يحتفل عدد من الشباب الفلسطينيين والعرب المسلمين كل عام "بعيد الحب" يوم الرابع عشر من شباط/ فبراير ويكسو اللون الأحمر محلات الهديا والملابس والورود التي تحاول أن تروج لما لديها من هديا وبضائع. وعلى مدار الأعوام السابقة انتشرت ثقافة الاحتفال "عيد الحب" أو "يوم الفلانتين" بين الشباب الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية عن طريق إرسال هديا رمزية لمحبيهم من الجنس الآخر. هذا الاحتفال يرفضه الكثير من الشباب ويعتبره آخرون نوع من الترفيه ولكن طرف ثالث يعده عيدا رسميا ويحتفل به كل عام. [title]غريب.. مقبول.. مقدس[/title] يقول محمود الشوا (23 عاما) من مدينة غزة: "إن ما يسمى بعيد الحب ثقافة غريبة وتافهة لا تمت لمجتمعنا بأي صلة ويجب القضاء عليها وباعتقادي من يتبعها فارغ ثقافيا ويحاول الانفصال عن مجتمعه". ويضيف: "تجد الشباب اللذين يحتفلون بمثل هذا اليوم معظمهم من المراهقين أو من أصحاب الشخصيات الضعيفة اللذين لا يعرفون سوى تقليد الآخرين". أما سيد فرج الله من محافظة البيرة بالضفة الغربية المحتلة فكان رأيه مخالف قليلا لسابقه ويقول:" الاحتفال بعيد الحب هو منفذ للترفيه والتسلية فالظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي يعيشها الشعب الفلسطيني غاية في الصعوبة والشباب لا يجدون ما يرفهون فيه عن مصاعب هذه الحياة". ويؤيد فرج الله (21 عاما) حديث سابقه بأنها ثقافة غربية دخيلة على مجتمعنا العربي المسلم، ولكنه يعتقد أنه لا ضرر منها بالمطلق ولا يؤيد الاحتفال به في الظروف التي يمر بها الشعب الفلسطيني بأحداث دامية. عبد الحميد المغربي (26 عاما) كان رأيه مختلفا تماما فهو يرفض أن يمر هذا اليوم دون الاحتفال به ويعتبره يوما مقدسا. ويقول:"إن الاحتفال بهذا اليوم أمر مقدس بالنسبة لي ويجب أن أقدم لزوجتي كل عام هدية في مثل هذا اليوم تعبر عن مدى حبي لها". ويضيف: "لا أعتقد أنها ثقافة ضارة أبدا وإنما هي أمر مهم يكرس مفهوم الحب بين الناس وخاصة بين الأزواج". [title]تلويث للثقافة الأصيلة[/title] أستاذ علم النفس الاجتماعي في جامعة الأقصى الدكتور درداح الشاعر يؤكد أن أسباب دخول ثقافة عيد الحب وغيرها من الثقافات الغربية على ثقافتنا العربية والإسلامية هو عدم تمسك الأفراد بثقافتهم وتخلي العرب والمسلمين عن عاداتهم وتقاليدهم واستقبالهم جميع الثقافات دون أي فلترة لها. ويوضح لـ"فلسطين الآن" أن هذه الثقافات الدخيلة تؤدي إلى ذوبان الثقافة الأصلية وتفكك الشخصية العربية والإسلامية لأن الإنسان عندما يتبنى ثقافة غير ثقافته يبدأ يعيش كالنبات الذي ينبت في غير أرضه فالشاب الذي يتبنى الثقافة الغربية سيعيش غريبا في مجتمعه وسيتصرف تصرفات غريبة. ويشير إلى أن الثقافات الغريبة تؤثر على بنية المجتمع والعلاقات الاجتماعية، مؤكدا أنه سيسود المجتمع نوعان من الثقافة ثقافة عربية إسلامية وثقافة غربية وهذا يؤدي إلى تفكك وتشتت أفراد المجتمع الواحد. ويبين د. الشاعر أن هذه المشكلة تعالج عن طريق إعادة الاعتبار للثقافة المحلية والعادات والتقاليد العربية الأصيلة، مشددا على ضرورة فرز الثقافة الأوربية وأخذ ما يتوافق منها مع ثقافتنا وترك الباقي. ويتحمل المسئولية عن فرز الثقافات-بحسب الشاعر-الأب والأم والمعلم اللذين يستطيعون التميز ما بين الغث والسمين من الثقافة. "من الطيب أن تعرض نماذج عربية إسلامية أصيلة وتكون جزء أساسي في المقررات الدراسية حتى ننمي روح الانتماء للثقافة العربية الإسلامية". وأكد على وجود مؤسسات في المجتمع الفلسطيني تعمل على مسح الثقافة العربية ونقل الثقافة الغربية بطريقة أو بأخرى وبهذا تلوث ثقافتنا الأصيلة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.