تعيش سبع أسيرات فلسطينيات في سجون الاحتلال في معاناة مستمرة من أمراض عدة، التي تشتد مع غياب الرعاية الصحية والعلاج المناسب لهن داخل زنازين الاحتلال الإسرائيلي، كما تتألم خمس أسيرات أخريات من جراح متنوعة أصبن بها برصاص الاحتلال قبل اعتقالهن، خلال انتفاضة القدس.
ويذكر مركز "أحرار" للأسرى وحقوق الإنسان أن من بين أكثر من 35 أسيرة فلسطينية تقبع أغلبهن في سجن "هشارون" الإسرائيلي، تعاني سبع أسيرات من أمراض مختلفة ومن سوء الرعاية الطبية المقدمة لهن من إدارة السجون، والإهمال الطبي المتعمد بحقهن.
والمريضات هن: الأسيرة آمال السعدة من الخليل والمعتقلة منذ 18112014 ، وتقضي حكما بالسجن لمدة 14 شهرا، وتعاني من السكري.
والأسيرة المسنة ابتسام حمارشة (60 عاما) من يعبد في جنين، التي تعاني من مشاكل في القلب، بالإضافة لضغط الدم، و"الديسك"، وهي معتقلة منذ 2652015، ويحرمها الاحتلال من الزيارة. وقد خضعت لعملية جراحية أثناء وجودها في الأسر، وتعاني حاليا من مشاكل في النظر، وتطالب بتوفير نظارة طبية.
وأكدت عائلتها أن النظارة موجودة بحوزتهم ولكنهم لا يستطيعون إيصالها للأسيرة.
والأسيرة المسنة فتحية خنفر من سيلة الظهر في جنين، التي تقضي حكما بالسجن لمدة 11 شهرا، وتعاني من مشاكل في ضغط الدم، بالإضافة لأوجاع بالظهر والأرجل، والتهابات في القصبة الهوائية.
والأسيرة المقدسية علياء العباسي (49 عاماً)، التي تعاني من مرض في الأعصاب وأزمة صدرية ومشاكل في العامود الفقري، بالإضافة إلى أمراض السكري والضغط والكوليسترول، وهي تقضي حكما بالسجن مدة 26 شهراً.
كما تعاني الأسيرة منى السايح (34 عاما) من مدينة نابلس من عدة مشكلات صحية في القولون، وآلام في قدمها اليسرى، ومشكلات أخرى في الجيوب والفك.
أما عميدة الأسيرات الفلسطينيات لينا الجربوني والمعتقلة من 14 عاما، فهي تعاني من انتفاخ في قدميها، ومن آثار عملية جراحية في "المرارة" أجراها لها الاحتلال قبل عام تقريبا.
وتعاني الأسيرة دنيا واكد (38 عاما) من مدينة طولكرم، والمحكومة بالسجن لمدة (42 شهرا)، من الربو والسكري وضغط الدم، بالإضافة لتسارع في دقات القلب.
شهادة حية
الأسيرة المحررة نهيل أبو عيشة من الخليل، أمضت ثلاثة أعوام في الأسر، تؤكد أن الأسيرات يعشن أوضاعا صعبة داخل المعتقلات، حيث بات سجن "هشارون" يعاني من الاكتظاظ بأعداد الأسيرات، وغير قادر على استيعاب أعداد جديدة.
وتشدد على أن الأسيرات المريضات يعانين من إهمال طبي واضح بحقهن، إذ لا تقدم إدارة السجون العلاج المناسب لهن وتحرمهن من حقهن بالحصول على الدواء المناسب، وتقتصر الأدوية المقدمة لهن باختلاف أمراضهن وأوجاعهن على المسكنات، وحبوب "الأكامول".
كما تقول المحررة أبو عيشة إن الأسيرات يعانين من سوء معاملة قوات مصلحة السجون المعروفة باسم "النحشون" لهن، كما تشكل رحلة التنقلات "البوسطة" للأسيرات وجها آخر للألم والمعاناة.
جريحات في السجن
من جهته، يقول مدير مركز "أحرار" للأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش إن خمس أسيرات أخريات تعاني من جروح وإصابات عديدة في أجسادهن بفعل رصاص الاحتلال الذي أصبن به قبل الاعتقال، ويحرمن من العلاج المناسب.
والأسيرات الجريحات هن: الأسيرة المقدسية القاصرة مرح جودت باكير (16 عاما)، والأسيرة حلوة محمد عليان حمامرة (22 عاما) من حوسان في بيت لحم، والمقدسية شروق صلاح إبراهيم دويات (18 عاما)، وأمل جهاد طقاطقة (21 عاما) من بيت فجار في بيت لحم، والقاصرة إستبرق أحمد نور (15 عاما) من مادما – نابلس.
ويطالب الخفش كافة المؤسسات الصحية والحقوقية العالمية بضرورة الالتفات والاهتمام بأوضاع الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال، والعمل على تنفيذ زيارات دورية لهن وتوفير العلاج والدواء الذي يناسب أمراضهن.