حذّرت وزارة الخارجية الروسية، الأربعاء 22-2-2012، (إسرائيل) من أن السيناريو العسكري ضد إيران سيكون كارثياً على كامل المنطقة وعلى نظام العلاقات الدولية بأكمله. ونقلت وكالة أنباء (إيتار تاس) الروسية عن نائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف قوله في مؤتمر صحافي إن "الضربات العسكرية (ضد إيران) ستكون كارثية على المنطقة وعلى نظام العلاقات الدولية برمّته". وأضاف "آمل أن تفهم (إسرائيل) هذا". إلى ذلك، أمل المتحدث باسم الخارجية ألكسندر لوكاشيفيتش اليوم، أن يتم الإتفاق على موعد لقاء بين ممثلي إيران واللجنة السداسية، بأسرع وقت. وقال إن "روسيا تدعو الى إستئناف الحوار مع السداسية بأسرع وقت، ونحن نرحب باستعداد الجانب الإيراني لاستئناف المفاوضات مع السداسية"، مضيفاً "نأمل بأن يتم الإتفاق في أسرع وقت على موعد ومكان عقد الاجتماع". واعتبر أن بدء الحوار بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية يدل على إستعداد الجانب الإيراني لإقامة التعاون الأنشط مع الوكالة. وعبّرت الخارجية الروسية عن القلق من واقع مواصلة تطبيق الولايات المتحدة عقوبات أحادية الجانب ضد إيران. وقالت الوزارة في بيان بعد محادثات أجراها نائب وزير الخارجية سيرغي كيابكوف مع السفير الأميركي في موسكو مايكل ماكفول، إن "روسيا عبّرت بشكل خاص عن القلق الجدي بشأن تطبيق الولايات المتحدة لعقوبات أحادية الجانب، بما فيها العقوبات خارج أراضيها، في ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني". ولم تستبعد وزارة الخارجية الروسية اليوم، أن تستخدم الولايات المتحدة قاعدة "ماناس" في ضواحي العاصمة القرغيزية لاستهداف إيران. وكانت وسائل إعلام روسية نقلت اليوم عن الناطق باسم الخارجية إنه "لا يجوز أن نستبعد أن تستخدم واشنطن هذا الموقع بنزاع محتمل مع إيران، رغم أن هذا الأمر سيتطلب تغيير أو خرق الإتفاقية الأميركية - القرغيزية بشأن وضعية هذا الموقع". وأضاف الدبلوماسي الروسي أن التصريحات الأميركية الأخيرة بشأن إمكانية اللجوء إلى القوة لحل القضية النووية الإيرانية تثير قلقاً عميقاً. ولفت لوكاشيفيتش الإنتباه إلى أن واشنطن قد تستخدم الأراضي القرغيزية، ليس لأنها قريبة من إيران فحسب، بل ولأنها تستضيف عدة مواقع عسكرية أميركية وأطلسية، منها مركز الترانزيت الأميركي في مطار "ماناس" بالعاصمة القرغيزية بشكيك. وأضاف المسؤول الروسي أن قرغيزيا ليست الدولة الوحيدة بالمنطقة التي تشعر بقلق من إحتمال جرّها إلى نزاع عسكري محتمل. وحذّر من أن الدعوات إلى ضمان نظام عدم الإنتشار النووي قد تشكّل ستاراً لحجب سعي بعض القوى لإعادة ترسيم الخريطة الجيوسياسية للمنطقة الواسعة والغنية بموارد الطاقة التي تمثل آسيا الوسطى جزءا منها. وكانت السلطات القرغيزية أعلنت في وقت سابق أن القاعدة الأميركية لن تبقى في مطار "ماناس" بعد عام 2014، وأوضحت أن مفعول إتفاقية إستئجار الولايات المتحدة للمطار سينتهي في عام 2014 وأن بشكيك لا تنوي تمديد الإتفاقية.