14.44°القدس
14.14°رام الله
13.3°الخليل
19.16°غزة
14.44° القدس
رام الله14.14°
الخليل13.3°
غزة19.16°
الثلاثاء 12 نوفمبر 2024
4.82جنيه إسترليني
5.29دينار أردني
0.08جنيه مصري
4يورو
3.75دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.82
دينار أردني5.29
جنيه مصري0.08
يورو4
دولار أمريكي3.75

مع قرب دخول الانتفاضة يومها الـ50

الريماوي: مشاركة الفصائل دون المستوى والسلطة تتحمل الوزر‎

151015081228Di8L
151015081228Di8L
نابلس - مراسلتنا

مع قرب دخول انتفاضة القدس يومها الخمسين، تتجه الأنظار للفصائل الفلسطينية المختلفة، حيث يلاحظ ضعف مشاركتها بل انعدامه في بعض المدن.

ضعف الدور الفصائلي في أحداث انتفاضة القدس، أثر على مجريات الأحداث، حيث يعود السبب الرئيسي وراء ذلك لممارسات السلطة في الضفة الغربية، التي أضعفت الحالة التنظيمية لمختلف القوى بما فيها حركة فتح على مدار السنوات السبع

وفي لقاء خاص لـ"فلسطين الآن" مع مدير مركز القدس لدراسة الشأن الإسرائيلي والفلسطيني علاء الريماوي تناولنا بإسهاب شكل المشاركة الفصائلية وحجمها وأثرها في انتفاضة القدس، تحديدا حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، والجهاد الإسلامي، بالإضافة إلى الجبهة الشعبية واليسار بمجمله.

يقول الريماوي إن مدينة الخليل تعد من أهم المدن التي تشارك في الانتفاضة سواء على الصعيد الجماهير الشعبي أو الفصائل الفلسطينية.

وتعد مشاركة الفصائل في المدينة فاعلة بالمقارنة، مع باقي المدن الفلسطينية، حيث رصد مشاركة واضحة لكل من حركة حماس، ثم حركة فتح، ثم الجهاد الإسلامي في بعض مناطق الريف في المدينة.

وأشار إلى أن مشاركة حماس في الخليل، تتمثل بالدعوة الأسبوعية لمسيرات نحو مناطق الاشتباك والحضور الشبابي من خلال مشاركة الجامعات الفلسطينية ودور الكتلة الإسلامية فيها، مع الإشارة إلى ضعف الحالة الطلابية في المدينة.

وكذلك مشاركة أنصار وكوادر حماس في العمليات الفردية بشكل واضح التي كان آخرها عملية دهس بالقرب من حلحول.

ومشاركة شعبية من أنصار حماس في المواجهات اليومية، مع التركيز على أن أغلبية الجيل المشارك من الشباب، يميل إلى حالة التأييد لا التنظيم الرسمي.

كما يبرز دور القطاع النسائي في حركة حماس بمدينة الخليل، لكن يلاحظ أيضا غياب ظهور قيادي بارز للأحداث من حركة حماس، وهذا يرجع إلى جملة من الأسباب منها الأمني.

دور حركة فتح

ويبين الريماوي أن مشاركة فتح في مدينة الخليل من المشاركات الأوضح لها في الضفة الغربية، حيث رصد محاولتها السيطرة على الأحداث في المدينة سواء كان ذلك في تشييع الشهداء، أو النشاط الرسمي في المدينة.

ومشاركة فتح في نشاط الجامعات وفي المظاهرات اليومية، برغم عدم قيام فتح بالدعوة المباشرة لمسيرات نحو نقاط الاحتكاك مع تبنيها لإعلانات الإضراب التجاري في المدينة.

وأيضا اعتماد فتح على قوة السلطة في مشهد الحضور العام، كما ظل الحضور الجمعي للأحداث مرتبكا.

كما ظهر دور لحركة الجهاد الإسلامي عبر المشاركة في مناطق الريف، بالإضافة إلى محاولات لظهور عسكري، حيث تم اعتقال مجموعة كبيرة للجهاد من الخليل، كانت تسعى لتنفيذ سلسلة من العمليات.

كما أظهرت دراسة أعدها المركز غياب كبير لفصائل اليسار عن الأحداث في المدينة، لصالح الحالة الشعبية الأكثر حضورا حتى على حساب الفصائل الرئيسية.

بيت لحم شبه غائبة

وعلى النقيض، يبدو أن الحالة العامة ضعيفة في بيت لحم، بسبب دور السلطة الفلسطينية تجاه الفصائل، تحديدا حركتي حماس والجهاد الإسلامي.

وأيضا ضعف الحالة التنظيمية في جامعات بيت لحم، الأمر الذي أفقد الأحزاب حيوية المشاركة المنظمة في المدينة، وعدم سعي فصائل منظمة التحرير وفتح لتشكيل جسم وطني مرجعي للأحداث يضم كافة التشكيلات الوطنية. وكذلك غياب قيادات حزبية ميدانية، رغم الحالة المتقدمة في الاشتباك اليومي.

رام الله تتصدر

وتعد مدينة رام الله من المدن المهمة التي أثرت بشكل فعال على أحداث الانتفاضة، حيث كان لها الدور الأبرز في تواصل الصورة خلال الأسابيع الماضية.

وفي تحليل بيئة المشاركة التي أجراها مركز القدس تبين جملة من المعطيات المهمة، منها الحضور الشعبي الواسع إلى جانب الحضور التنظيمي، خاصة من حركتي فتح وحماس وباقي الفصائل الفلسطينية.

وكانت الفصائل الأبرز في المشاركة حركتي حماس وفتح، وكان للعملية التي نفذها أحد كوادر الجهاد الإسلامي مهند الحلبي من رام الله، بالتعاون مع أحد كوادر حماس أثرا على تصاعد الأحداث على الأرض واستمرارها.

لكن رام الله فقدت -حسب الريماوي- عناصرها التنظيمية لصالح كيانات استهلاكية وعناوين عامة استقطبت الشباب النشط، مما أثر على حجم الشباب المنظمين بشكل عام لدى الشرائح التنظيمية.

وفي السياق، أظهرت نتائج التحليل ضعفا وتراجعا لقوى اليسار في مدينة رام الله، ولدورها المعهود.

كما سجلت المحافظة حضوراً جيداً للإعلام المقاوم مثل الفضائيات التابعة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي التي ساهمت في دعم الانتفاضة بشكل جلي وواضح، الأمر الذي حدا بالسلطة المس بدور هذا الإعلام عبر التضييق على بث قناة الأقصى.

مدن الشمال

وأوضح الريماوي في حواره مع "فلسطين الآن" أن مدن الشمال كانت الأضعف مشاركة في الانتفاضة، حيث أن مناطق بأكملها لم تشهد دعوات من الفصائل للمشاركة في فعاليات انتفاضة القدس، ولم تسجل مسيرات فصائلية.

فضعف الحالة التنظيمة في مدينة جنين بشكل عام سواء كان ذلك على صعيد الفصائل الإسلامية والوطنية، إذ لا تعد المدينة معقلاً من معاقل حركة حماس، وفي المقابل تشهد حركة فتح خلافات داخلية الأمر الذي انعكس على واقع المدينة من حيث النشاط التنظيمي وكذلك انعدام نقاط الاشتباك بالرغم من مساحة المحافظة الكبيرة، الأمر الذي ساند حالة الضعف السياسي في المدينة.

كما أن محافظة نابلس لم تشهد حراكا سياسيا واضحا في انتفاضة القدس، سوى ثلاث دعوات لحركة حماس في المدينة للتظاهر، بالإضافة للعملية التي نفذتها الحركة وكانت شعلة الأحداث على الأرض (عملية ايتمار).

كما دعت حركة فتح إلى مسيرتين في المدينة، وشاركت الكتل الطلابية في تظاهرتين خرجت من الجامعة منتصف الشهر الماضي.

عدا عن ذلك ظلت المدينة تحافظ على حالة اشتباك ضعيف في حال اقتحام المدينة، واشتباكات معدودة على مداخل المدينة.

ويرجع الريماوي ضعف الحالة في شمال الضفة الغربية إلى جملة من المتغيرات، أبرزها ارتباك الحالة التنظيمية، إذ عملت السلطة على إنهاك الفصائل خلال سنوات الانقسام، وضعف الحالة الفصائلية في المخيمات لصالح معادلات فرضتها شخصيات فتحاوية استخدمت لصالح قوى على الأرض، الأمر الذي أثر على منهجية عمل تنظيمي واسع. 

وأيضا ضعف دور جامعة  النجاح، في إشارة إلى ضعف الكتل الطلابية، الأمر الذي ارتبط بواقع المدينة، بالإضافة إلى فشل الجامعة في توفير بيئة سياسية تحمي التعددية عدا غياب قيادات مرجعية في المدينة، لدى كافة الفصائل بمستويات مختلفة، خاصة تلك السياسية بعد استشهاد أو تغييب قيادات نابلس الفاعلة.

كما تحتفظ المدينة بذاكرة سيئة لبعض التصرفات السلبية لمسلحي فصيل بعينه، الأمر الذي انعكس على الثقة في حركة فتح تحديدا.

ويلاحظ غياب تام لمخيمات المدينة التي شكلت رافعة للعمل المقاوم في الانتفاضتين السابقتين.

خضوري بطولكرم

ولعل محافظة طولكرم تعد من أنشط مدن الشمال، نظرا لدور جامعة خضوري وكتلها الطلابية التي لعبت دورا مهما في الأحداث خاصة في الأسابيع الثلاثة الماضية.

وكذلك دعوات أطلقتها الفصائل ومنها حركة حماس للخروج بمسيرات في المدينة.

دور السلطة

وخلص الريماوي إلى ضعف الدور الفصائلي في أحداث انتفاضة القدس، مما أثر على مجريات الأحداث، بسبب ممارسات السلطة في الضفة الغربية، التي أضعفت الحالة التنظيمية وكذلك غياب فصائل اليسار عن الساحة الفلسطينية بشكل واضح.

وأيضا ضعف الحالة التنظيمية لحركة الجهاد الإسلامي في الضفة لأسباب أمنية، الأمر الذي أثر على حجم النشاط المجتمعي للحركة.

ومن الأسباب عدم تعافي حماس من الضربات المتتالية التي تعرضت لها، وعدم قدرتها على التكيف مع الحالة الأمنية القائمة في الضفة الغربية، مما انعكس على حجم المشاركة في الضفة الغربية خاصة في مدن الشمال.

ويظهر جليا ارتباك موقف فتح من أهداف الانتفاضة، وهو ما لم يساعد على اندماجها بشكل كبير في الانتفاضة الحالية.