بعد قطيعة دامت تسع سنوات، أطلق القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان مؤخراً مبادرة لإعادة النظر في كل الأخطاء السابقة التي واجهة القضية الفلسطينية، هدفها إعادة اللحمة الداخلية على أسس وطنية وسياسية ثابتة.
ودعا دحلان في رسالة وجهها من القاهرة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ورئيس السلطة "محمود عباس" لإعادة اللحمة الداخلية على أسس وطنية وسياسية ثابتة.
وبعد دعوة دحلان للمصالحة، كيف تلقت حركتا حماس وفتح هذا الأمر، وهل سيتم التعاطي مع مبادرة دحلان أم لا؟
كلام يستحق التدبر
وقال القيادي في حركة حماس الدكتور أحمد يوسف في معرض رده على مبادرة محمد دحلان، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد الخصومات والمناكفات الماضية التي أضنت الوطن، وأرهقت المواطنين: "كلام يستحق أن نتدبره من أجل الوطن".
وأضاف القيادي في حركة حماس بتدوينة له على صفحته الشخصية الفيس بوك: "وردت هذه التصريحات على لسان النائب محمد دحلان، وهي جديرة بالملاحظة والتأمل وأخذها بعين الاعتبار برغم ما بيننا وبينه من تناقض وخلاف.. حيث إن أي خلاف بالشكل الذي هو قائم بيننا لا يمكن تأبيده، لأن من سيدفع الثمن هو الوطن؛ بأرضه وأجياله".
وبين أن هذه التصريحات من دحلان ربما تفتح الطريق وتأخذ ساحتنا خطوة في اتجاه اجتماع الشمل وإزالة حالة المكر التي أضاعت الكثير من الخير والبركات بين أبناء شعبنا وجعلتنا شذر مذر.
ولفت يوسف أنه يلمس تحسناً في لغة الخطاب عند دحلان يمكن أن يبنى عليه، مشيراً أن بعض تصريحات دحلان يمكن أن ترضي البعض وقد لا يرتاح لها البعض الآخر.
المصالحة مع دحلان مستحيلة
من جانبه، أكد أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح أمين مقبول استحالة عودة دحلان للحركة، ووصف الإشاعات حول مصالحة معه بالأخبار الكاذبة والملفقة.
وقال مقبول في لقاء صحفي: "موضوع دحلان أصبح وراء ظهورنا ، ومن المستحيل عودة دحلان للحركة ، ولا داع للحديث في هذا الموضوع ، فالمجلس الثوري كان قد صادق على قرار اللجنة المركزية بفصله من الحركة بالأغلبية الساحقة.
وأشار مقبول إلى بيان اللجنة المركزية لحركة فتح الذي أكد بيان الناطق الرسمي باسم الحركة أحمد عساف حول عدم صحة الأخبار، التي تتحدث عن مصالحة بوساطة مصرية بين دحلان والرئيس أبو مازن ، نافياً بشده هذه الأخبار ووصفها بالإشاعات الهادفة لخلق البلبة والشكوك.
ورأى أن هذه الإشاعات تروج لمقولة أن ( الخلاف بين حركة فتح ودحلان هو خلاف شخصي بين الأخير والرئيس محمود عباس)، مشدداً على أن دحلان فصل من الحركة بعد تشكيل لجنة وجهت إليه الاتهامات وحملته مسؤولية قضايا خطيرة.
وتلقى الشارع الفلسطيني مبادرة دحلان بنوع من البرود المعتاد، خاصة بعد جولات كثيرة فشلت في تحقيق المصالحة وإنهاء حالة الانقسام السياسي بين حركتي فتح وحماس في الفترات السابقة.
