قال ناشطون سوريون:" إن الجيش السوري النظامي شنّ هجوماً جديداً على مدينة حماة بعد منتصف الليل مما أوقع شهداء وجرحى". يأتي ذلك بعد يوم دام في إدلب وحمص، سقط فيه عشرات الشهداء برصاص الأمن والجيش. وقال الناشطون إن "قوات الأسد" :"قصفت أحياء سكنية في مدينة حماة حيث جاء الهجوم بعدما حشدت قوات الأمن تعزيزات مدرعة على مشارف المدينة في الأيام القليلة الماضية". وقالت الهيئة العامة للثورة السورية :"إنه جرى قطع كافة خدمات الاتصالات والإنترنت عن المدينة، مشيرة إلى أن حملة عسكرية ضخمة يشنها الجيش السوري تشمل أحياء الباشورة والفراية والعليليات الواقعة وسط المدينة، مع تمركز للمدرعات والدبابات في معظم الشوارع الرئيسية وإغلاق مداخل المدينة". وأضافت الهيئة في بيان لها أن أصوات إطلاق الرصاص والقذائف تسمع بشكل كثيف، والأنباء الأولى تشير إلى سقوط عدد من الجرحى أغلبهم جراء إطلاق الرصاص العشوائي داخل المنازل. وقالت الهيئة إن العملية العسكرية بدأت منذ صباح أمس الثلاثاء 14/2/2012م وشملت أحياء الحميدية والشرقية والأربعين والأحياء القريبة منها، و"أسفرت عن سقوط خمسة شهداء على الأقل وعشرات الجرحى وتهدم ثلاثة أبنية في حي الحميدية"، مضيفة أن هذه الأحياء ما تزال محاصرة حتى اللحظة، و"هناك عدد من الجرحى بحكم الشهداء لعدم توفر العناية الطبية اللازمة". [title]إسعاف بدائي[/title] وقال الناشط السوري محمد الهاشم في اتصال مع الجزيرة من مدينة حماة:" إن محاولة إسعاف الجرحى تجري حين يتوقف القصف كل ساعتين، مشيرا إلى أن طرق الإسعاف بدائية مما يترتب عليه مأساة إنسانية إذا لم يتم علاج الجرحى". ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن ناشطين سوريين قولهم :"إن أحياء حماة تعرضت لقصف من مركبات مدرعة ومدافع مضادة للطائرات بينما قامت قوات تجمعت عند المطار ولواء مدرع متمركز جنوبي حماة بمهاجمة المدينة". وكانت الهيئة العامة للثورة السورية قد أفادت بارتفاع حصيلة الشهداء برصاص قوات الأمن والجيش السوري إلى 48، بينهم امرأة وثلاثة آخرون قضوا بسبب التعذيب. ومن بين الشهداء 11 سقطوا في القصف المتواصل من الجيش النظامي على مدينة حمص، والمستمر منذ عشرة أيام. ويعيش سكان المدينة -وهي المدينة الكبرى الثالثة في سوريا ويقطنها مليون نسمة- أزمة إنسانية بسبب تناقص إمدادات الطعام والوقود وإغلاق المحال التجارية، مع تواصل قصف المدينة الذي جعل السكان محاصرين داخل منازلهم. وقال ناشطون :"إنهم عثروا أيضا على جثث تسعة مدنيين في إدلب واتهموا قوات النظام بقتلهم، بينما قتل ثلاثة شباب تحت التعذيب، وواصل الجيش الاقتحامات في درعا وعمليات الدهم في البوكمال بمحافظة دير الزور، بينما يحاصر الجيش مدينة إدلب، وتقصف دباباته أحياء في درعا البلد". وقال عضو المكتب الإعلامي بمجلس الثورة في إدلب علاء الدين اليوسف للجزيرة :"إن دبابات الجيش السوري تفرض حصارا خانقا على إدلب من كافة الاتجاهات". [title]قصف وانقطاع[/title] وأضاف اليوسف أن قوات الجيش تشن قصفا عشوائيا أوقع العديد من الجرحى وأدى إلى نزوح العديد من أهالي المدينة، مشيرا إلى أن النساء والأطفال في المدينة يعيشون في حالة رعب وهلع شديدين جراء هذا القصف. كما أشار إلى أن هناك انقطاعا كاملا للكهرباء وكافة الاتصالات، مع انعدام المازوت والبنزين في المدينة جراء الحصار الخانق لها من قبل قوات الجيش. وفي حلب سقط أربعة شهداء برصاص الأمن في منطقة الأتارب، في حين قتل خمسة آخرون في دير الزور. وقال ناشطون في البوكمال للجزيرة إن قوات الجيش النظامي أطلقت النار على مسيرات خلال تشييع جنائز في الحي، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص. وأوضح بيان الهيئة العامة للثورة السورية أنه تم اختطاف ثلاثة مزارعين في حمص عند حاجز للجيش النظامي وذبحهم ورمي جثثهم قرب الحاجز، كما سقط خمسة شهداء في مدينة درعا بينهم امرأة، بحسب أرقام موثقة بالأسماء نشرتها الهيئة. وتحدث ناشطون عن قصف عنيف للجيش النظامي على درعا البلد وانقطاع الكهرباء عن المدينة. وفي دمشق وريفها قتل شخصان أحدهما تحت التعذيب. وفي حماة سقط ثلاثة أشخاص برصاص الأمن في حي الحميدية، ولا تزال جثثهم ملقاة في الشارع بسبب إطلاق النار المستمر واقتحام الحي بعشرات الدبابات والمدرعات. [title]قصف عنيف[/title] وبثّ ناشطون صوراً -قالوا إنها التقطت صباح الثلاثاء- تظهر القصف العنيف الذي يتعرض له حي بابا عمرو من قبل الجيش السوري لليوم العاشر على التوالي. وبحسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، فإن حي بابا عمرو يتعرض لقصف هو الأعنف بمعدل قذيفتين في الدقيقة. وبث ناشطون سوريون صوراً على الإنترنت تظهر سيارة تحترق بعد إصابتها بصاروخ أطلقه الجيش النظامي، وبداخلها ركابها الأربعة الذين كانوا -على ما يبدو- يحاولون النزوح عن حي بابا عمرو. وفي بلدة الطيبة أفاد ناشطون بأن القوات النظامية اقتحمت بعض المنازل وسط إطلاق نار، واعتقلت عددا من الأشخاص. كما تحدث ناشطون عن اشتباكات بين عناصر من الجيش الحر وقوة من الجيش النظامي في بلدة النعيمة. وفي الميدان بدمشق، قال ناشطون:"إن قوات الأمن سلمت جثة الناشط عبد الناصر الشربتجي لذويه، بعدما قتل تحت التعذيب في المعتقل". وكان (43) شخصا -بينهم خمسة أطفال- قد استشهدوا الاثنين، حسب أرقام موثقة بالأسماء نشرتها الهيئة العامة للثورة السورية.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.