25.56°القدس
25.08°رام الله
24.42°الخليل
27.38°غزة
25.56° القدس
رام الله25.08°
الخليل24.42°
غزة27.38°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

فياض دون سلام

وسام عفيفة
وسام عفيفة
وسام عفيفة

مجددا عاد هذا الأسبوع اسم سلام فياض رئيس الحكومة السابق للمشهد الفلسطيني بعدما خرج من تحت ركام الضربة التي تلقاها من الرئيس محمود عباس، والمدهش هنا أن الرجل قرر أن يعلن انطلاقته السياسية الجديدة من غزة التي لها معه أكثر من ثأر... ثأر وظيفي وثأر سياسي وثأر أمني وحتى ثأر مالي-اقتصادي، بمعنى آخر لم يترك فياض حسنة واحدة يمكن أن تتذكره بها غزة وهو الذي كان من أبرز عرابي الحصار خلال تربعه على كرسي وزارة المالية أو رئاسة الحكومة على مدار عقد من الزمن على الأقل، بينما كان يدشن اكبر ثوب فلسطيني في الخليل، واكبر طبق من الكنافة في نابلس، وفي رام الله المسخن والعلم الفلسطيني، ليدخل سجل غينيس للأرقام القياسية، وتدخل غزة سجل الآلام المنسية. 

في عرف الثأر العربي والفلسطيني فإن غزة لها ديون في رقبة فياض، فإما أن تقبل الدية وتعفو أو القصاص، لهذا يحتاج رئيس الوزراء السابق أن يكفر عن ذنوبه ويعرض الدية الوطنية على نحو مليوني غزي ناهيك عمن اكتووا بناره في الضفة الغربية. لهذا لو جاز لي أن أقدم استشارة للرجل فعليه أن يقوم بمراجعة لسيرته السياسية والوطنية، يعترف بجرائم ارتكبت، ويصارح الفلسطينيين أنه كان خيارا أمريكيا، ولأنه في السياسة لا يوجد أصدقاء دائمون ولا أعداء دائمون، يمكن لغزة السياسية أن تسمح لفياض التطهر على أرضها من درن السلطة والتآمر، حتى يتمكن من إعداد وترتيب دوره السياسي المرتقب "على مية بيضة". 

الإنصاف يستدعي أن أصف الرجل بالذكاء، لأنه قرر أن يبدأ محطته السياسية الجديدة من غزة، معقل حماس، أحد خصومه الرئيسين، وهي بقعة فلسطينية تمتلك ثقلا سياسيا مؤثرا في المعادلة الفلسطينية، كما أنها بعيدة عن نفوذ الرئيس محمود عباس خصمه الثاني الذي يتربص به بعد شراكة في معركة انتزاع الصلاحيات السياسية والمالية من الراحل ياسر عرفات. 

أما إذا بقي الرجل يجتر نفس المواقف والأدوار القديمة فسيكون بالنسبة لغزة فياض دون سلام. بهذه المناسبة سوف أعود وأقتبس من مقال سابق توصيف لحال غزة مع زوارها بعد التعديل والتصرف: غزة تقبل من أتاها كافرا أو مؤمنا... أمر بها وأقرأ يافطاتها بكل لغات أهل الأرض... فيها السياسيون والجواسيس، والأمميون والأمنيون والمتطهرون والحقوقيون والصحفيون ... فيها كل من وطئ الثرى... أرأيتها ضاقت علينا وحدنا؟