علت ضحكات محمد في قاعة العلاج الطبيعي بمستشفى الوفاء للتأهيل الطبي ابتهاجا بقدرته على الوقوف على قدميه مرة أخرى بعد أن كاد يفقد مستقبله جراء حادث سقوط من علو عرضه لشلل نصفي تام جعله طريح الفراش لا يقوى على الحركة  .

محمد والذي بلغ من العمر(25 عاماً) تخرج من إحدى جامعات قطاع غزة بتخصص المحاسبة المالية. كان حال محمد كحال العديد من شباب قطاع غزة، قد بحث عن عمل في مجال تخصصه فلم يجد فعاد الكرة مراراً، إذ لم يكن قاموس محمد يعرف معناً للعجز، وبعد معاناة كبيرة توفرت لمحمد فرصة للعمل في تركيب الرخام الجداري، فلم يتوانى للحظة عن القبول .

محمد وفي أحد أيام عمله اعتلى الطابق الثالث على ارتفاع 8 أمتار في أحد الأبراج السكنية ليباشر عمله، فكانت مشيئة الله أن يسقط محمد على الأرض مباشرة على ظهره، وعلى الفور تم نقله إلى أحد مستشفيات قطاع غزة .

أخبار ذات صلة

استشهاد شاب بعد إصابته واعتقاله في طوباس

الاحتلال يجدد غاراته على لبنان وصواريخ حزب الله تتساقط على "كريات شمونه"

بعد الفحص تبين أن محمد لديه كسر في الفقرة القطنية الأولى وضغط على الحبل الشوكي تسبب في شلل سفلي وخلل في عمليتي الإخراج ويجب على محمد في ذلك الوقت إجراء عملية جراحية مستعجلة.

 طلبت عائلة محمد من إدارة المستشفى إعطائهم تحويلة طبية لإجراء العملية في الداخل المحتل، وبالفعل حصل محمد على التحويلة العلاجية لإجراء العملية في مستشفى "مار يوسف" في القدس المحتل وتمت عملية التثبيت للفقرات.

الأطباء المتابعون لحالة محمد قالوا: " بعد المتابعة الطبية والتمريضية الحثيثة وأيضا بعد خضوع محمد لجلسات العلاج الطبيعي والوظيفي المكثفة أظهر محمد تحسن ملحوظ في الحركة".

محمد أكد أن للدعم النفسي له أثر كبير على سرعة استجابته للعلاج قائلاً: " كنت أرى الإرادة القوية والإصرار في عيون فريق التأهيل الطبي جميعهم فبالرغم مما تعرضت له مستشفاهم من دمار وقصف وقلة إمكانات إلا أنهم ثبتوا على ما بدأوا به وواصلو الطريق دون انقطاع و دون الالتفات لأي من المعيقات التي واجهتهم فكان ذلك يبث روح الأمل في ذاتي لمواصلة مسيرة علاجي بكل تفاؤل وعزيمة".

أخصائي العلاج الطبيعي المشرف على الحالة أكد أن محمد أظهر تحسن في جلسات العلاج الطبيعي بشكل كبير فخلال شهر ونصف وقف محمد على قدميه باستخدام "المشاية" كما أصبح يقوم باحتياجاته الشخصية باستقلالية تامة.