في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها أهالي قطاع غزة بفعل الحصار المستمر بمعاناته والحروب المتكررة ودوام آثارها القاسية، وازدياد قساوتها في فصل الشتاء وما يتخلله من برودة شديدة وأمطار غزيرة تشتد قساوتها على الأسر الفقيرة والمستورة وأصحاب البيوت المدمرة والكرافانات وتلك التي تعاني من المنخفضات كل عام.
مشروع "كسوة الشتاء" في مدينة رفح جنوب قطاع غزة هو أحد المشاريع المتحركة لمساعدة الأسر الفقيرة في تخطي أوضاعهم المأساوية من خلال جمع الملابس وإعادة غسلها وكيّها وإعادة توزيعها لحمايتهم من برد الشتاء القارص ورسم بسمة على شفاههم خصوصًا الطفل الفلسطيني وإعطاؤه أمل في حياة أفضل وغد أجمل.
للعام الثالث على التوالي يتم تنفيذ مشروع "كسوة الشتاء" في مدينة رفح بإشراف جهات مختلفة، وتشرف المراكز الشبابية في المدينة على المشروع خلال شتاء العام الحالي، وهذا التقرير يسلط الضوء على طبيعة المشروع والجديد الذي يتميز عن العامين السابقين.
تخفيف المعاناة
وخلال لقاء "فلسطين الآن" مع المشرف على المشروع يوسف فحجان أوضح أن الهدف من المشروع "الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني ومساندته والتخفيف من معاناته اليومية وتقديم الدعم المستمر لمساعدته في تخطي أوضاعه المأساوية من خلال توفير الملابس الشتوية لأطفالهم لحمايتهم من برد الشتاء القارص ورسم بسمة على شفاه الطفل الفلسطيني وإعطاؤه أمل في حياة أفضل".
وأشار أن الحصار الإسرائيلي الخانق على قطاع غزة للسنة الثامنة على التوالي أدى إلى ارتفاع نسبة الفقر 85% وارتفاع نسبة البطالة 60%، عوضًا عن عدم وجود مصدر دخل للعديد من الأسر الفلسطينية الأمر الذي أدى إلى عجزهم على توفير ابسط الاحتياجات المعيشية.
ونوّه أن كثيرًا من الأهالي ليس لديهم قدرة على شراء ملابس شتوية لحماية أطفالها من البرد القارص، عدا عن ارتفاع أسعار الملابس وعدم قدرة الأهالي على شرائها.
وأكد فحجان أن الهدف من المشروع تحسين الوضع المعيشي والاجتماعي والصحي للأسر الفقيرة خاصة الأطفال ورسم بسمة فرح وأمل على شفاههم، وتجنيب إصابة الفقراء بأمراض نتيجة البرد القارص مثل الأنفلونزا وغيرها.
مراحل المشروع
وبين فحجان أن المشروع يبدأ بمرحلة تسجيل الفئات المستهدفة بزيارات اجتماعية للأطفال في منازلهم ورصد أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية، وانطلق المشروع بالإعلان عنه السبت الماضي 21/11 بتحديد أماكن لجمع الملابس من الناس في مختلف أحياء المحافظة وتعيين متطوعين للقيام بذلك، ولا زالت عمليات الجمع قائمة.
وقال: "سوف يتم جمع الملابس وفرزها وغسلها وكيها وتغليفها وتوزيعها على الأسر الفقيرة بما يتناسب مع أعمارهم وأذواقهم والتأكد من وصول الملابس لكل فقير ورسم ابتسامة على شفاه الأطفال".
وفيما يخص الاختلاف عن العامين السابقين أضاف: "الأعوام الماضية كانت يتم جمع وتوزيع ولم تمر بمراحل للتجهيز فكانت من المتبرع للفقير، أما في هذا العام ستمر بمرحلة تجهيز وسيتم عرضها في معرض خيري يليق بكرامة الفقراء".
وأشار فحجان في ختام حديثه أن "تفاعل الناس ففي هذه المرة تنهال الاتصالات وتم تجميع خلال أسبوع في محافظة رفح أطنان من الملابس وأيضا مما يميز التبرعات أن الملابس معظمها جديدة وهذا يدل على وعي وتكافل أهل رفح".