25.55°القدس
24.58°رام الله
24.42°الخليل
26.51°غزة
25.55° القدس
رام الله24.58°
الخليل24.42°
غزة26.51°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

الحرب على الإعلام .. لن تفلح

ايمن ابو ناهية
ايمن ابو ناهية
أيمن أبو ناهية

في إطار حرب على الإعلام الفلسطيني اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس مقر إذاعة الخليل في مدينة الخليل وقد سلمتهم قرارا بالإغلاق لمدة 6 أشهر مع عدم التواجد في المقر بقرار عسكري، بالإضافة إلى تسليمهم بلاغين لشابين يعملان في الإذاعة لمراجعة مخابراتها. ولم تكتف سلطات الاحتلال بإغلاق الإذاعة بل قامت باعتقال عدد من طاقم الإذاعة ومصادرة محتوياتها ومعداتها التقنية.

وقامت قوات الاحتلال بشكل متعمد بتخريب الإذاعة وتدمير كافة المحتويات والمكاتب كما قامت بمصادرة كافة المعدات التقنية وأبراج البث في صورة تعكس همجية الاحتلال واستهدافه للإعلام الفلسطيني.

مهاجمة الإذاعة تأتي عقب أيام من تعرض عدة مواقع فلسطينية لأعمال قرصنة في إشارة لمحاولات إسرائيلية منع وسائل الإعلام من نقل الحقيقة حيث تعرض موقع شبكة فلسطين الإخبارية PNN ومواقع إذاعة الرابعة وتلفزيون وطن وموقع شاشة إلى أعمال قرصنة متواصلة منذ ثلاثة أيام.

الجميل في الأمر وهو ما أغاظ قادة الاحتلال أن اذاعة منبر الحرية عادت للبث فورا ليس من موقع واحد بل من منابر الحرية في فلسطين جميعها من كل إذاعات الوطن: جنين، نابلس، رفح، الخليل، بيت لحم، رام الله، اذ قامت جميع هذه الإذاعات منذ صباح اليوم الذي تم إغلاق الإذاعة ببث إذاعتها باسم منير إذاعة الحرية ردا على جرائم الاحتلال وقراره إغلاق الإذاعة.

فرغم ما يقوم به الاحتلال باستخدامه وسائل همجية من اجل ترويع المؤسسات الإعلامية والصحفيين وسعيه بالفعل لضرب الإعلام الفلسطيني وإظهاره كحلقة غير موثوقة وغير موضوعية و غير مهنية، وذلك من خلال صياغة الخبر بالطريقة التي يراها مناسبة، ومحاولة تسويقها ليتلقاها الإعلام الفلسطيني والأجنبي “بلا مسؤولية”، كما أن الاحتلال متعود أن يخوض كل معاركه مستخدما كافة الأدوات الممكنة، وعلى رأسها الإعلام بكافة وسائله، ويحاول من خلالها تقديم نفسه على أنه الضحية وأن عدوه هو المعتدي، لكن المؤسسات الإعلامية الفلسطينية تقوم بواجب وطني فهي تنقل الحقيقة في تغطية الحدث، حيث استطاعت أن تقوم بتغطية إعلامية كاملة للحدث في هذه الانتفاضة وهذا بدوره قد أحدث حالة ضغط في كافة أرجاء العالم وكانت ثماره ايجابية مع القضية الفلسطينية وعدم مقارنتها بالإرهاب الدولي.

اعتقد أن ما تقوم به دولة الاحتلال الإسرائيلي التي تدعي الديمقراطية من سياسة تكميم الأفواه وكبت حرية الرأي بإغلاق المؤسسات الإعلامية وحجب الحقيقة لن يغير من الرسالة الوطنية والإعلامية الفلسطينية، ومن يتوهم أنه بسياسة الحديد و النار يستطيع أن يخضع الشعوب وأن يقوم بتكميم الأفواه و تكبيل الأيادي فقد أخطأ الحساب ولم يقرأ الواقع قراءة صحيحة، لأن لغة القوة اليوم لا يمكن أن تكون هي الحل لمشاكل الشعوب العربية ، مهما كانت هذه القوة ومهما كان حجمها وضخامتها فالنفس البشرية دائما تأبى الرضوخ و الخضوع للمستبدين و الظالمين الذين يصلون إلى كرسي الحكم على نهر من الدماء ، بهذا لا يمكن لعاقل أن يقول إن استخدام القوة و سياسة الحديد و النار ضد الشعوب الثائرة هي الحل.