18.94°القدس
18.8°رام الله
18.3°الخليل
24.93°غزة
18.94° القدس
رام الله18.8°
الخليل18.3°
غزة24.93°
الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
4.97جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.14يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.97
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4.14
دولار أمريكي3.72

كيف تدفع المسئول للرد على هاتفه؟

مكالمة
مكالمة
غزة - أيمن دلول

منذ أن بدأتُ العمل في المجال الصحفي والإعلامي واجهتني العديد من المصاعب والمتاعب، وهي بكل تأكيد صعوبات عادة ما يتمكن الصحفي بحسب خبرته في مهنة "البحث عن المتاعب" من التغلب عليها، بل إنه يشعر بنشوة الانتصار عقب إيجاد الحلول المناسبة لمشاكل تواجهه في ميدان العمل الصحفي الحافل بالمشاكل والصعوبات.

على مدار عشر سنوات من العمل في الميدان الصحفي الذي تنقلت من خلاله للعمل ضمن تخصصات هذا المجال المختلفة ما بين “المسموع والمرئي والمطبوع” لم أجد لإحدى أعظم المشاكل حلولاً إبداعية سوى قبل عدة شهور، وهي حلول أعتقد بأنها ستذلل الكثير من الصعاب التي تواجه العديد من الزملاء والزميلات العاملين في هذه المهنة.

خلال كل لقاء أو تجمع يلتقي فيه زملاء المهنة الواحدة يعلو صوتهم شاكياً عدم رد المسئولين في البلد التي يعملون فيها على هواتفهم، بحيث يمضي وقت الصحفي الطويل وهو يحاول الوصول لأحد المسئولين بهدف الحصول على إجابات بشأن تساؤلات مختلفة تشغل الرأي العام في موضوع يقوم الصحفي بالعمل عليه، غير أن ذلك الصحفي يصطدم بعدم رد ذلك المسئول على هاتفه.

يتصل الصحفي بمسئول آخر وثالث ورابع فلا يجد الإجابة من أولئك المسئولين المرتبطين بشكل مباشر بتلك القضية، غير أن الصاعقة التي يتلقاها ذلك الزميل الصحفي هو قراءة أو مشاهدة تصريحات لذلك المسئول “الذي لم يرد عليه” عبر وسائل إعلام أجنبية، وهنا يقف حائراً في محاولة معرفة الأسباب التي تدفع ذلك المسئول لإدلاء تصريحات لوسيلة إعلامية أجنبية بينما يُحجم عن الحديث مع صحفي يعمل لصالح وسيلة إعلام محلية.

لا بُد من التأكيد في هذا السياق على أن النفس البشرية في الغالب تميل للتعامل مع الأمور النادرة وقليلة الاتصال أو اللقاء بها، وهي تعتبر أن التصريح لوسيلة خارجية سيكون أمراً نادراً، بل ويحقق تميزاً عن باقي المسئولين الذين يصرحون لوسائل إعلام محلية، وبذلك يشعر ذلك المسئول بـ” أهمية لخروجه عبر وسائل إعلام خارجية”.

قبل الحديث عن أساليب دفع المسئول للرد على اتصالات الصحفي “ابن بلاده” فلا بُد من التأكيد على أن العلاقة بين الصحفي والمسئول علاقة تكاملية، ولن ينجح طرف فيها بدون الطرف الثاني، فالصحفي بحاجة للمسئول لتقديم محتوى للجمهور، كما أن المسئول بحاجة للصحفي لإيصال وجهة نظره تجاه القضايا والأحداث المختلفة للجمهور.

من واقع التجربة عزيزي الصحفي وزميلتي الصحفية، فأنا أعتقد بأن رد المسئول على هاتفه يكون من خلال إحدى الخطوات التالية:

يجب بداية اختيار الوقت المناسب للاتصال على المسئول، وهو وقت العمل المعروف خلال ساعات النهار، إلا أن ذلك الأمر يسقط إن كان هناك حدث طارئ وقع في البلد “محطة الخبر أو الاتصال” وإن كانت ساعة الاتصال خلال منتصف الليل، فحينها لا بُد من الاتصال وإسقاط الاعتبارات الأخرى بناء على فحوى الاتصال.

قم بالاتصال على هاتف المسئول أول مرة، فإن لم يرد فحاول الاتصال مرة أخرى، ولكن بعد خمسة عشر دقيقة.

إن لم يقم المسئول بالرد بعد الاتصال الثاني فأرسل له رسالة على هاتفه وأخبره باسمك وطبيعة عملك والمؤسسة التي تعمل بها واطلب منه بلطف الرد على اتصالك لأن الموضوع لا يحتمل التأخير، وعاود الاتصال هذه المرة بعد ثلاث دقائق “وهي وقت تمكن المسئول من قراءة الرسالة”.

إن لم تفلح كل هذه الخطوات في الوصول لذلك المسئول فلا بُد من استخدام الطريقة الرابعة والمتمثلة في قيامك بكتابة منشور على صفحتك على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” تذكر فيه تفاصيل محاولات الوصول التي سلكتها للوصول إلى ذلك المسئول مع ذكر اسمه عبر المنشور وعدم رده للإجابة على تساؤلاتك بخصوص الموضوع الذي يشغل الجمهور والذي أنت بصدد العمل عليه للوسيلة الإعلامية التي تنضوي تحت لواءها. حينها ستبدأ التعليقات على المنشور تصل تباعاً، وسيتصل بك المسئول إما طالباً إزالة المنشور والاعتذار أو التعذر من جانبه بظروف طارئة لعدم رده على اتصالاتك، وفي كلا الحالتين لا تعتذر، ولكن بالإمكان إما حذف المنشور أو صياغة آخر تشكر فيه المسئول على الرد والإجابة عن تساؤلاتك.

أسلوب آخر قد يكون ناجعاً في هذا الإطار، لكنه بحاجة لجهد من المؤسسة التي يعمل فيها الصحفي، لتطبيقه على أرض الواقع وتلمس أثره على تعاون المسئولين مع الصحفيين. يتمثل هذا الأسلوب في عمل جدول توضيحي لاتصالات المؤسسة مع كل مسئول موضح خلاله تاريخ الاتصال عليه وملاحظات تؤكد عدم رده على الاتصالات “هذا إن كان بالفعل لا يرد على تلك الاتصالات”، ويتم حصر تلك الأحداث، وكما تحدثنا عن تكاملية الصحفي والمسئول وحاجة المسئول للصحفي، فهذا يعني إيقاع المسئول في الفخ حينما يحتاج وسيلة الإعلام التي يعمل بها ذلك الصحفي لإيصال “السياسي” موقف ما لجمهوره وبخاصة خلال الأزمات والأحداث الكبيرة التي ينتظر فيها المواطن رد المسئول عبر وسائل الإعلام تلك. سيكون الرد على المسئول الذي يطلب السماح له بالحديث عبر تلك الوسيلة الإعلامية “معذرةً فلا مكان لك عبر وسيلتنا الإعلامية، فأنت لا ترد على اتصالاتنا حينما نكون بحاجة إليك، ولا يمكن أن نسمح لك بالحديث حينما تكون بحاجة إلينا”..

إن العمل في ميدان العمل الإعلامي لا بُد أن تواجهه بعض الصعوبات وإشكاليات مختلفة، ولا بد من إيجاد الحلول السريعة لها، غير أن بعض الحلول التي يجد الصحفي نفسه مضطراً لاستخدامها في بعض الأوقات قد تكون مؤلمة بحق المسئول، وإن كان لا بُد منها في نهاية المطاف.