25.56°القدس
25.08°رام الله
24.42°الخليل
27.38°غزة
25.56° القدس
رام الله25.08°
الخليل24.42°
غزة27.38°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

بين حجر وسكين

إياد القرا
إياد القرا
إياد القرا

شبان وفتيات في مقتبل العمر, أعمارهم بين 17 و22 عامًا, وبعضهم يتجاوز ذلك قليلًا، هم ثوار انتفاضة القدس الثالثة فلسطينيًا، ولا يزال الخبراء والمحليون وقادة الاحتلال السياسيون والعسكريون عاجزين عن توصيف ما يحدث وكيف حدث ذلك، وسؤالهم الأهم متى يمكن أن تقف؟. 

مجريات انتفاضة القدس الحالية تدلل على أن الاحتلال فقد السيطرة ولم تعد لديه المقدرة على تحديد خياراته وسبل الخروج من المأزق الذي يعيشه، ويتعامل مع ما يحدث بتخبط وإجراءات أمنية تزيد الانتفاضة اشتعالاً، ولم يستفد من التجارب السابقة في انتفاضة الحجارة عام 1987 وانتفاضة الأقصى عام 2000. 

رابين الذي قاد الاحتلال في مواجهة الانتفاضة الأولى التي نعيش ذكراها هذه الأيام أصيب بحالة من اليأس، وتمنى حينها أن تغرق غزة في البحر، وقُتِل، ولم يكن أمامه خيارات سوى الانسحاب منها جزئيًا عام 1994، استكمله غريمه السابق أريئيل شارون عام 2005، نتيجة انتفاضة الأقصى. 

الانتفاضة الثالثة لها من الزخم والخصوصية ما يزيدها اشتعالاً، وتستند إلى ما حققته الانتفاضتان الأولى والثانية، وذلك لأن: الانتفاضة الثالثة انطلقت من المسجد الأقصى، واتسعت لتشمل الضفة الغربية، ولا تغيب عنها غزة، وتمتد للفلسطينيين في فلسطين المحتلة عام 1948، في رسالة تحدٍ فلسطيني للاحتلال، على غرار الانتفاضتين السابقتين. 

يتقدم الانتفاضةَ جيلٌ خاص من الشبان تربى في ظل ما يعرف باتفاقيات أوسلو ومحاولات طمس الهوية الوطنية لهم تحت عنوان الفلسطيني الجديد، بل إنه خرج عن نمطية جيل الانتفاضتين حيث سيطرة العمل المنظم المؤطر على العمل المقاوم في مواجهة الاحتلال، بينما ترتكز الانتفاضة الحالية على العمليات الفردية التي يعجز الاحتلال عن مواجهتها. 

يلجأ الشبان لأدوات متعددة في مهاجمة جنود الاحتلال أبرزها الدعس والطعن، ولا يغيب عن بعضها السلاح كما حدث في الخليل وفي نابلس، وفي كلتا الحالتين يتألم الاحتلال, ففي الأولى يخشى العمليات الفردية ولا يستطيع مواجهتها، وفي الثانية يخشى أن تتحول من عمليات عسكرية إلى عمليات كبرى تساهم في إعادة بناء المقاومة المسلحة التنظيمية نفسها.

ما بين الحجر والسكين حكاية ثلاث انتفاضات تلخص المشهد، وبينها قوة المقاومة في غزة التي يخشاها الاحتلال ويعتبرها خطرًا حقيقيًا على كيانه، وأصبح كابوسًا يخشى أن ينتقل للضفة الغربية في ظل أجواء الانتفاضة الثالثة. حيث تصبح الانتفاضات الثلاث هي محصلة هزيمة للاحتلال وفقدان لمزيد من معادلة الهجوم والردع، والوصول إلى مرحلة الدفاع عما يستطيع الدفاع عنه كما هو حاليًا. 

ثلاث انتفاضات ما بين عام 1987، وعام 2015، كفيلة بأن تصنع جيلاً من الشباب قادرًا على أن يجند نتائج الانتفاضات الثلاث لتدفيع الاحتلال الثمن، وإجباره على الانصياع للحقوق الفلسطينية، وذلك عبر الطريقة المثلى وهي المقاومة بكل ما أوتي من قوة سواء بحجر أو سكين أو عبوة أو سلاح أو تفجير.