25.55°القدس
24.58°رام الله
24.42°الخليل
26.51°غزة
25.55° القدس
رام الله24.58°
الخليل24.42°
غزة26.51°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

(الذئب والحمل..)

يوسف رزقه
يوسف رزقه
يوسف رزقة

لست أفهم مقولة نتنياهو بأن قرار حكومته بحظر الحركة الإسلامية، ومصادرة ممتلكاتها، ومنع أنشطتها، لا يستهدف الإسلام كدين؟! إذا لم يكن يستهدف الدين فكيف يمكن استهداف الدين؟! وهل يمكن فصل الدين عن حامله؟!

الإسلام يوجهنا إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يمكن أن يتحقق هذا إلا من خلال المسلم كفرد، أو كجماعة، أو كمؤسسة. وقرار نتنياهو أمس بإغلاق (١٧) مؤسسة، وحظر أنشطة الحركة أو الجماعة الإسلامية ، واستدعاء الشيخ رائد صلاح ونائبه للتحقيق، هو عدوان مباشر على الإسلام نفسه، لأن هذه المكونات الثلاثة (الفرد- والحركة- والمؤسسة) هي التي تعمل للإسلام نيابة عن المسلمين في الأراضي المحتلة.

الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة تمارس عملها بموجب مرجعية سياسية، وأخرى شرعية . في المفهوم السياسي هي تملك تفويضا من المسلمين في الأراضي المحتلة. وفي المفهوم الديني هي تعمل بأمر من الشارع الحكيم الذي أنزل القرآن، وأمرنا بالعمل بشرعه الحكيم. وليس لنتنياهو أو اليهود كافة سلطان في هذا؟!

نتنياهو يريد ( إسلاما غير الإسلام الذي جاءنا به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟!) ويريد مسلمين غير المسلمين الذين عرفهم التاريخ المشرق من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟! هو يريد مسلمين لا يدافعون عن المسجد الأقصى، ولا عن حقوق الفلسطينيين والمسلمين في وطنهم ومقدساتهم، وحياتهم الكريمة.

نتنياهو يريد أن يخدعنا كما خدع أجدادنا (كمال أتاتورك) أو كما خدع حكام العرب شعوبهم، حين فرقوا بين الإسلام والمسلمين الملتزمين بالإسلام عقيدة ومنهجا، لكي يتسنى لهم قتل المسلمين واعتقالهم، وخداع عوام المسلمين بهذه التفرقة المزيفة.

نتنياهو يقدم نفسه، ويقدم قرار حكومته بحظر الحركة الإسلامية، على طريقة النظام العربي، وعلى طريقة أتاتورك، ونسي أنه يهودي العقيدة وليس مسلما؟! لقد نسي نتنياهو أن أبناء الحركة الإسلامية هم من يحملون الإسلام ويحرضون المسلمين على تطبيقه والالتزام به في حياتهم ومعاملاتهم في ظل حركة تهويد للإنسان والمكان والتاريخ ؟! إن ما يبديه نتنياهو من تسامح لا يختلف عن تسامح ( الذئب مع الحمل)؟! إنه تسامح مفضوح لأنه مزيف مائة في المائة.

نتنياهو وحكومته شركاء مع يهود العالم في إشعال نار الحروب والمنازعات في البلاد العربية والإسلامية. نار اليهود قديمة حديثة، بنص الكتاب، وهي تتجدد مع كل فرصة ومع كل مناسبة مغرية. وأحسب أن نتنياهو وحكومته وجدوا فرصة ذهبية، وأجواء مناسبة في تفجيرات باريس لضرب ( الإسلام والمسلمين) من خلال حظر الحركة الإسلامية. هم يستثمرون نار باريس المشتعلة باسم تنظيم الدولة الإسلامية، لربط الحركة الإسلامية في فلسطين بما حدث في باريس، وبالإرهاب، وهم مطمئنون لردود الأفعال العالمية.

منذ فترة زمنية طويلة ونحن نستمع لتهديدات حكومة نتنياهو بحظر الحركة الإسلامية، ولكن حالة الإقليم والمجتمع الدولي كانت ربما لا توافق على القرار، والآن وفي ظل تفجيرات باريس لا يملك العالم غير السكوت على قرار نتنياهو، مع العلم أن عمل الحركة الإسلامية في الأراضي المحتلة هو عمل سلمي، ولم يسجل ضدها اختراق للقانون أو حمل السلاح. إن نجاح الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة يرتبط ارتباطا مباشرا بسلميتها، ولأنها كذلك تضاعفت أعداد المؤيدين لها، وهذا ما يغضب نتنياهو ويغيظ أعضاء حكومته.