نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، مزاعم تقول إن الإيرانيين حاولوا تطوير قنبلة نووية دون انشطار، مشيرة إلى أن "طهران كانت تعلم أن إسرائيل على وشك الهجوم، ومع ذلك فقد فوجئوا، لا سيما بضراوة الضربة والحيلة".
وذكرت الصحيفة أن "المنطقة الآن في سباق محموم نحو المفاجأة التالية، والخيارة كثيرة: احتمال هجوم مشترك من حزب الله وإيران والحوثيين بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، وربما توغل بري، أو ربما خطأ في حسابات الإيرانيين الذين سيعتقدون أن إسرائيل على وشك الهجوم، وبالتالي سيرغبون في مباغتة العدو والهجوم أولا".
ولفتت الصحيفة إلى تقرير سابق بشأن إشارات مقلقة وردت من إيران خلال الحرب وتتعلق بالبرنامج النووي، موضحة أن هذه الإشارات مرتبطة بمشروع إيراني سري.
وتابعت: "المشروع طموح بشكل يكاد يكون غير مسبوق: تطوير نوع جديد من الأسلحة النووية، لم يسبق لأي دولة أن أنتجته. ويُطلق عليه علميا اسم: أسلحة نووية من الجيل الرابع".
وبيّنت أن "السلاح النووي التقليدي يعتمد على الانشطار النووي. ببساطة، تنقسم النواة وينطلق منها قدر هائل من الطاقة. أما في السلاح النووي الحراري، فيوجد شكل من أشكال الاندماج النووي: تُستخدم قنبلة انشطارية صغيرة لدمج ذرات الهيدروجين، مما يُطلق طاقة أكبر".
وذكرت أن "إيران أجرت تجربةً لسلاح نووي يعمل بالاندماج النووي الخالص، دون انشطار. هذا طموحٌ جنوني، فالاندماج النووي مسألةٌ معقدةٌ للغاية. وغنيٌ عن البيان أنه لا يوجد جيشٌ أو مختبرٌ في العالم - على حد علمنا - قد صنع قنبلةً اندماجية. لا يتطلب هذا الاندماج اليورانيوم أو البلوتونيوم، ويكاد يخلو من الإشعاع والتساقط النووي. نظرياً، يُتيح ذلك استخدام أسلحةٍ نوويةٍ أسهل، وربما أصغر حجماً".
وشددت الصحيفة على أن "قدرة إيران على إنتاج مثل هذا السلاح معدومة، حتى وفقًا لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، كما ورد في وسائل الإعلام الأمريكية هذا الأسبوع. لكن الإيرانيين يعملون بجدٍّ على هذا الموضوع؛ فبحسب ورقة موقف نشرها اللواء (احتياط) تامر هيمان قبل بضعة أشهر، يهدف المشروع إلى إنتاج رأس حربي نووي اندماجي".
واستدركت: "لكن لماذا قد يفعل الإيرانيون ذلك، بعد استثمار مليارات، وربما عشرات المليارات، في مشروع نووي "عادي" لتخصيب اليورانيوم؟".
واستكملت بقولها: "يمكن تخيل عدة احتمالات أولاً، أنهم لم ينووا قط صنع سلاح اندماجي خالص. هذا تضليل مصمم لإخفاء النية الحقيقية المتمثلة في الحصول على أسلحة نووية تقليدية".
ولفتت إلى أن "الرأي الثاني يرى أن إيران تأخذ تحريمات الفقه الإسلامي للأسلحة النووية (بحسب الخميني) على محمل الجد، وتسعى للالتفاف على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. وقد حاولت تطوير أسلحة الاندماج النووي لأنها تعتقد أن ذلك يُمكّنها من امتلاك أسلحة نووية، لا تخضع في نظرها لأحكام المعاهدة".
ووفق "يديعوت"، أما الثالث فهو الجمع بين عدة أمور: يرغب الإيرانيون في التعلم من خلال معالجة مسألة الاندماج النووي. وبهذه الطريقة، عندما يرغبون في اختراق قنبلة نووية، سيكونون على أتم الاستعداد، بعد أن خاضوا تجربة تحدٍ تقني بالغ التعقيد.
وذكرت أن "هذه القصة تجسّد مدى براعة إيران. فهي تُظهر مدى استعداد دولة تعاني من نقص حاد في المياه واقتصاد مُنهار لتسخير مواردها لتطوير سلاح نووي وهمي؛ كما تُظهر أيضاً مدى قوة عنصر المفاجأة الذي لا يزال قائماً"
