تتنقل الأنامل والبصمات بين الألوان تمزجها تارة ، وتارة أخرى تبدع فيها على لوحتها البيضاء برسوماتها التشكيلية ، كلّ بصمة تبدع خطًا أو تزيّن لونًا وهي ترسم خارطة فلسطين على هيئة خنجرٍ يوحي بسلاح انتفاضة القدس وكأنه سبيل التحرير ، هكذا بدت اللوحة.
في ظل تعدد طرق الرسم وأشكال الإبداع فيه ، تبدع الفنانة التشكيلية تسنيم الجمل برسم لوحاتها ببصمات أصابعها كشكلٍ جديد من طرق الرسم ، وترى فيه طريقها لتحقيق هدفها في التأثير في مجتمعها وترك بصمة إيجابية فيه ونصرة قضاياه وحقه في التحرير واستعادة أرضه وحقوقه.
تقرير أعده مراسل "فلسطين الآن" يسلط الضوء على إبداع الفنانة التشكيلية تسنيم الجمل في رسمها لوحات فنية ببصمة الأصبع ، والتعرف على مسيرة إبداعها الفنية وطبيعة فكرة طريقتها في الرسم.
بداية الموهبة
تحيط بالفنانة التشكيلية تسنيم محمد الجمل من مدينة رفح جنوب قطاع غزة في غرفتها الخاصة لوحاتها الفنية وهي تعبر عن أحداث الشعب الفلسطيني وانتفاضته وقضايا العالم العربي والإسلامي.
اكتشفت العشرينية الجمل موهبتها منذ الصغر ، وخلال حديثها مع "فلسطين الآن" قالت:" اكتشفت موهبتي منذ الصغر ، وكنت دائما أحب الرسم وعندما أمسك ألوان خشب أو أي ألوان أرسم فيها مباشرة".
وأضافت:" مع بداية المدرسة بدأت بتقوية موهبتي من خلال تشجيع المدرسات للطالبات اللاتي عندهن موهبة للرسم ، وكنت أشارك في مسابقات الرسم التي تُعقد" ، وتابعت بقولها:"عندما كنت أرسم شيء للمدرسة كانت رسماتي مميزة ، وكذلك أهلي والدي ووالدتي اهتموا بموهبتي وكانوا يحضرون لي أغراض الفنون".
عكفت الفنانة الجمل على التدريب لوحدها وتطوير قدراتها الفنية ، ولحبها للرسم والفن تركت تخصص الرياضيات بعد أن درست فيه شهرًا لتتوجه لدراسة التربية الفنية في جامعة الأقصى ، وفتحت لها الدراسة الجامعية آفاقًا جديدة في فنّها ، وطورت من خلالها موهبتها وقدمت أسلوبًا جديدًا في الرسم.
إبداع بصمة
وأوضحت الجمل أنها طورت موهبتها من خلال دراسة الفنون والبحث أكثر على مواقع الفن والرسم استخدمت خلال مسيرتها أدوات مختلفة ، واكتشفت طرقًا جديدة للرسم ومنها الرسم بالبصمة.
وقالت:" تم الوصول لفكرة الرسم ببصمة الأصبع عن طريق دراستي ورغبتي بالبحث عن أسلوب يميزني عن باقي الفنانين وأترك بصمة في العالم " مشيرة أنها "لاقت قبولًا وإعجابًا من جمهورها لأنه طريقة غريبة وجديدة ولأول مرة يتم الرسم بهذا الأسلوب".
وتابعت حديثها:" دافعي من الرسم بالبصمة هو حبي لترك بصمة في المجتمع " ، وشاركت الجمل في عدد من المسابقات وحازت على جوائز متعددة ، ولكنها تطمح إلى مواصلة طريقها للحصول على مراحل متقدمة ، وقالت:" هدفي أن أكون قدوة بالفن التشكيلي".
تساند انتفاضة القدس
لم تغب أحداث القدس والضفة الغربية المحتلة عن مشاعر الفنانة الجمل ، وبمشاعر الفخر التي تغبطها لما يقوم به الشباب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي رسمت عدة لوحات تضامنية مع أهل الضفة في انتفاضتهم ببصمة الأصبع.
ورسمت الجمل شابًا يرتدي كوفية تعبيرًا عن شباب الضفة والقدس المقاومين للاحتلال الإسرائيلي ، وقالت:"أحببت التضامن مع أهلنا في الضفة في الانتفاضة الثالثة عن طريق الرسم بالبصمة ، ورسمت رسمة شاب يرتدي كوفية وهذه الصورة أهديها لأرواح الشهداء".
وبجوار صورة الشاب تظهر لوحة فنية لفتاة ملثمة تعبيرًا عن مقاومة فتيات فلسطين مع الشباب ، وقالت:" صورة الفتاة الملثمة دليل أنه لا فرق بين الرجل والمرأة في المقاومة وكلنا نقاوم العدو الإسرائيلي".
ورسمت الجمل خنجرًا على شكل خريطة فلسطين إشادة بالأداة التي يستخدمها الشباب في طعن العدو الإسرائيلي ، وأبدعت لوحة فنية لطفلة تمسك مفتاح العودة دليلًا على تمسكنا بحق العودة ، وختمت بقولها:" كل هذه الرسومات تأييد ومناصرة للانتفاضة الثالثة بالضفة والقدس".