تشهد هذه الفترة من كل عام بدء جني أشجار البلح، وغالباً ما يتم تصريف معظم الكميات في السوق المحلي، بينما يتم التصدير للخارج في بعض الأحيان في حال سمحت الظروف بذلك، غير أن المنتج يتم تفريغه بالسوق المحلي في ظل إغلاق الاحتلال الإسرائيلي معابر القطاع.
ويُعدّ موسم جني البلح مصدر رزق لعدد كبير من المزارعين الذي ينتظرونه بفارغ الصبر، ليتسنى لهم ممارسة هواياتهم المفضلة في جني المحصول، حيث تحرص عائلات بأكملها على المشاركة في جني المحصول، وتنظيفه وفرزه قبل عرضه للبيع.
وأشار المزارع خالد أبو طواحين صاحب بيارة بلح بمدينة دير البلح، خلال حديثه "لفلسطين الآن" إلى أن موسم البلح ازداد سوء خلال الثلاث سنوات أخيرا، معللا ذلك بسبب سياسة الاحتلال التي تمنعهم من تصدير محاصيلهم إلى الضفة المحتلة.
مهنة يتوارثها الأجيال
وأوضح أبو طواحين أنه ورث مهنة زراعة البلح عن والده المرحوم، حيث تعلمها منه منذ صغره، ونشأ وترعرع بين بيارات البلح، الأمر الذي صقل في نفسه حب ما نشأ وتعود عليه.
وتطرق إلى أن البلح لم يعد يجني لهم ربحا ماديا، قائلا :" موسم البلح ما بجيب همه، لأن البلح انتشر بكثرة في قطاع غزة، كما أن عدم السماح لنا بتصديره كبدنا خسائر كثير، نظرا لارتفاع سعر أضعاف المرات في حالة تصديره عن بيعه في غزة".
وشدد على أنهم متمسكون بمهنة البلح حفاظا على اسم مدينة دير البلح، ومنعا من اندثار مهنة آبائهم وأجدادهم، وحفاظا على تراث فلسطيني أصيل.
ونوه أبو طواحين إلى أن موسم البلح يبدأ مطلع شهر أكتوبر من كل عام، ويتسمر لمدة شهر، ويحتاج إلى المناطق الأكثر حرارة، مشيرا إلى أن بلح مدينة أريحا بالضفة المحتلة يعتبر أجود أنواع البلح الفلسطيني، نظرا للارتفاع الكبير لدرجة الحرارة فيها.
ثمار تهدى وتباع
وألمح المزارع خالد أبو كميل إلى أن بيع البلح يتم عن طريق شراء " القطوف التي على النخلة "، حيث تقدر سعر كل نخلة من 100إلى 150 شيقلاً، بناء على عدد حملها.
وأشاد بالعادات الفلسطينية الأصيلة، حيث يقوم عدد من الغزيين بشراء البلح، واهدائه لذوي أرحامه، تخليدا لعادات فلسطينية أصيلة، توارثها الصغار من الكبار.
وأوضح أبو كميل أن بيع البلح يتم بشراء النخلة كاملة، أبو بشراء القطف، حيث يقدر سعر القطف من 10إلى 20 شيقلاً، إضافة إلى الشراء عن طريق الصناديق " 18 كيلو " بسعر يتراوح من 20 إلى 40 شيقلاً لكل صندوق.
وختم المزارع حديثه بأن سعر البلح يتغير حسب العرض والطلب، مطالبا جميع المعنيين بالعمل الجاد من أجل انقاذ موسم البلح، ومن أجل الحفاظ على مهنة امتهنها الغزيون منذ عشرات السنين.
وتبلغ مساحة الأراضي الإجمالية المزروعة بأشجار النخيل في غزة نحو 7660 دونم، مزروع بها أكثر من 150 ألف نخلة، تنتج ما يوازي 6500 طن، بينما تسببت الحرب الأخيرة على غزة بتجريف وتدمير المئات من أشجار النخيل المثمرة.