27.22°القدس
26.7°رام الله
26.08°الخليل
27.7°غزة
27.22° القدس
رام الله26.7°
الخليل26.08°
غزة27.7°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

استغاثة برحم الأبوة

ديمة طهبوب
ديمة طهبوب
ديمة طهبوب

و الله ما أجد الساعات الطوال من سنين الشباب في تدارس آداب النصيحة و قول الحق تسعفني في هذا المقام فأصعب شيء أن تنصح من هم أكبر منك عمرا و علما و قدرا و لكن مقالة الحق تتصدر بأصغر ما في المرء: قلب حريص و لسان صادق، و المرء لا يحقره صغر سنه او تواضع علمه و لكن يحقره ان يرى ان عليه مقالة حق فلا يقولها حتى لو اجتهد فأخطأ

يا أبت...قالتها في يوم ابنة الرجل الصالح لأبيها، و في رواية اخرى ابنة شعيب، مشيرة عليه فنصحت و أحسنت النصح و خُلد قولها و استجابة أبيها لها في قرآن منزل

يا أبت و لستم واحدا و انما آباء كثر لكم فضل السبق و التربية ما آراكم اليوم تطعمنونا الا الحصرم و المر أشربتموه لنا كؤوسا و ما جنينا برياضكم سابقا الا شهدا فهل بنا عقوق ام أنكم بدلتم و تبدلتم علينا؟!

يا أبت و ما أنت واحد و لكنكم كثر ما عدت أرى من الاخلاص و التجرد و الثبات الا كلمات منمقات كتبن على ورق ليكون درس محفوظات ساكنا غير مفعل!

يا أبت و ما أنت واحد و لكنكم كثر ما عدت أرى من الاخوة و الذلة للمؤمنين و خفض الجناح سوى سيرا جميلة غابرة تروى للاستئناس و التعلل!

يا أبت و ما أنت واحد و لكنكم كثر ما عدت أرى من الشفافية و المحاسبة و الشورى الا لوائح في أدراج مغلقة تستخدم سيوفا مسلولة حينا و حينا تغيب بلا ذريعه!

يا أبت و ما أنت واحد و لكنكم كثر فقد أصبحت الفكرة معرّفة باسم فلان و نهج فلان و ما عاد الانتصار للمضمون و تحلقنا حول جاهلية الأسماء مرة أخرى!!

سمعت من الجميع و حضرت للجميع فكنت أخرج كل مرة بنفس مثقلة مذبوحة بحراب من الفريقين، كل يدعي الحق و الشرعية و قد خالط كلا الفريقين الخطأ و ما اكثر الضحايا ممن يتمسكون بفكرة خالصة ملكت عليهم حياتهم اعتناقا و عملا و تضحية و ما عادوا يرون في اطراف الخصام انعكاسا لها!

فهل نقفز عن السفينة المخروقة بأيدي ركابها في كل الطوابق من الاعلى و الأسفل؟ و هل في القفز خارجها نجاة ام مزيد ابتلاع من دوامات احاطت بالسفينة على الدوام تبغي اغراقها؟

أرأيتم ان كان الحق فيما ترونه أفلم ينزل الرسول، و هو المؤيد بالوحي، عما رآه حقا لعموم رأي الناس؟ ألم يرض خالد بن الوليد بالعزل و هو في أوج انتصاراته و تمكينه و أحقيته و قال كلمات خطها بدم بذله للاسلام طوال سنوات اسلامه غير مبدلا" لو كنت أجاهد من أجل عمر بن الخطاب و ابتغاء رضاه لتوقفت و لكني أقاتل في سبيل الله و ابتغاء وجهه الكريم و طمعا في رضاه و ثوابه فلن يفت في عضدي شيء و لن يقلل من حماسي و نشاطي شيء"
أما اولئك الذين يبررون لأنفسهم بالفسحة في الاختلاف السياسي فنقول لا أيضا فإن الأمور تقدر بمقاديرها و بسياقها و السياق العام سياق استهداف و تربص أفنزيد الوقود انسكابا و النار اشتعالا و نحن نظن أننا نهدي الناس سبيل الرشاد؟ هل هذه سياسة براغماتية مطاطية تتشكل بكل الاشكال و الاحوال ام انها سياسة وليدة مبادىء ثابتة في اصالتها و ان كانت مرنة في تطبيقاتها؟!

ألا يحتمل قليل من العور و القذى برهة أخرى لعل الوقت يُسلم للشفاء و التعافي؟ أيكون الجميع سيفا على رقبة تلك الحرمة المسماة بالدعوة و هو يدعي حمايتها؟!

يا أبت و لست واحدا و لكنكم كثر ما عدنا بحاجة لمتربص من الخارج فقد أثخنتم فينا الجراح حتى شب جيل يظن الانقسام هو الاصل و التطاول هو الدفاع و التخندق هو الولاء!!

يا أبت و لست واحدا و لكنكم كثر سلم منا الاعداء و الفساد و اشتغلنا بصفنا الداخلي تفتيتا و تمزيقا و استنساخا!!

يا أبت و لست واحدا و لكنكم كثر و هذه استغاثة من قلب مشفق حريص يرى في الدعوة الاسلامية ارثا و حقا لكل من تربى على سجادة الصلاة ليرى منها بوابة الدنيا و ان رهبنة الليل تنتج فروسية النهار و ان أبا ذر قد يضع رأسه على الأرض معتذرا ليطأها بلال، أويكون كل ذلك مجرد مثاليات و تنظير؟! أوليس اليوم ميدان التفعيل لكل هذا؟


هل ترضون ان تورثوا مسخا هجينا للأجيال في الوقت الذي تستطيعون اثبات ان المبادىء تكسب كل الحروب و تنتصر على كل التحديات في كل زمان و مكان؟!
سيقولون هذه امرأة لا تعرف ببواطن الامور و السياسة و لكن اذكركم و نفسي ببيعة العقبة الأولى سميت ببيعة النساء و كان من أهم شروطها البيعة على الصدق و ما هذا الا نصح صادق ارتأيته احياء لذلك التاريخ و عملا بتلك السنة
أما أنت ايتها الدعوة الاسلامية فوالله ما أرى حالك الآن الا قول الشاعر:
الكل مشترك بقتلكِ انما
نابت يد الجاني عن الشركاء
يا شيوخ الحركة الاسلامية من كل الاتجاهات و الاطراف لقد اطعمتمونا الحصرم بعد شهد تربينا عليه فهلا عودا و تصحيحا؟