كشف مصدر مطلع في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم أن رئيس السلطة محمود عباس تعهد لولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعدم إجراء مباراة المنتخبين الفلسطيني والسعودي في الضفة الغربية، وأبدى موافقته على نقلها لخارج فلسطين بناء على رغبة السعودية.
جاء هذا بعد ساعات من إعلان الاتحاد السعودي لكرة القدم انسحابه من مباراة فلسطين، ضمن تصفيات مونديال روسيا 2018 وكأس آسيا 2019، حينها تدخل الأمير بن سلمان لدى رئيس السلطة عباس لإنهاء الأزمة التي عصفت برياضة البلدين.
جاء هذا أيضا بعدما أبلغت الحكومة الفلسطينية المسئول الأمني الموفد من اتحاد "الفيفا" بعدم قدرتها على تأمين الحماية للبعثة السعودية، وهو ما رأى فيها المصدر تكاملا للأدوار بين الرئيس والحكومة، لصالح "عدم إغضاب السعودية".
موقف الرجوب
المصدر قال لـ"فلسطين الآن" إن جبريل الرجوب رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني مصاب بحالة هستيرية، بعدما خرجت الأمور من يده، ودخول عباس على الخط وإبلاغه للسعودية بالموافقة على نقل المباراة.
وأشار إلى أن الرجوب مستاء جدا من موقف رئيس السلطة محمود عباس من المباراة وعدم تفهمه للانجاز الفلسطيني المتمثل بالحصول على "الملعب البيتي"، حتى أنه وصفه في الاجتماع الأخير لاتحاد الكرة الفلسطيني بـ"المخرفن".
وكانت السعودية أرسلت كتابا للفيفا، أرفقت بطلب الانسحاب أنه جاء بسبب سوء الأوضاع الأمنية في فلسطين، وعليه الفيفا أرسل مسؤول أمني عاين الأمور، والتقى برئيس الحكومة رامي الحمد الله الذي أبلغه رسالة للفيفا، "بأننا غير قادرين على تأمين الحماية لبعثة السعودية"، وبالتالي هذا الأمر قد يعزز قرار نقل المباراة خارج فلسطين، ولكن حتى اللحظة الفيفا لم تصدر قرار بالنقل، وكذلك اتحاد كرة القدم الفلسطيني لم يوافق على النقل أبداً.
القرار بيد الفيفا
المعلومات تقول إنه "مهما تضمّن بيان الاتحاد الفلسطيني فإنه لن يغير من الواقع شيء، لأن الأمر الآن بيد الفيفا وهي المخولة باتخاذ القرار اللازم بعد الاطلاع على تقرير المسؤول الأمني".
يقول المصدر إنه "إذا قررت الفيفا نقل المباراة، لن يكون للفلسطينيين أي دور في ذلك، إلا في اختيار ملعب المباراة، وهذا يعني بالضرورة أننا لن نخسر ملعبنا البيتي لأن القرار جاء من الفيفا، ولكن قد نفقد فرصة استضافة باقي المباريات خلال الفترة الحالية لذات حجّة الناحية الأمنية".
الدعم سعودي
وكتب الصحفي الرياضي أحمد العلي على صفحته قائلا "قبل شهر وربما أكثر أو أقل، كتبت توضيحا كاملا لما يحدث، وأشرت بوضوح لدور الرئاسة في الضغط على الاتحاد لنقل المباراة، بحجة الحفاظ على العلاقة مع السعودية، أو بمعنى آخر الحفاظ على دعمهم المادي لنا، الحديث يطول عن إشكالية المباراة ولنا أحاديث طويلة لاحقاً".
وتابع "ما سأكتبه بالتنصيص منقول عن رئيس اتحاد كرة القدم لفرع الشمال هلال أبو كشك "من أبرز قرارات مجلس الوزراء باجتماعه اليوم هو الاجتماع بمندوب الأمن المرسل من الفيفا للإشراف على مباراة فلسطين والسعودية، وتسليمه قرارا بعدم استطاعتنا على اﻻستضافة بدواع أمنية والكتاب موجه للفيفا. وكذلك دعم ألف عائلة من الخليل بمبلغ 100 مائة دوﻻر شهريا لمدة ثلاثة أشهر والدعم سعودي".
ولا يريد أبو مازن أي تشويش على علاقته بالسعودية التي تعتبر من أكثر الدول العربية والأجنبية التزاما بدفع ما عليها من تعهدات وتبرعات مالية لخزينة السلطة الفلسطينية منذ تأسيسها في العام 1994، خاصة أنها في كثير من الأوقات تقوم بدفع مبالغ أكثر من المقررة عليها، إضافة إلى دعمها السياسي للتوجهات الفلسطينية، وهو أمر يرى أبو مازن وفريقه أنه أكبر من "الانجاز الكروي للجنرال الرجوب"، الذي يسعى لتحقيقه على حساب المصالح السياسية الفلسطينية الأخرى.
