الاجتماعي، ونشره للأغاني الوطنية الحماسية.

ومنذ اندلاع انتفاضة القدس، لا يكاد يمر يوم على حاجز بيت فوريك إلا ويشهد مواجهات مع قوات الاحتلال، يرافقها وقوع إصابات بالرصاص الحي في صفوف الشبان، وكان أعنف تلك المواجهات يوم الجمعة حيث أصيب أكثر من عشرة شبان آخرين بالرصاص الحي.