20°القدس
19.8°رام الله
18.86°الخليل
24.93°غزة
20° القدس
رام الله19.8°
الخليل18.86°
غزة24.93°
الأحد 06 أكتوبر 2024
5.01جنيه إسترليني
5.39دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.82دولار أمريكي
جنيه إسترليني5.01
دينار أردني5.39
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.82

خبر: في ذكراها..شهادات مروعة لمجزرة الحرم الإبراهيمي

من الصعب أن تخرج مجزرة الحرم الإبراهيمي من الذاكرة الفلسطينية وعلى الأقل من ذاكرة من عاشوا أحداثها، حيث لم تزل أحداثها ماثلة للعيان، لقد كانت مجزرة رهيبة خطط لها ونفذت بدقة متناهية وبعد مرور 18 عاما على ارتكابها يخرج أي مواطن يدخل البلدة القديمة في الخليل بانطباع وحيد وهو أن المجزرة نجحت ونجح من خططوا لها بإخراج الفلسطينيين بالترغيب والترهيب. وبعد 18 عاما أصبحت البلدة القديمة في الخليل مدينة أشباح! مَن دخلها يعيش حالة من الخوف والترقب، ومن يسكنها يعيش حالة من الرعب، ومن يخرج منها لا يفكر بالعودة لها لما تعرض له من استفزاز وآلام واعتداء منظم. [title]شهوة القتل[/title] " باروخ غولدشتاين " في ما يسمى عيد المساخر(البوريم) لدى اليهود، حيث يتجمع كل عام آلاف المستوطنين حول قبر الإرهابي باروخ غولدشتاين القريب من مستوطنة كريات أربع شرق مدينة الخليل يحتفلون ويؤدون الصلاة ويعتبرونه قديساً وبذلك يحاولون إضفاء صفة القانونية على المجزرة التي قام بها في عام 1994 حينما استخدم سلاحه الشخصي وكمية كبيرة من الذخيرة لقتل (29) فلسطينيا كانوا يصلون في الحرم الإبراهيمي الشريف. والمجرم غولدشتاين هو من سكان مستوطنة كريات أربع وكان قد تتلمذ في مدارس الإرهاب الصهيوني على يدي متخصصين في الإرهاب من حركة "كاخ" الإرهابية وكان غولدشتاين معروفا لدى المصلين المسلمين حيث كان في كثير من الأوقات يشاهدوه وهو يتبختر أمام المصلين الداخلين والخارجين إلى الحرم الإبراهيمي. وكان هذا الهالك قد أصر على قتل أكبر عدد من المصلين وأعد الخطط لذلك وكان هدفه الوحيد هو اقتلاع الوجود الفلسطيني من البلدة القديمة في الخليل. ومثلما أحب الإرهاب أحب قتل الفلسطينيين، ووهب جل اهتمامه لهذا الأمر حتى نفذ مهمته في الخامس والعشرين من شهر شباط عام 1994 وهذا المتطرف الصهيوني استطاع قتل (29) مصليا احتشدوا لصلاة الفجر في ذلك التاريخ وأصاب العشرات بجروح من بين (500) مصل كانوا يتعبدون في الحرم الإبراهيمي في الخامس عشر من شهر رمضان لذلك العام. وكان غولدشتاين قد تدرب على تنفيذ مهمته داخل معسكرات صهيونية داخل فلسطين المحتلة وخارجها وكان معروفا بحقده الشديد على العرب . وبعد تنفيذه للمجزرة دفن هذا الهالك في مكان قريب من مستوطنة كريات أربع ولا يزال يعامله المستوطنون على أنه قديس حيث أحرز قصب السبق بقتل العشرات من الفلسطينيين بصورة شخصية بالرغم من حصوله على مساندة الجيش والمستوطنين من أحفاد حركة كاخ المتطرفة . [title]شهود على المجزرة[/title] وقف محمد أبو الحلاوة على شرفة منزله يراقب آلاف المستوطنين من سكان البؤر الاستيطانية داخل وخارج البلدة القديمة في الخليل وهم يرقصون احتفالا بهذا المجرم . وأبو الحلاوة كان أحد شهود العيان على المجزرة حيث أصيب بعدة رصاصات تركته على كرسي متحرك منذ عام 1994 حتى الآن . ولا زال أبو الحلاوة يحمل صورته التي التقطت له بعد المجزرة وهو فاقد للوعي وقد لازمته هكذا الحالة لعدة أشهر وعاش مقعدا منذ ذلك الحين . محمد إبراهيم أبو غيث يقول: "خرجت من البيت الساعة الرابعة والنصف لأصلي صلاة الفجر في مسجد خالد بن الوليد، وأنا في طريقي إلى المسجد، وجدت مستوطناً خارجاً من المسجد وعلى بعد 2م تقريباً أطلق الرصاص علي. يؤكد أبو غيث أن المستوطن الذي أطلق الرصاص عليه لم يكن ملتحياً كما شاهد بعد ذلك صورة غولدشتاين في الصحف، وهذا يؤكد أن هناك غير غولدشتاين شارك في الجريمة والسؤال هل كان المستوطنون يريدون تنفيذ جريمتهم في مسجد خالد بن الوليد القريب من كريات أربع أم في المسجدين (الحرم الإبراهيمي وخالد بن الوليد) في آن واحد، ولم يجدوا في مسجد خالد بن الوليد العدد الكافي لقتلهم؟! فاتجهوا نحو الحرم الإبراهيمي؟!! يقول الدكتور تيسير ملحم وهو جراح في مستشفى "عالية" الحكومي بالخليل، حضر حوالي الساعة الخامسة صباح يوم الجمعة المصاب محمد إبراهيم أبو غيث وكانت حالته صعبة جداً حيث أصيب بعدة رصاصات في الرئة اليسرى والمعدة، والطحال، والحجاب الحاجز، وتم إجراء عدة عمليات جراحية له فوراً. ويضيف الدكتور ملحم، لم نكن نعلم أن هناك مجزرة..، وأثناء إجراء العملية حضر أول مصاب من مجزرة الحرم وكانت الإصابة في الصدر وأجريت له الإسعافات الأولية وتم تحوليه إلى مستشفى المقاصد ومن هناك حول إلى مستشفى رام الله الحكومي وهذه هي الحالة الوحيدة التي تم تحويلها من مستشفى عالية. [title]مباركة صهيونية[/title] ويؤمن كل مصلٍ حضر إلى الصلاة في ذلك اليوم أن الخطة كانت مبيتة وأن الجيش كان متورطا في المجزرة وقد أكد شهود عيان نجو من المجزرة أن أعداد الجنود الذين كانوا للحراسة قلّت بشكل ملحوظ فيما كان المتطرف غولدشتاين يلبس بزة عسكرية علما أنه كان جندي احتياط ولم يكن جنديا عاملا على الحراسة. ويقول المواطن المقعد محمد أبو الحلاوة وهو أحد معاقي المجزرة: لا يمكن إعفاء الجيش من المسؤولية، عندما قام غولدشتاين بإطلاق النار على المصلين هرب المصلون باتجاه باب المسجد حيث وجدوه مغلقا علما بأنه لم يغلق من قبل أثناء أداء الصلاة بتاتا وعندما توالت أصوات المصلين بالنجدة كان الجنود يمنعون المواطنين الفلسطينيين من التوجه إلى داخل الحرم للقيام بإنقاذ المصلين. ثمة أمر آخر وهو أن المستوطنين كانوا دوما يهددون المصلين وعلى مسمع من الجنود الصهاينة قائلين ( سوف نقتلكم وسوف ترون ما سنفعل ) ويتساءل الكثير ممن نجو من المجزرة كيف يمكن لشخص واحد أن يقتل هذا العدد من غضون دقائق معدودة وكيف يستطيع شخص مثله أن يحمل كل هذه الذخيرة داخل الحرم دون مشاهدة الجنود أو علمهم. ويضيف الشهود أن جنودا آخرين كانوا يمدون الإرهابي غولدشتاين بالذخيرة ولم يفارقوه إلا في اللحظة التي هجم فيها المصلون عليه وقتلوه. [title]لجنة العار[/title] وفي نفس اليوم تصاعد التوتر في مدينة الخليل وقراها وكافة المدن الفلسطينية وقد بلغ عدد الشهداء الذين سقطوا نتيجة المصادمات مع جنود الاحتلال إلى (60) شهيدا ، وللعمل على تهدئة الوضع عينت حكومة الإرهاب الصهيونية لجنة لتقصي الحقائق أطلق عليها اسم لجنة (شمغار) ، وقد ضمت عددا من الشخصيات الصهيونية، ومؤسسات إنسانية أخرى ، وقد خرجت اللجنة بعد عدة أشهر على تشكيلها بقرارات هزيلة تدين الضحية. وبعد إغلاق البلدة القديمة في الخليل لأكثر من ستة أشهر تم تقسيم الحرم الإبراهيمي إلى قسمين يسيطر اليهود فيه على القسم الأكبر فيما يخصص جزء منه للمسلمين ، ويستخدم المستوطنين المسجد بكامله خلال الأعياد الصهيونية ولا يسمح فيها برفع الآذان في الحرم أو دخول المصلين المسلمين . [title]لا مجال للتعايش[/title] أصبح هناك عداء شخصي بين المواطنين الفلسطينيين والمستوطنين في البلدة القديمة في الخليل، فالمواطن الذي أغلق محله التجاري أو آخر هدم منزله أو أصيب في اعتداءات المستوطنين يعرف من هو المستوطن الذي فعل ذلك به وذلك بسبب قلة عدد المستوطنين وكثرة اعتداءاتهم أصبحت وجوههم مألوفة لدى الفلسطينيين فالمواطن الفلسطيني الذي يعيش في البلدة القديمة أو يعمل بها على مدى عشرات السنين يعرف تماما وجوه المستوطنين الذين سكنوا فيها منذ سنوات. وعدد المستوطنين في الخليل لا يتعدى (400) مستوطنا بينما يبلغ عدد الفلسطينيين في البلدة القديمة والأحياء المحيطة بها أكثر من (160) ألف فلسطيني. ويقوم المستوطنين خلال حالات الإغلاق للبلدة بإحراق المحالات التجارية وأحيانا نهبها وإذا ساد شيء من الهدوء وفتح الفلسطينيين أبواب محلاتهم يقوم المستوطنين والجيش بأعمال استفزاز واعتقال لمن يدخلون إلى البلدة القديمة بهدف التسوق أو التجول.