20.55°القدس
20.3°رام الله
19.42°الخليل
24.88°غزة
20.55° القدس
رام الله20.3°
الخليل19.42°
غزة24.88°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

هل من معتصم ينتقم لدم الحرائر على أرض فلسطين؟!

ايات الهوواشة
ايات الهوواشة
جمانة جمال

 لم يعد الرصاص ولا حتى الحجر السلاح الوحيد الذي يرهب العدو الصهيوني، لينضم اليه السكين والخنجر، وهذه هي الأسلحة التي يواجه بها المنتفضون في فلسطين الرصاص المطاطي والحي الى جانب قنابل الغاز وغيرها من الاسلحة المتطورة، لنرى جنديا مدججا بالسلاح يهرب من شاب يحمل سكينا.

وينضم سلاح جديد الى تلك الاسلحة يرهب جنود الاحتلال، سلاح لا يحمله الا حرائر فلسطين، انه "الجلباب"، يقومون بتصفية من ترتدي هذا السلاح محاولين زرع الخوف قي قلب كل من ترتديه، فهو بنظرهم يشكل خطورة على بقائهم في فلسطين.

فهم يظنون أن من يرتدي هذا الزي يخبئ تحته السكين لتنفيذ عملية طعن، هذه هي حجتهم الواهية ليبرروا فعلتهم البشعة بحق حرائر فلسطين على مرأى ومسمع العالم الغارق في صمته الداعم لاقامة المشروع الصهيوني في فلسطين.

لم تكن البداية "هديل الهشلمون" التي استشهدت برصاص الاحتلال الذي اخترق جسدها الطاهر، بحجة محاولتها طعن جندي على حاجز عسكري، الا ان الرواية الحقيقية تتلخص في محاولة جنود الاحتلال إجبار هديل على خلع نقابها، ليكون ثمن رفضها استقرار 15 رصاصة في جسدها الطاهر.

لم يكتف العدو الصهيوني بهذه الجريمة ليكررها مع فتيات أخريات وكأنه يحاول أن يوصل رسالة ليس فقط للشعب الفلسطيني بل للعالم الاسلامي أجمع، لتكون الضحية الثانية وهي الجريحة" إسراء عابد" التي كانت تقف في وسط عدد من جنود الاحتلال الذين التفوا حولها زعما انها تحمل سكينا، فبنظرهم النظارة الشمسية التي تحمي العين من أشعة الشمس هي سلاح سيسرق حياة أحد هؤلاء الجنود!

وفي رواية اخرى ليبرر العدو الصهيوني جريمته، انها كانت تحاول الانتحار فأطلق أحد الجنود الصهاينة الرصاص لمنعها من الانتحار.
صرخت إسراء لا أريد ان أموت فهي ام لثلاثة أطفال وتحمل داخل أحشائها طفل لم ير النور بعد، فبأي حق تعدم.. وهل ثمة منطق وراء اتهامها بمحاولة الانتحار؟

وعلى نفس الوتيرة التي مللنا سماعها تأتي الجريمة الثالثة بحق الشابة التي لم يتجاوز عمرها 20 عاما وتم تصفيتها قرب الحرم الابراهيمي، لرفضها التفتيتش الجسدي من قبل جنود الاحتلال وهي عائدة الى المنزل، ليتعرف عليها والدها من صور تم عرضها عليه، فكيف تحمل جسدها الصغير ما يقارب العشر رصاصات. ترى ماذا سيقول الرسول عليه الصلاة والسلام عندما يرى ان أمته صامتة تنتحب على كشف عورات نسائها من قبل عدو لعنه الله في كتابه، فيما حرك الرسول عليه الصلاة والسلام جيشا لأجل امراة كشف اليهود عورتها!!

الحجة دائما كانت جاهزة، محاولة طعن أحد الجنود الصهاينة، فيما لم يسأل أحد نفسه كيف لفتاة صغيرة ان تطعن جنديا مدججا بالسلاح ؟؟ وماذا ستفعل سكين في مواجهة ترسانة الاسلحة التي يمتلكها الاحتلال؟؟

لم يكتف العدو باطلاق العيارات النارية من مسافة صفر بل منع سيارات الاسعاف من الوصول الى هؤلاء الفتيات، وتركن ينزفن حتى الموت، قبل ان يقرر المحتلون احتجاز جثثهن.

الا يجوز لنا بعد هذا أن نتساءل ألم يحن الوقت بعد لتحول هذه الدماء البوصلة العربية نحو المسجد الاقصى الذي يأنّ من الاغتصاب الذي طال؟؟

وما يثير المزيد من التعجب والتساؤل هو إقدام العدو الصهيوني على إعدام دانيا ارشيد تزامنا مع اعلان الاتفاق مع الاردن برعاية امريكية تلتزم بموجبه "إسرائيل" بمراقبة الحرم القدسي وباحات المسجد الاقصى بالكاميرات على مدى 24 ساعة. فهو يتفاوض من جهة ومن جهة اخرى يقتل وبدم بارد بحجة الحفاظ على أمنه، فأي أمن يتحدثون عنه وهم من احتل ارض الشعب الفلسطيني وشردوا أبناءه؟؟

لم يحركنا الاعتداء المتكرر على المسجد الاقصى ولا الاعتداء على المرابطات هناك اللواتي تعرضن للضرب والاهانة امام كاميرات العالم، لم يحركنا دماء الشباب بعمر الزهور الذين لم يرضوا بحياة الذل والخضوع لينتفضوا على الظلم والقهر بسكين، ولم يحركنا قتل هؤلاء الحرائر واحتجاز جثامين بعضهن ولم يحركنا تمزيق جلابيبهن وتمزيق ملابسهن بعد قتلهن؟؟

فمتى سنتحرك ومتى سنثور؟؟ متى سنربي أبناءنا على الجهاد وحب الوطن والانتفاض لاجل امراة واحدة ؟؟ متى سننزع حب الدنيا والمناصب من قلوبنا ؟؟ متى سننثر غبار الهزائم ونكتب تاريخنا بأيدينا؟