17.77°القدس
17.48°رام الله
16.64°الخليل
22.59°غزة
17.77° القدس
رام الله17.48°
الخليل16.64°
غزة22.59°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

23 عامًا على استشهاده

رائدُ "مسافة الصفر" لا يزال حاضراً بأرواحه السبع

عقلي
عقلي
غزة - فلسطين الآن

في ليلة أربعاء من ليالي نوفمبر الباردة قبل 23 عامًا، كان الشاب عماد عقل في منزل خنساء فلسطين مريم فرحات "أم نضال"، على موعد مع آخر معاركه مع جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد أن لاحظ حركة غير اعتيادية حول البيت، ليكتشف لاحقاً أن عدداً كبيراً من القوات الخاصة تحاصر المكان، فما كان منه إلا أن قفز فوق سطح المنزل بعد أن صلى ركعتين، وبدأ معركة الشهادة.

بدأ تبادل إطلاق النار بين "المطارد الأول" وقوات الاحتلال، وتمكن من قتل وإصابة عددٍ من الجنود، قبل استشهاده بعد إصابته بإحدى القذائف المضادة للدروع ليرتقي شهيدًا في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 1993.

قال رئيس وزراء الاحتلال في حينه، إسحاق رابين: إنّ استشهاد عماد عقل "يمثل إنجازًا مؤثرًا ومهمًا في الحرب ضد (الإرهاب)"، وفق تعبيره.

سيرة عطرة

عماد حسن إبراهيم عقل ولد في 19 يونيو/ حزيران من عام 1971 في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، فوالده كان يعمل مؤذنًا لمسجد الشهداء في المخيم، وهاجرت عائلته بعد نكبة عام 1948 من قرية برير القريبة من المجدل.

حصل على ترتيب بين الخمسة أوائل في المرحلة الابتدائية، وبرز تفوقه مرة أخرى في المرحلة الإعدادية، وأنهى المرحلة الثانوية عام 1988 من ثانوية الفالوجة وقد أحرز المرتبة الأولى على مستوى المدرسة وبيت حانون والمخيم.

تقدم بأوراقه وشهاداته العلمية إلى معهد الأمل في مدينة غزة لدراسة الصيدلة، إلا أنه ما أن أتم إجراءات التسجيل ودفع الرسوم، حتى اعتقلته قوات الاحتلال وأودعته السجن في 23/9/1988 ليقدم للمحاكمة بتهمة الانتماء لحركة "حماس" والمشاركة في فعاليات الانتفاضة.

ومنذ ذلك التوقيت شرع عماد بتنفيذ عشرات العمليات العسكرية، فقتل أكثر من 15 جندياً إسرائيلياً وأصاب العشرات.

ومنذ ذلك الوقت اعتُبر قطاع غزة كابوساً بالنسبة للمحتلين يجب التخلص منه بأي ثمن، وقال رابين بعد إحدى عمليات عقل قولته المشهورة: "أتمنى لو أستيقظ من نومي فأجد غزة وقد ابتلعها البحر".

وهكذا نفّذ عماد عقل خلال سنتين من المطاردة أكثر من 40 عملية، توزعت بين إطلاق النار على جنود الاحتلال ومستوطنيه, وخطف العملاء والتحقيق معهم وقتل العديد منهم، ليرسم مفهوماً جديداً في العمل المقاوم، وهو "القتل من مسافة صفر".

وظلَّ عماد شبحاً يطارد جنود الاحتلال أينما حطت رحالهم في غزة، حتى تمكنوا من الوصول إليه في الرابع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 1993م، بعد مطاردةٍ قال عنها أحد قادة "الشاباك" وقتها: "إن مطاردة عقل كانت من العمليات الصعبة والمعقدة والمحبطة في تاريخ عمليات المطاردة التي قام بها جهاز (الشاباك) منذ تأسيسه".

وبينما تمر اثنتان وعشرون سنة على استشهاده, تبدو المقاومة أكثر قوة، وأكثر قدرة على مواجهة الاحتلال وإيقاع أكبر الخسائر فيه، وجاءت المقاومة في المعركة الأخيرة على قطاع غزة لتحيي سنّة عقل في قتل الجنود من مسافة صفر.