25.56°القدس
25.08°رام الله
24.42°الخليل
27.38°غزة
25.56° القدس
رام الله25.08°
الخليل24.42°
غزة27.38°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

انتفاضة القدس وإعمار منازل الأحرار

عصام شاور
عصام شاور
عصام شاور

انطلقت في مدينة نابلس حملة "إعمار منازل الأحرار" لإعادة بناء منازل المقاومين التي هدمها الاحتلال الإسرائيلي عقابًا لهم على عملياتهم التي نفذوها ضده، وقد بدأت الحملة لصالح مفجري انتفاضة القدس وشعلتها الأولى ومنفذي عملية بيت فوريك التي وقعت في الفاتح من شهر أكتوبر, وكانت فاتحة انتفاضة القدس التي قتل خلالها ضابط إسرائيلي وزوجته.

تلك الحملة الإنسانية التي أطلقها أحرار نابلس لها دلالات كثيرة، منها أن الشعب الفلسطيني قرر احتضان انتفاضة القدس والمقاومة الفلسطينية ردًا على سياسة العقوبات الجماعية التي ينتهجها المحتل، فهو يقول للمحتل إن سياسة العقاب الجماعي لن تكسر شوكة المقاومة وإن الشعب كله في خدمة المقاومين وأطفالهم وأسرهم، وقد فتحت بابًا جديدًا للجهاد بالمال لمن لا يستطيع الجهاد بالنفس، وحملة إعمار منازل الأحرار تؤكد على روح التكافل التي يتمتع بها شعبنا رغم الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تعم الأراضي الفلسطينية.

أما الدلالة الأخرى فهي غياب الدعم العربي لانتفاضة القدس بعكس انتفاضة الأقصى التي تميزت بدعم عربي منقطع النظير، حيث كانت المؤسسات الخيرية العربية وخاصة الخليجية منها تقوم بتغطية كافة الأضرار الناشئة عن اعتداءات جيش الاحتلال، فكانت تساهم في بناء المنازل وإعادة ترميم ما دمره الاحتلال، فضلًا عما كانت تقدمه من معونات طبية ومساعدات إغاثية لم تنقطع طيلة السنوات الثلاث الأولى لانتفاضة الأقصى، ولكن (إسرائيل) ومعها الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الأطراف العربية أغلقوا كل منافذ الدعم للشعب الفلسطيني ظنًا منهم بأن شعبنا سيركع أو يخضع للمحتل الإسرائيلي.

حملة إعمار منازل الأحرار يجب أن تعمم وتكون نواة لعمل فلسطيني متكامل لدعم انتفاضة القدس, وعلى القيادة الفلسطينية والفصائل مجابهة سياسة العقوبات الجماعية الإسرائيلية بخطط وخطوات عملية لإفشالها، وكما نظمت حملات رسمية داخل فلسطين لمساندة شعب سوريا الشقيق, يجب أن تكون هناك حملات لمساندة أهلنا في الضفة الغربية، وعلى السلطة أن توفر الدعم اللازم لصمود شعبنا رغم ما ستواجهه من غضب إسرائيلي وغربي، لأنها في النهاية مطالبة بتحقيق مطالب شعبها وليس مطالب (إسرائيل) أو المجتمع الغربي.