أعلن باحثون بجامعة إلينوي الأميركية أنهم انتهوا من رصد التسلسل الجيني لجينوم الأناناس، وعلموا الكثير عن سر تحمله الجفاف، والخاصية الفريدة التي يتبعها في عملية التمثيل الضوئي الخاصة بتحويل الضوء إلى طاقة كيميائية.
وقال أستاذ بيولوجيا النبات بالجامعة راي مينغ إن معرفة الجينوم تقدم الأساس لاستنباط أصناف وسلالات منزرعة تقاوم الأمراض والإصابات الحشرية مع تحسين جودة المنتج وإنتاجيته وبقائه طازجا لأطول فترة ممكنة.
وأضاف مينغ أن "التصنيع الغذائي للأناناس في هاواي منذ قرن من الزمان جعل منه فاكهة شعبية في أنحاء العالم لنكهته ورائحته المميزة".
ويتميز الأناناس بخاصية ذات أهمية اقتصادية كبيرة، إذ يستعين بنوع من عملية التمثيل الضوئي للنباتات النامية في الأراضي القاحلة لقدرته على استخدام الماء بكفاءة نادرة، وهو واحد من ثلاثة أنواع من التمثيل الضوئي تستخدمها مختلف النباتات.
وتستخدم مثل هذه النباتات ماء أقل بنسبة بين 20 و80% من أنواع النباتات الأخرى.
وتنمو نباتات مثل الأناناس في بيئات جافة لا تصلح لمعظم المحاصيل الأخرى.
وفي ضوء توقعات التغير المناخي، قال الباحثون إن فهم التركيب الجيني للأناناس قد يساعد في استنباط محاصيل مقاومة للجفاف مع التعديل الوراثي لنباتات مثل القمح والأرز كي تستعين بنفس عملية التمثيل الضوئي التي يستخدمها الأناناس، علاوة على النهوض بتكنولوجيا الصناعات الغذائية.
التمثيل الضوئي
ويستعين الأناناس في عملية التمثيل الضوئي الخاصة به بجينات تمكن النبات من الاستفادة من عملية التواقت الضوئي أي التمييز بين النهار والليل ليتسنى للنبات تعديل التمثيل الغذائي وفقا لذلك.
وفي هذا الصدد، أكد مينغ في البحث الذي وردت نتائجه في دورية "نيتشر جينيتكس" أن هذه الخاصية تتضمن أن تغلق النباتات الثغور التي على سطح أوراقها الخضراء خلال فترات النهار، وتفتحها ليلا للحفاظ على الماء والرطوبة.
وتم استئناس نبات الأناناس من الحالة البرية منذ نحو ستة آلاف عام في مناطق تشغل الآن جنوب غرب البرازيل وشرق باراغواي، ويزرع حاليا في المناطق الاستوائية والمدارية في شتى أرجاء العالم.
ويمثل الأناناس ثاني أهم فاكهة استوائية بعد محصول الموز، ويزرع في ستين دولة، في حين يقدر حجم تجارته السنوية بأكثر من ثمانية مليارات دولار.