18.94°القدس
18.8°رام الله
18.3°الخليل
24.93°غزة
18.94° القدس
رام الله18.8°
الخليل18.3°
غزة24.93°
الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
4.97جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.14يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.97
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4.14
دولار أمريكي3.72

ساعتي... والعقارب المتوقفة!

0753797849
0753797849
د. مريم البرش

من واقع نعيشه اليوم... أستطيع القول وبكل أسف !!!

نحن أمة نعاقب من يحترم موعده ويأتي مبكراً ... لدرجة أننا نجعله يبقى في انتظار من يأتي متأخراً !!!! لتبدأ اجتماعاتنا دائما بحسب مواعيد المتأخر بحجة اكتمال العدد!!!

ياله من سخف. صورة نمطية متكررة في اجتماعاتنا لا تكاد تترك لك مجالاً حتى في الدفاع عن حقك في دقائق عمرك المهدورة.

فكرة واحدة هي المسيطرة عليك عند حضور أي اجتماع وهي: يجب أن يبدأ الاجتماع متأخراً... وينتهي في وقت اللانهاية!!

كأنها لعبة سخيفة مع بعض الصغار، بم سنجيب يوم السؤال: عن عمره فيم أفناه؟؟؟؟

 حتى المواعيد الفردية؛ إن لم تستخدم الهاتف لأكثر من أربع مرات للتأكيد على الموعد... مكان اللقاء.... وقت حضورك.... السؤال عن موعد حضور الآخر..!!!!

وغاية الجمال الذي يسلب العقول هو أن لا يأتي الطرف الآخر. يالسخرية القدر!!.

حقيقة في مثل هذه الأجواء من الانتظار ... لكأني أشعر بأن عقارب الساعة متوقفة... أو أنها تمشي متثاقلة محملة بأحزان هذا الكوب البائس.

متى سنتخلص من هذه الرواسب في عقولنا... متى سنحترم ذواتنا... ونحترم غيرنا.

نظرت كثيراً في أحوال العالم الغربي، ما السر وراء هذا التقدم والتطور الذي سبقونا به بآلاف السنوات الضوئية؟ ما السر..؟؟

صدقاً لم أجد إجابة سوى احترام المواعيد، ترتيب أمور حياتك بحسب مواعيد منظمة يساعد في انجاز أكبر قدر ممكن من المهام في أقل وقت ممكن، مما يعطي مجالاً أوسع لانجاز مزيد من المهام..

في المقابل... الواقع العربي الأليم هو شعب ينظم مواعيده ويرتب أموره "ع البركة" !!!

هل هناك حل جذري لهذه المشكلة... من يدلني على دواء يخرج هذا العالم من ظلمات إضاعة وقته أدراج الرياح... إلى نور الاستغلال الأمثل لتناسق المواعيد.

إن رسولنا الكريم قد نبه على مثل هذه النعمة التي قد يغبن فيها المرء فقال: "نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ"

فهما نعمتان لا يشعر بهما الإنسان إلا حين زوالهما، فلم لا نستثمر أوقاتنا وعندنا سعة في الوقت قبل أن يأتي وقت الندم..

والصراحة هذا الموضوع يحتاج تكاثف مجتمعي... فلا يكفي أن أبدأ بنفسي رغم أهمية ذلك لكن على الطرف الآخر أن يبادلني نفس النظام؛ ليرتاح الجميع.

همسة أخيرة...

احترامك لنفسك يعني احترامك مواعيدك... اعلم أن الشخص الذي ينتظرك قد ترك أعمالاً ومواعيداً لأن موعدك معه مهم بالنسبة له. فلا تخذله

لا تنظر لنفسك بفوقية عن الناس، فمهما كنت في مركز مرموق ولم تحترم مواعيدك... فأنت في النهاية لا شيء.

 فالمدير الذي تأتي قبل موعد الاجتماع أكبر بكثير في عيون موظفيه من المدير المتأخر

الشخص الذي يحترم مواعيده بالتأكيد شخص يمكن أن نثق فيه لأنه يحترم نفسه أولاً، ثم يحترم الأطراف الأخرى

لا تجعلوا عقارب ساعتي تتوقف... امنحوها الحياة لتعمل على نبضات قلوبكم.