20.55°القدس
20.3°رام الله
19.42°الخليل
24.88°غزة
20.55° القدس
رام الله20.3°
الخليل19.42°
غزة24.88°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

وماذا لو حظرتم الحركة الإسلامية؟! (2-2)

كمال الخطيب
كمال الخطيب
كمال الخطيب

ألا يخبركم قادة (الموساد) والمختصون في دراسة ما يجري في الدول العربية والباحثون في الحركات الإسلامية بالمخاض الحاصل الآن في المنطقة، الذي مع آلامه سيلد حكمًا إسلاميًّا؟، إنني أعلم أنكم تعلمون أنه لا مستقبل للسيسي في مصر، ولا مستقبل لبشار في سوريا، وإنني على يقين أنكم تدركون أنّ ممالك وإمارات ستتهاوى، ولن ترضى الشعوب بعد اليوم إلا بأصحاب الأيدي المتوضئة والجباه الساجدة ليكونوا هم رجال وقادة المرحلة.

- فإذا حظرتم الحركة الإسلامية، وأخرجتم كل ما في جعبتكم من أفكار شيطانية وممارسات قمعية؛ فهل تكونون بذلك أنهيتم وحللتم مشكلتكم مع أهل الضفة والقدس وغزة؟

ألا تعلمون في قرارة أنفسكم أنكم قد ضربتم المسمار الأخير في نعش مشروع (أوسلو)، وأنّ شعبنا قد كفر بكل الوعود والأوهام، وأنّ بركانه يوشك أن ينفجر؟، لقد منعتم في القدس كل صور العمل التنظيمي الإسلامي والوطني، وغيّبتم وأبعدتم القيادات الإسلامية والوطنية، فهل منع ذلك خروج هذا الجيل من الشبان، الذي لا يعرف التنظيمات ولا الأطر الحركية ولا الحزبية، ولكنه يعرف جيدًا بالفطرة كيف يعشق الأقصى ويدافع عنه؟، وما انتفاضة القدس إلا المثال الشاهد، حيث شبان القدس هم طليعتها. 

- فإذا حظرتم الحركة الإسلامية، مع أن مشكلتكم حقيقة ليست مع الحركة الإسلامية وإنما هي مع كل المسلمين؛ فماذا ستقولون للجان التحقيق ومحاكم التاريخ التي ستسألكم: لماذا لم تأخذوا برأي ولا بتوصيات المؤتمر الذي عقد هنا في الصيف الأخير، وأقامته أجهزة الأمن الإسرائيلية (الموساد والشاباك)، وأضاف قادة أجهزة استخبارات دولية وإقليمية، وكان تحت عنوان: "في مواجهة المجهول"، وخلص إلى أن مستقبل المؤسسة الإسرائيلية والمنطقة غامض في ظل المتغيرات السريعة، وفي ظل ما سموه "تسونامي إسلاميًّا" يجتاح المنطقة؟!، فمن ستتهمون؟، وعلى شماعة من ستعلقون الكارثة التي ستنزل بكم؟ 

- فإذا حظرتم الحركة الإسلامية، وأصررتم على غبائكم باستهداف المسجد الأقصى وتدنيسه تحت لافتة "الزيارة" لا "الصلاة"، كما تحاول خدعة "كيري – نتنياهو" أن تقول؛ فماذا سيكون جوابكم لقادة (الشاباك) و(الموساد) السابقين: "شفتاي شفيط" و"كارمي غيلون" و"يوفال ديسكين" و"يعقوب بيري" و"مئير داجان"، الذين أجمعوا أن "نتنياهو" خطر شديد على مستقبل المؤسسة الإسرائيلية، وأن استمرار سياسته المتطرفة ضد المسجد الأقصى ستقود إلى كارثة جديدة تنزل بالإسرائيليين، بل إنها حرب يأجوج ومأجوج يشعل "نتنياهو" نارها بسياسته الهوجاء ضد المسجد الأقصى. 

ومع علمي أنه مع أنّ قائد سفينتكم نحو الغرق هو "نتنياهو" هناك عقلاء بينكم، وإن عقلانية هؤلاء لابدّ أن تكون في الزمن المناسب والوقت المناسب، وليس بعد أن تغرق السفينة، إنكم تعلمون أن حظر الحركة الإسلامية "فشة غل"، وليس هو الحل، واعلموا _يا هؤلاء_ أن الحركة الإسلامية مثل العشب الأخضر، بل مثل الصبّار، تقطع أوراقه وسيقانه بالفأس وتلقيه، ثم ما يلبث أن ينبت في المكان الذي رميته فيه. 

يا هؤلاء، إننا نقول لكم ما قاله بلال بن رباح لجلّاديه: "إنك تملك السيف الذي تطيح فيه بعنقي، وتملك السوط الذي به تلهب ظهري، وتملك الرمح الذي تدق به صدري، وتملك القيد الذي به تقيّد يدي، لكنك أبدًا لن تملك إيماني وثقتي ويقيني بمحمد (صلى الله عليه وسلم)". 

إنني لا أقول هذا الذي قلته وكأنني أملك أسطولًا من السفن الحربية وأسرابًا من الطائرات وجيشًا عرمرمًا من الكتائب المقاتلة، لا وألف لا، بل إنني أملك يقينًا وثقة بنصر الله للقدس وللمسجد الأقصى. 

وقد يكون "نتنياهو" وقّع بيده اليسرى قرار حظر الحركة الإسلامية، وسيجري علينا ما جرى ولا يزال يجري على أصحاب الدعوات من الامتحانات والابتلاءات، ولسنا أفضل منهم، بل إننا السائرون على دربهم، ولكنْ لا السجن ولا القتل ولا الحظر، التي هي جولة من جولات الباطل، يمكن أن تحول دون أن يكون للحق صولات وجولات فيها ينتصر ويمرّغ أنف الباطل وأهله بالتراب. 

وأخيرًا: إذا فعلتم الذي تريدون، فمن يضمن لكم أنه قريبًا لن يبعث الله ويهيئ (سبحانه) من أبناء هذا الجيل من يخرجكم خارج التاريخ، وخارج الجغرافيا؟، {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا}، فماذا أنتم فاعلون؟