منذ أشهر طويلة لم يشهد الشارع الفلسطيني تحركات شعبية وجماهيرية حاشدة كتلك التي تخرج هذه الأيام تضامناً مع الأسير "خضر عدنان" الذي دخل يومه الـ( 65) من إضرابه عن الطعام. فقد استنفرت كافة المؤسسات والجمعيات والهيئات ذات العلاقة وحشدت المئات من المواطنين ونظمت فعاليات تضامنية في مختلف مدن الضفة الغربية. شارك عشرات المواطنين الاثنين بالمسيرة التضامنية التي نظمتها الحملة الوطنية لنصرة الأسرى في نابلس التي انطلقت من أمام مبنى المحافظة إلى مقر هيئة الصليب الأحمر الدولي تضامنا مع الشيخ، بمشاركة محافظ المدينة وممثلين عن الفصائل والمؤسسات الرسمية والشعبية، وعدد من الطلبة. وحمل المشاركون صور الأسير عدنان، ورددوا شعارات مناهضة لسياسات الاحتلال الإجرامية بحق الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، وممارساته القمعية. وطالبوا كافة الجهات الحقوقية والدولية بالضغط بكل الإمكانيات على إدارة مصلحة السجون، وتحميلها مسؤولية حياة المناضل "خضر عدنان". وأشاروا إلى أن الأسير عدنان يناضل من أجل قضية هامة، وهي الاعتقالات الإدارية التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني، والتي تعتبر غير قانونية وخارجة عن جميع الاتفاقات. وسلم المشاركون في الاعتصام ممثلي الصليب الأحمر مذكرة يدعونهم من خلالها إلى التدخل السريع لإنقاذ حياة الأسير عدنان، وغيره من الأسرى الذين يعانون وضعاً صحياً صعباً. وفي محافظة طوباس، نظم نادي الأسير والهيئة العليا للأسرى اعتصاما جماهيريا حاشدا أمام مقر جامعة القدس المفتوحة، للتضامن مع الأسير خضر عدنان، بحضور والد الأسير وكافة القوى السياسية والفعاليات والمؤسسات. ولقيت مشاركة والد الأسير خضر تعاطفا هائلا من قبل المواطنين الذين اصطفوا في طوابير للسلام عليه والاطمئنان منه على صحة الأسير، والشدّ على أيديهم. وفي كلمته، شكر والد الشيخ عدنان المواطنين وحيا الشعب الفلسطيني بكافة مكوناته على الوقفة الوطنية مع نجله الأسير ومع العائلة ككل، حيث أوصل لهم تحيات ابنه وتأكيدهم لهم أنه يتمتع بمعنويات عالية، ومصر على استكمال مسيرته النضالية حتى تحقيق كافة مطالبه. وفي نهاية الاعتصام، سلم المعتصمون رسالة للصليب الأحمر الدولي تطالب الصليب الأحمر الدولي بتحمل مسؤوليته في ممارسة كل ضغوط على إدارة السجون من أجل إنهاء معاناة الأسرى والمعتقلين. ولم تختلف الصورة كثيرا في محافظة قلقيلية، حيث نظم المواطنون وقفة تضامنية مع الأسير خضر عدنان، محملين الاحتلال المسؤولية عن حياة الأسير خضر عدنان التي أصبحت مهددة بالخطر. وحذر المشاركون من تفجر الأوضاع وخروجها عن السيطرة في حال أصر الاحتلال على موقفه بشأن ملف الأسير خضر وبقية الأسرى، مؤكدين على ضرورة الانتصار لمختلف القضايا الوطنية وعلى رأسها ملف الأسرى.