23.33°القدس
24.04°رام الله
25.53°الخليل
26.53°غزة
23.33° القدس
رام الله24.04°
الخليل25.53°
غزة26.53°
الجمعة 05 يوليو 2024
4.8جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.06يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.8
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.06
دولار أمريكي3.77

خبر: أبو سيسي يكشف.. نُقلت في تابوت إلى "إسرائيل"

كشف الأسير د. ضرار أبو سيسي لـ (موقع قناة الأقصى) تفاصيل اختطافه من أوكرانيا قبل عام. وتبرز في التفاصيل مشاركة رئيس الشاباك يورام كوهين شخصيا في العملية، وتعرُّضَ المهندس الفلسطيني أبو سيسي لتعذيب وحشي داخل أوكرانيا وفي أقبية التحقيق الصهيونية. [title]الحكاية الكاملة[/title] في الثامن عشر من شباط (فبراير) 2011، اختفى د. ضرار أبو سيسي، وضجت وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية وحتى الغربية بالبحث في تفاصيل اختفاء مدير تشغيل محطة كهرباء غزة. وبعد عام.. وحيدا معزولا في سجن عسقلان الصهيوني، يقبع د. ضرار أبو سيسي( 43 عاما) تتدهور صحته بشكل سريع، وسط مخاوف وتحذيرات وإهمال طبي، حيث فقد الأسير 32 كجم من وزنه بشكل مفاجئ، وعاد ليشكو من قلبه العليل أصلا قبل وبعد اعتقاله. ويتهم أبو سيسي السلطات الأوكرانية بالتورط في الجريمة بشكل مباشر في التنفيذ و التستر عليها. [title]في القطار[/title] "ودعت أولادي وزوجتي، وانطلقت بالقطار إلى مدينة أخرى، يحتاج السفر إليها ساعات طويلة، وبعد فترة وجيزة توجه إلي رجل بزي مدني، وطلب جواز سفري، فسألته من تكون؟ وبأي صفة تطلبه، قال: "أنا ضابط في الأمن الداخلي الأوكراني، وأبرز بطاقة تثبت ذلك" يروي أبو سيسي في رسالة خاصة للأقصى. "عملية اختطافي أشبه ما تكون بالفيلم السينمائي"، ويتابع، "طلب رجل الأمن _ذي الخلقة الأوكرانية_ بلغة البلاد مني التوجّه معه إلى غرفة أخرى، مدعيا أن هناك مشكلة في جواز سفري، وإذا بها خاليه إلا من رجل أوكراني آخر". حاول أبو سيسي الاستفهام مراراً من ضابطي الأمن، لكن عبثا فعل، وعند أول محطة، توقف القطار، واقتيد إلى خارج القطار ليفاجأ بسيارة دفع رباعي كبيرة، بزجاج أسود، وحولها عدد كبير من رجال الأمن الأوكراني، حتى تلك اللحظة "كنت أعتقد أنني معتقل لدى جهاز الأمن الداخلي الأوكراني _المخابرات_ ". [title]إلى "كَيِيف"[/title] وجد ضرار نفسه في كييف مقيدا معصوب العينين ، أخرج من السيارة وأدخل في فيلا، ليتفاجأ بسبعة من الضباط، لا تبدو عليهم ملامح الشعب الأوكراني، ويخاطبه أحدهم بالعربية، فيقول" هل تعرف من نحن؟، نحن جهاز المخابرات الإسرائيلي". قيد أبو سيسي على كرسي، وبدأت جولة التحقيق، ليتفاجأ ضرار بأن يورام كوهين رئيس الشاباك والميجار أوسكار المحقق القذر كما يصفه أسرى عسقلان، وآخرين من كبار الرتب العسكرية، يحققون معه مباشرة، عن شاليط وعلاقته بالقسام. ويسترسل أبو سيسي في رواية الجريمة لـ(موقع القناة) واصفا التعذيب الذي تعرض له ، فيقول :"كان تعذيبا وحشيا، حيث ضربت على صدري بقوة، ولطمت بقوة وسرعة لطمات عديدة على الوجه، وأسمعت أصوات صراخ وأنين، واستمر ذلك 5-6 ساعات، حسب تقديري". [title]"حيا في تابوت"[/title] ترك أبو سيسي وحيدا في غرفة التعذيب، وجيء بعدها برجل قيده وعصب عينيه وأدخله في تابوت وأغلقه بإحكام، كما يقول في رسالته، متحدثًا عن نقله إلى مطار كييف، وأنه عرف ذلك من أصوات الطائرات، ثم أدخل تابوته في طائرة، هبطت لاحقا في محطة ترانزيت على ما يبدو، ثم واصلت رحلتها، إلى المطار الصهيوني. لكن اللافت ، في حديث أبو سيسي، أن "الرحلة من محطة الترانزيت التي هبطت فيها الطائرة التي حملتني، ومطار الاحتلال استغرقت نصف ساعة أو 40 دقيقة فقط!". نقل أبو سيسي إلى "بتيح تكفا"_ معتَقَلٌ صهيوني_ حيث عاد "يورام كوهين" من جديد للتحقيق معه، مضافا إليه عاموس جلعاد، مسؤول ملف شاليط في الكيان آنذاك، وعاد مسلسل التعذيب. [title]المشهد اليوم[/title] وعلى الرغم من أن قضية أبو سيسي مضى عليها عام منذ اختطافه، إلا أن السلطات الأوكرانية، حسبما قال أبو سيسي:" ترفض لقاء زوجته الأوكرانية الأصل، ومتابعة ملفه، على الرغم من أنه اختطف من داخل أراضيها". ويعيش د. ضرار حالة صحية صعبة، حيث يعاني من عدة مشاكل في القلب، واضطرابا في ضغط الدم، ويشكو بشكل متواصل من الإهمال الطبي، حيث ترفض السلطات الصهيونية السماح بإدخال طبيب خاص له من خارج السجن. وتمنع إدارة السجون الصهيونية دخول الصحف العربية إلى الأسير "الموقوف" أبو سيسي، فيما لم تعقد محاكمة له حتى اللحظة. ويشغل الأسير حتى اختطافه منصب مدير تشغيل محطة توليد الطاقة الكهربائية الوحيدة في غزة، فيما لم يعرف له أي نشاط عسكري في القطاع، ونفت "حماس" عضويته فيها أو أي من أجهزتها العسكرية أو السياسية أو الأمنية. وبعد كل ما تقدم تبقى التساؤلات مطروحة، عن أسباب اختطافه، ومآلات قضيته، في ظل غياب واضح للتهم الموجهة له، وعن صمت أوكرانيا، في الوقت الذي شمّرت فيه عن سواعدها لينقل مختطفا في تابوت حيا إلى مقابر الأحياء.