20.57°القدس
20.22°رام الله
19.42°الخليل
25.05°غزة
20.57° القدس
رام الله20.22°
الخليل19.42°
غزة25.05°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

الرسالة المزيفة ... الورقة الثمينة في صفقة التبادل القادمة

عبد الله حمارنة
عبد الله حمارنة
عبد الله حمارنة

أثار الخبر الوارد في صحفة معاريف حول رسالة الجندي أورون لعائلته ضجة اعلامية كبيرة في الأوساط الاعلامية والامنية داخل أروقة السياسة الاسرائيلية، وقد أكدت الصحيفة ان الرسالة مفبركة وأنها مجرد تلاعب قذر بمشاعر عائلة الجندي.

لكن اذا حللنا الرسالة التي نشرتها معاريف والتي كان موقع المجد الأمني قد نشرها قبل عدة أيام على أنها رسالة مفترضة لواقع الجنود الأسرى من الجيش الاسرائيلي بغزة، فأني أخلص الى عدة نتائج:
- أن تكون الرسالة حقيقية جرى ارسالها عبر وسطاء دخلوا غزة في الفترة الأخيرة، وحملة التشكيك الاسرائيلية تهدف الى عدم رفع ثمن الصفقة القادمة، والمؤتمر الذي عقدته العائلة هو مجرد صورة للرقابة العسكرية للتعامل مع أي معلومات بخصوص الجندي أورون في الفترة القادمة. 

- أن يكون هناك رسالة حقيقية جرى أرسالها عبر وسطاء، لكن نص الرسالة الي نشرته معاريف ليس صحيحا، وبذلك تكون الصحيفة تريد أن تكتسب سبقا صحفيا.

لكن هناك بعض الدلائل تؤكد صدقية وجود رسالة من الجندي الاسرائيلي الشهيد في قطاع على حد تعبير صحيفة معاريف، ومن هذه الدلائل أن الرسالة جرى ارسالها عبر وسطاء وهذا أمر لا يمكن التلاعب به.

الأمر الثاني وهو الأهم أن الرسالة موجودة منذ مدة لدى العائلة المتعاونة مع الجيش بشكل كامل، فيستطيع الجيش تحليلها ومعرفة هل الخط فعلا يعود للجندي أم لا، فلماذا لم يعلن الجيش أن الرسالة ليست بخط أرورن شاؤول، وأعلن أن هدفها التلاعب بمشاعر والدية، الا اذا كان يريد فقط السسيطرة على المعلومات المتدفقة لتخفيف تأثيرها.

نقطة أخرى يجب الانتباه لها جيدا هو أن مرسل الرسالة للعائلة عبر الوسطاء قصد تجاهل الحكومة الاسرائيلية بالدرجة الأولى وجعل التحرك الشعبي الاسرائيلي له دور مما يعزز الثمن الذي سيجنيه مرسل الرسالة.

السيناريو الأخطر الذي تخشى اسرائيل حدوثة من ثبوت صحة الرسالة أن تهتز مصداقية رواية الجيش داخل المجتمع الاسرائيلي وخصوصا مايتصل منها باحداث غزة الأخيرة، حيث أن كافة الروايات بخصوص الجنود القتلى والتي أعلنت المقاومة أنها أسرتهم ستصبح حقيقية وسيصبح الجيش في موقف التبرير حول كيفية تاكيده للجمهور الاسرائيلي طريقة مقتل جنوده في الحرب الأخيرة.

وبتحليل خبر صحيفة معاريف يتبين ان هناك تجاذبات بين الجيش وعائلة الجندي الأسير في غزة، وذلك أن عائلته لديها أمل بعودته حيا مما يعني أن الجيش فشل في أقناع العائلة قطعيا بأن ابنها قتل في غزة وأنه غير موجود في هذه الحياة.

أيضا من الامور المهمة التي يجب أخذها بعين العتبار هو أن المؤتمر الذي عقده والدي الجندي لعرض موقفهم في أعقاب تلقي الرسالة كان بحسب أقارب العائلة نتيجة توتر وهيجان، وهذا نجاح لمن أرسل الرسالة سواء كانت حقيقية أم لا.

أعتقد أن المؤتمر الذي عقدته عائلة الجندي أورون هدفت الحكومة الاسرائيلية من خلاله قطع الطريق على أي تعاطف دولي مع قضية الأسرى الفلسطينيين عبر التركيز على الوضع النفسي والانساني لعائلة الجندي الاسرائيلي بهدف التأكيد على وقائع سيحتاجها المفاوض الاسرائيلي لاحقا اذا ثبت أن أورون شاؤول حي في غزة.

كما ان سماح الحكومة الاسرائيلية لعائلة الجندي بعقد المؤتمر قد يفهم منها انها تأتي في سياق تخفيف حدة التوتر لدى الجمهور الاسرائيلي جراء انتفاضة القدس، ومحاولة حرف النظار قليلا عن الضفة الى غزة وهي الجهة الاسهل على الحكومة للتعامل معها بعد فشلها على اكثر من صعيد في ملف قمع واخماد الانتفاضة.
كما يظهر جليا أن الحكومة الاسرائيلية أرادت ان تؤكد روايتها بأن الجنود قتلوا بغزة وأن ما تمتلكه حماس هو مجرد جثث عبر التأكيد أكثر من مرة أن مكان الدفن مجهول، للتخلص من تبعات بقائهم أحياء داخل غزة.