منذ بداية انتفاضة القدس يواصل الاحتلال الإسرائيلي، هواية ميدانية جديدة بالمواجهات المتكررة مع الشباب المنتفض على خطوط المواجهة في الضفة الغربية وعلى تخوم قطاع غزة، هواية جديدة تمثلت بقنص الشباب في مناطق حساسة توفر إعاقات دائمة للمصابين.
معظم رصاصات قناصة الاحتلال يتعمد مطلقوها التسبب بإعاقات دائمة للشباب، حيث تستقر معظمها في منطقة الركبة وبالتحديد "الصابونة" من أجل إعاقة الشباب في السير بشكل سليم طيلة فترات حياتهم.
ولعل المتابع للمواجهات المتكررة مع الاحتلال شرق قطاع غزة، يلاحظ نظراً، لطبيعة الحدود مع قطاع غزة، وبعد مناطق التماس مع الاحتلال، أنشأ الاحتلال عدداً من السواتر الترابية العالية التي يعتليها قناصة الاحتلال الذين يتفننون بقنص الشباب بشكل يسبب لهم الاعاقة الدائمة.
إعاقات موجِعة
ناشدت والدة الشاب الجريح ابراهيم ربحي خريس "17 عاما" رئيس السلطة محمود عباس، من مخيم المغازي وسط قطاع غزة، والذي يعاني من شلل نصفي نتيجة تعرضه لإصابة في المواجهات مع قوات الاحتلال شرق مخيم البريج بتحويل ابنها للعلاج بالخارج.
وقالت والدة إبراهيم :"إن ابنها تعرض لإصابة من جنود الاحتلال خلال المواجهات التي وقعت شرق مخيم البريج في عموده الفقري مما أدى إلى حدوث شلل نصفي".
وأوضحت والدة المصاب أن ابنها لا يستطيع الحركة وأن الاطباء في مستشفى مار يوسف بالقدس والذين تمكنوا من تثبيت عدة فقرات، غير أنهم لم يستطيعوا إزالة بعض الشظايا من فقرات أخرى.
وأضافت الوالدة وهي تنظر إلى فلذة كبدها الذي بالكاد يتكلم أن الاطباء في المستشفى أكدوا لنا أنهم لا يستطيعون إخراج الشظايا من ظهره وأنه بحاجة للعلاج في إحدى الدول الأوروبية.
وناشدت رئيس السلطة، عباس تحويل ابنها للعلاج في الخارج حتى يستطيع على الأقل المشي على كرسي متحرك وقضاء حاجته.
وأوضحت والدة الشاب ابراهيم أن وضع زوجها الاقتصادي سيء جدا، حيث يعاني من غضروف أقعده عن العمل.
وفي ذات السياق تعرض الشاب إبراهيم أبو عواد لعدة رصاصات بقدمه في مواجهات موقع المدرسة الإسرائيلي شرق مخيم البريج، حيث تم نقله لمستشفى الشفاء لصعوبة إصابته .
وتسببت رصاصة استقرت في قدم الشاب عبد الله الدعاليس بتفتيت "صابونة قدمه" أطلقتها قوات الاحتلال عليه شرق البريج إلى إعاقة في قدمه بشكل كامل.
ونظرا لصعوبة وضع المصاب الدعاليس تم نقله للعلاج بالضفة بالمحتلة، حيث تحاول الطواقم الطبية زراعة صابونة في قدمه بدل الصابونة التي أصابها الاحتلال وفتتها بصورة كاملة.
سلاح جديد لتصفية الفلسطينيين
من جهتها أوضح مدير العلاقات العامة والإعلام بوزارة الصحة في قطاع غزة الدكتور أشرف القدرة أن الاحتلال يتعمد استخدام الرصاص المتفجر الذي يؤدي إلى تلف في المنطقة الذي يستقر بها.
وأكد القدرة على أن الاحتلال يتعمد استخدام القوة المفرطة المباشرة لارتكاب جرائم تصفية ممنهجة للمواطنين العزل والطواقم الطبية والصحفية منذ بداية انتفاضة القدس.
وأوضح أن الاحتلال يستخدم الرصاص الحي وقنابل الغاز السام وغاز الاعصاب بكثافة، الأمر الذي يستدعي من المجتمع الدولي ومنظماته الإنسانية والحقوقية لوقف سياسات الاحتلال الإجرامية الممنهجة بحق الفلسطينيين.
وبين شهيد وجريح وأسير، تواصل قوات الاحتلال سياستها المجحفة بحق الفلسطينيين، حيث يتعمد الاحتلال مواصلة سياسة التخويف والوعيد والتهديد، من أجل إيجاد جيل ينساق خلف مخططاته، وهو ما رفضه جيل انتفاضة القدس، فباءت محاولاته كافة بالفشل الذريع.
