كثيرون هم الذين يجيدون موهبة معينة، لكنهم قلائل من يتقنون العديد من المواهب في آن واحد، ويؤدونها بتميز واحترافية عالية، فمن هؤلاء القلائل الفنان الفلسطيني الغزي عدنان أبو يوسف " أبو عاهد "، ابن مدينة خان يونس جنوب القطاع، من مواليد العام 1975م ، عاش بين أزقة معسكرها الغربي، كابد ضنك الحياة هناك، أزقة المخيم الضيقة أكسبته شيئاً من طبعها، لينقل بعدها رسائل المخيم المختلفة للخارج، معبراً عن أحوال طبقة من البسطاء سكنت مخيمات القهر، لتنجب من أبنائها رجالاً يتحدون الاحتلال ، ويرسموا الوطن بصورته الحقيقية.
بداية الموهبة
يقول الفنان أبو عاهد :" بدأت موهبتي في الرسم بالمرحلة الابتدائية وخاصة في الصف السادس، إما عن محاكاة الألعاب والتقليد لها"، مبيناً أنه ومن سن الحادي عشر كان حكواتي المنطقة " الحارة " يستمع له الجميع كبيراً كان أو صغيراً .
وبين الفنان عدنان أبو يوسف أن موهبته اكتشفت من قبل معلمه في المدرسة عندما لا حظ دقة رسوماته وهو في الصف السادس الابتدائي ، ومن ثم طور موهبته في الصف الثالث الاعدادي بعد دعم المدرسة له بالألوان وما يلزم من خامات للرسم الذي يقوم به .
ويضيف الفنان أبو يوسف :" صقلت موهبتي من خلال التنقل على الجمعيات والمؤسسات وطرق أبوابها وأخدت دورات عديدة في المجال الفني".
مواهب متعددة
عدنان أبو يوسف صاحب العديد من المواهب منها " الفن التشكيلي والمسرح وتقليد الأصوات وماكيير وخداع سينمائي وكتابة السيناريو والاخراج".
أبو يوسف كان أحد أعضاء فرقة العائدون للفن الاسلامي وكان يؤلف المسرحيات التي تقوم الفرقة بتمثيلها، وأيضاً يعرف عن الفنان أبو يوسف بمقدرته الكبيرة في تقليد الأصوات للشخصيات البارزة.
وشارك الفنان الفلسطيني أبو عاهد في العديد من الأعمال الدرامية التي تروي نكبة الشعب الفلسطيني ونضالاته ضد المحتل كان من أبرزها " 18 ساعة في كرم تسور، ومسلسل الروح" الذي تم عرضه على فضائية الأقصى العام الماضي.
أما موهبته بالرسم ف "المارد المجاهد والمناضل" كانت أول لوحة في التسعينيات اشترك بها كرسالة تعبر عن الانتفاضة الفلسطينية الأولي ، ومع بداية الانتفاضة الأولى وتعبيراً عن معاناة هذا الشعب يقول أبو يوسف :" كان بدايتي رسم شارة النصر على الجدران وشعارات ثورية والكتابة كانت بدايتها بفحم النار، ومن ثم بالأسبيريه".
معوقات وطموحات
واعتبر أبو عاهد أن من أبرز المعوقات التي تواجهه ، هو ما يعانيه الأهل في قطاع غزة من الحصار الظالم ، والإغلاق الدائم لمعابر قطاع غزة، التي حالت دون التواصل الفني مع العالم الخارجي .
ويشير الفنان أبو عاهد إلى أن أزمة الكهرباء المتفاقمة بالقطاع ، تؤثر على عمله، وتحول دون قيام الفنان بأداء أي عمل في أي وقت يريد، فأصبح الفنان رهينة للكهرباء.
ومن ضمن المعوقات التي يعاني منها فنانوا القطاع ضعف الدور الاعلامي في تسليط الكاميرا تجاه أصحاب الإبداعات الفنية .
ويطمح الفنان عدنان أبو يوسف، أن تزال الحدود وتفتح المعابر، حتى يستطيع الفنانون المشاركة بأعمال فنية ومعارض خارج هذا القطاع الصغير المحاصر.
ويأمل أبو عاهد أن يصبح نجماً كبيراً في عالم الفن، وأن تتوج مسيرة أعماله بخاتمة مميزة من الإبداع اللا محدود ، وأن تصل أعماله الفنية للعالم بأكمله.