19.38°القدس
19.12°رام الله
17.75°الخليل
24.37°غزة
19.38° القدس
رام الله19.12°
الخليل17.75°
غزة24.37°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

رجل بأمة

يوسف رزقه
يوسف رزقه
يوسف رزقة

من منا لا يعرف الشيخ رائد صلاح؟! لا أحد في فلسطين أوخارجها يجهل من هو رائد صلاح، شيخ الأقصى، ورئيس الحركة الإسلامية في أراضي ٤٨ القطاع الشمالي. كلنا يعرفه ، إنه فلسطيني وطني يغار على وطنه ويدافع عن حقوق شعبه بوسائل سلمية ديمقراطية بحسب ما يتيحها له القانون حيث يقيم ويسكن في مدينة أم الفحم، أو قل أم النور. 

الشيخ الرائد هو أول من أسس لمشروع ( الأقصى في خطر) منذ أكثر من عقد من الزمن، ووهب نفسه للدفاع عن الأقصى وحمايته، بتتبع مخطاطات حكومة العدو وفضحها في وسائل الإعلام، وتحشيد الرأي العام كي يدافع عن المسجد الأقصى، الذي يعاني من مخطط التقسيم والتهويد وصولا إلى الهدم وبناء الهيكل. 

قبل يومين قضت محكمة صهيونية على الشيخ رائد صلاح بالسجن 19 شهرا منها ثمانية شهور مع وقف التنفيذ بتهم تتعلق ( بالتحريض وإثارة العنصرية؟! ) على أن يسلم نفسه لسلطات السجون بتاريخ 15/11/2015 لتنفيذ العقوبة ،وتعود أحداث القضية إلى تاريخ 06/02/2007 والمعروفة بـ "خطبة وادي الجوز" حيث تحدث الشيخ عن هدم قوات الإحتلال لجزء من المسجد الأقصى -طريق باب المغاربه-.

خلال الجلسة تقدم ممثل النيابة العام بمطالعة تعكس موقف المستوى السياسي والأمني من الشيخ رائد صلاح معتبرا إياه "مجرم أيديلوجي" لا يتوقف عن التحريض ويجب إيقاع أقسى العقوبات بحقه والتي تصل إلى أربعين شهرا وتنفيذ الحكم فورا إلا ان المحكمة اجلت النطق بالحكم لتاريخ أمس الموافق 27/10/2015.
تلقى الشيخ رائد صلاح الحكم بابتسامة ساخرة، وأعلن تقبله للحكم دفاعا عن المسجد الأقصى، واعتبر ما أصابه ضريبة صغيرة، وهو أقل ما يدفعه المسلم دفاعا عن دينه ومسرى نبيه. وقال نحن لا نحب السجن ولا نعمل له، ولكنه السجن يهون من أجل الأقصى، وأنشد قصيدة يا ظلام السجن خيم إننا نهوى الظلاما... الخ وهو ما أنشده من قبل سيد قطب ورجال الإخوان الذين تصدوا للاستبداد والظلم. 

الشيخ رائد صلاح لا يمثل نفسه، ولا شخصه، في دفاعه عن الأقصى، ولا في دخوله للسجن. الشيخ يمثل الحركة الإسلامية، والأمة الإسلامية داخل فلسطين وخارجها، هو يمثل الضمير الحيّ الذي يدور مع الحق حيث دار، فهو يمثلني، ويمثلك، ويمثل كل فلسطيني، ويمثل الحرية ، والعدالة و التضحية. وحين تحكم عليه محكمة صهيونية عنصرية، فهي تحكم علينا جميعا بالسجن ، هي تحكم على الحركة الإسلامية ، وعلى الأمة الإسلامية، وعلى كل مدافع عن حقوق المسلمين في المسجد الأقصى. 

لقد استغلت محكمة العدو العنصرية ظروف الانتفاضة الحالية، وغليان الشارع الصهيوني، وتعالي أصوات اليمين التي تطالب بالانتقام من الفلسطينيين، وسحب هويات المقدسيين، وطردهم من القدس، إلى إصدار هذا الحكم القاسي على الشيخ رائد صلاح عن تهمة باطلة كانت في ٢٠٠٧م. ولكن الشيخ والحركة الإسلامية سخرت من الانتقام، ومن الحكم، وأعلنت أنها ستواصل طريق الدفاع عن المسجد الأقصى، لأنها تدافع عن دينها وعن عقيدتها ضد عدوان غاشم ومنظم على المسجد الأقصى. 

المؤسف أن الإعلام الفلسطيني والعربي والدولي فشل في تغطية الحكم القاسي الجائر، ولم يتعرض لعنصرية المحكمة والحكم، وما يسكنه من انتقام وعدوان. مع أن الشيخ رائد يدافع عن عقيدة الأمة وحقها في مقدساتها، ولا يدافع عن قضية عائلية، أو قبلية، أو حزبية. قادة النظام الحاكم وإعلامهم يخذلون الأقصى حين يخذلون الشيخ رائد صلاح، وحين يهملون خبر سجنه، ويقفزون عنه في وسائل إعلامهم.