27.22°القدس
26.7°رام الله
26.08°الخليل
27.7°غزة
27.22° القدس
رام الله26.7°
الخليل26.08°
غزة27.7°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

سكين بدولار يخسر العدو ملياري دولار

890
890
أحمد الزرقان

الشعوب إذا أرادت كادَت.
الشعوب إذا عزمت نَفَذَت.
الشعوب إذا نفذت حطمت القيود وأزالت الحدود.
الشعوب إذا ثارت أطاحت، فطارت عروش وانفجرت كروش.
الشعوب أثبتت أن الكف يحطّم المخرز، والسكين بيده الجبارة تواجه ترسانة سلاح.

فيا من يراهن على صمت الشعوب وصبر الشعوب فإن الشعوب إذا انتفضت أصبحت بركاناً مدمراً وزلزالاً محطماً، فيا من بيده بقية عقل اتق ثورة الشعوب، ولا أحد يعرف متى تثور وكيف تثور، وما النهاية.
فالشعب الفلسطيني ملهم الشعوب العربية والإسلامية بالرجولة والجرأة والشجاعة، وحاديها في الثورات، ومعلمها في الانتفاضات، قاد ثلاث انتفاضات بإبداعات قتالية متجددة، انتفاضة الحجر الأولى سنة 1987 التي حطّمت أنف اليهود ومزّقت عنجهية اليهود، ثم انتفاضة المفخخات الثانية انتفاضة الأقصى سنة 2000 التي قطعت أوصال الكيان وأمنه واقتصاده، ثم انتفاضة السكين انتفاضة الدهس والدعس انتفاضة القدس التي أرغمت أنف(النتن ياهو) بالتراب وداست على أمنه بالأقدام وحطمت اقتصاده، فسكين بدولار طعن التكبر والتعالي الصهيوني في مقتل، هذا السكين وضع حداً لعربدة قطعان المستوطنين، وأصبح قادته يهذون كالسكارى وما هم بسكارى، ولا يقومون إلا كالذي يتخبطه الشيطان من المس، والدهس بالسيارات والدعس بالحناتير دعس مقولة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر، والجندي الذي لا يهزم بل أصبح هؤلاء العلوج يهربون أمام طفل فلسطيني مع خنجر مثل الأرانب، وأصبح هذا الجندي المتغطرس(ملطشة) ومضحكة أمام شعوب العالم.

الطفل الفلسطيني العملاق الذي رضع مع حليب أمه كبرياء الحق والجرأة والشجاعة من تعاليم دينه الإسلامي الحنيف أصبح يعلّم البشر كل البشر كيف الكف يناطح المخرز، وكيف أن السكين يهزم البندقية، ويعلّم البشر كل البشر كيف تكون عزة المسلم وكبرياء وأنفة المسلم، وتضحية المسلم في سبيل دينه وأرضه وعرضه ومقدساته.
فقد خلّفت هذه الانتفاضة المباركة لهذا الشعب المبارك في هذه الأرض المباركة شعباً فلسطينياً لا يهدأ، ولا يستكين، ولا يستسلم لبلطجة وإجرام العدو الصهيوني، كما خلّفت مجتمعاً صهيونياً مرعوباً جباناً خائفاً رعديداً، فسبعين بالمئة منه يفكر بالهجرة والهرب من فلسطين، وفي القدس العربية لم يظهر أي صهيوني، وفي المستوطنات حول القدس هرب اليهود منها وأصبحت مدن أشباح، وأصبح كل صهيوني يتحرك يشعر أن الموت يلاحقه في كل مكان، رعب ما بعده رعب وخوف ما بعده خوف وجبن قطّع قلوبهم المريضة الميتة.

ورغم أن خسارة العدو الصهيوني المعنوية والنفسية كبيرة وبالغة ولا تقدر بثمن، ولو دفعنا مئات المليارات على السلاح والاعلام لما حصلنا ما حصلنا عليه بسكين شاب فلسطيني حدث، وعجل سيارة لشاب يَتَّقِدُ حماسةً وحرارة وجرأة، إلا أن خسارة العدو المادية كذلك كانت جِدُّ كبيرة؛ فنصف غرف الفنادق فارغة والبورصة نزل مؤشرها نزولاً غير مسبوق، والسياحة أصبحت في خبر كان.

والمعروف عن اليهود الطبيعة المادّية؛ حياته مادّة، وروحه مادّة، ووجوده مادّة، وهدفه المادّة فهم أحرص الناس على حياة، وقصة شيلوك اليهودي المادّية هي أكبر رمز لنفسية اليهود المادّية العفنة.
فقد أوردت التقارير الصهيونية أن خسارة الكيان التي خَلفتها انتفاضة القدس المباركة والسكاكين الضاربة هي مليارا دولار شهرياً، وأصبح الاحتلال يصرخ بأعلى صوته ويستنجد لإيقاف هذه الانتفاضة القاتلة لليهود نفسياً ومادياً.

فإن الواجب يحتّم على كل حرٍ شريفٍ أن يدعم هذه الانتفاضة المباركة التي أتت أكلها على خير ما نريد، وإن عمّ استمرارها فسيهدد أصل هذا الكيان ويضعفه حتى يصبح لقمة سائغة في حرب التحرير، التي باتت قاب قوسين أو أدنى بإذن الله تعالى؛ تحقيقا لبشائر الله سبحانه وتعالى في سورة الإسراء على نهاية هذا الكيان المصطنع.