صحيح أن التحرير لم يكتمل في قطاع غزة، ولا يزال هناك سيطرة للاحتلال على بعض قطاعاته، إلا أن القطاع تحرر في إرادته وفي قراره ولم يعد للاحتلال سيطرة على جزء كبير من مكونات القطاع، لذلك يحق لنا أن نقول إن قطاع غزة هو الجزء المحرر من فلسطين المحتلة. قطاع غزة الآن يقوم بواجبه الوطني تجاه أبنائه من الفلسطينيين في ليبيا والعراق وبات هو من يملك قرار إدخالهم إلى القطاع دون أن تمر الأسماء على الاحتلال ليعترض أو يسمح أو يمنع وبات قطاع غزة الملاذ الآمن لشعب فلسطين في ظل حالة التحرر الجزئي الذي يعشه القطاع رغم سيطرة الاحتلال على المعابر مع فلسطين المحتلة وفرضها للحصار وعلى رأسه الحصار البحري، إلا أن وجود معبر رفح شكل المتنفس الوحيد للقطاع وللشعب الفلسطيني العائد إلى قطاع غزة والفار من لهيب النار في ليبيا وبطش الطائفية في العراق ومخيمات الذل على الحدود أو التهجير والتوطين القسري في أوروبا. حكومة غزة فتحت الباب واسعا أمام القادمين من الشتات وتعمل على استيعابهم وتقديم المساعدات التي تعينهم على مواجهة الأيام الأولى للقدوم، وهذا ليس تفضلا أو منه ولكنه الواجب الذي يجب أن تقوم به هذه الحكومة نتيجة المسئولية العالية تجاه الشعب الفلسطيني، وترفض أن تقف صامتة أو تدفع نحو مخيمات الانتظار للتوطين في أوروبا والمساعدة على تحقيق المساعي الصهيونية والغربية الأمريكية الهادفة إلى توطين اللاجئين إما في مناطق اللجوء أو حيث التهجير القسري الثاني إلى أوروبا. غزة الحرة ترحب بأهلها وتفتح لهم ذراعها وتستقبلهم استقبال الأحرار تماما كما فعلت غزة يوم النكبة عندما فتحت أبواب منازلها وتقاسم المهاجرون مع الأنصار بيوتهم ولقمة عيشهم، هذا هو الشعب الفلسطيني وهذه هي غزة وكذلك هي الضفة لو امتلكت قرارها وإرادتها وتحررت من الاحتلال حتى لو كان جزئياً كما غزة. هذه هي نتيجة المقاومة التي أجبرت المحتل على الخروج من غزة مرغما، فبعد أن قال الهالك شارون أن مستوطنات غزة كـ(تل أبيب) وإذا به يخرج مذعورا كما تخرج الفئران من جحورها هاربة، وكأن الله تعالى يهيئ قطاع غزة لأمر عظيم شهدناه عقب الانسحاب وما جرى في الانتخابات وتمكن حماس فيها، وما جرى من بعده من تصحيح للأوضاع في قطاع غزة وفرار المتعاونين والمنسقين مع الاحتلال ليكتمل التحرر من الاحتلال وأعوانه، ثم يجري الله التغيير في المنطقة وتقوم هذه الثورات وتبدأ الأمور في التغير، ويضطر الفلسطينيون العاملون في البلاد العربية ممن لا يملكون بطاقات هوية ويحملون الوثيقة المصرية والذين كانوا مضطرين للحصول على تصريح زيارة عبر المخابرات الإسرائيلية للرحيل بعد تعرضهم للموت على أيدي عصابات الطائفية في العراق أو عصابات القذافي في ليبيا، فكان قطاع غزة قد استعد لهذه اللحظة من الحرية والانعتاق من الاحتلال وامتلاك الإرادة الحرة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.