14.45°القدس
14.21°رام الله
13.3°الخليل
18.26°غزة
14.45° القدس
رام الله14.21°
الخليل13.3°
غزة18.26°
الجمعة 19 ديسمبر 2025
4.3جنيه إسترليني
4.53دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.76يورو
3.21دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.3
دينار أردني4.53
جنيه مصري0.07
يورو3.76
دولار أمريكي3.21

تقرير "إسرائيلي" يكشف كواليس صفقة الغاز مع مصر

غزة-فلسطين الآن

ما زال الإعلان الاسرائيلي بشأن الموافقة على صفقة الغاز مع مصر تثير نقاشات بشأن السلام الاقتصادي الذي يسعى إليه الرئيس دونالد ترامب، ومخاوف مصر من تقديم هدية سياسية لبنيامين نتنياهو عشية الانتخابات المقبلة، مما يعني أن الموافقة على هذه الصفقة الضخمة ليست مجرد خطوة اقتصادية هائلة، بل هي صراع هادئ لتشكيل المرحلة التالية في الشرق الأوسط.

وذكر عيدان كيفلار الباحث الاقتصادي في موقع ويللا، أنه "عندما يُوافق رئيس الوزراء على صفقة الغاز مع مصر، فإنه لا يُروّج فقط لخطوة اقتصادية في مجال الطاقة، بل يُرسل رسالة سياسية واضحة للرئيس ترامب، مفادها أنني استمعت إليكم، وللضغط الأمريكي، ومضيت قُدماً حتى النهاية، فمن جانبهم، سارع المصريون للتأكيد على أن هذا يُمثل مصلحة مشتركة للجانبين، وهو ادعاء صحيح في حد ذاته، لكن هناك من يتساءل في القاهرة لماذا هذه الخطوة برمتها، وهل من المفترض أن يشمل ذلك اجتماعًا تاريخيًا بين نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي".

وأضاف كيفلار أن "هذه الصفقة أبرزت دور ترامب الذي يرغب في رؤية نتنياهو والسيسي يجتمعان علنًا، ليس فقط كاستمرار لاتفاقية سلام قائمة، بل كدليل حي على أن السلام في الشرق الأوسط ليس مجرد وثيقة موقعة، بل عملية فعّالة، وحتى بين الدول التي تعيش في سلام، لا تكون الصداقة دائمًا صداقة حقيقية، ويريد ترامب أن يُظهر أن هذه العلاقة تُترجم لتعاون حقيقي، وتتناسب هذه الخطوة مع مفهوم "السلام الاقتصادي" الذي يروج له ترامب: تجاه مصر ولبنان، وربما أيضًا تجاه قطاع غزة لاحقًا".

وأكد الباحث الاقتصادي، أن "هذا جزء من رغبة الولايات المتحدة بتنفيذ المرحلة الثانية في غزة، والإعلان عما يعتبره ترامب قوة استقرار دولية ومجلس سلام، حتى قبل وصول نتنياهو إلى واشنطن، حيث يريد المصادقة على هذه الخطوة برمتها، وبهذا المعنى، سيسعد ترامب بوصول السيسي أيضًا، لكن في القاهرة، يسارعون لتهدئة التوقعات، ولا يؤكدون حدوث مثل هذا اللقاء، لكن الواضح أن الاجتماع سيُعقد بالفعل، ومع ذلك، يمكن أن تكون الموافقة على صفقة الغاز، رغم كل شيء، بمثابة جسر".

وأشار كيفلار إلى أن "المصريين يترددون في تقديم هدية سياسية لنتنياهو عشية الحملة الانتخابية الاسرائيلية التي بدأت بالفعل، فمن المتوقع إجراءها في نوفمبر 2026، أي بعد أقل من عام، ومع ذلك، ونظرًا لتعدد المصالح، فمن الممكن أن تبقى في القاهرة، لأن كل شيء هنا متشابك: غزة، مصر، ترامب، الذي يريد أن يُصوَّر كصانع سلام عالمي، ونتنياهو الذي يريد من جهة أن يُقدِّم نفسه على أنه يحمي مصالح إسرائيل الحيوية، ومن جهة أخرى يُنظر إليه أحيانًا، خلف الكواليس في واشنطن، على أنه شخص يُبطئ العمليات، بل ويرفضها".

يمكن إجمال التعليق حول صفقة الغاز الاسرائيلية المصرية، إن ترامب، ظاهريًا، نادرًا ما يُوجِّه هذا النقد إلى نتنياهو، ويقول أحيانًا إنه "رجل صعب"، لكن الواقع في هذه الأثناء يبدو أنه محكوم بالمصالح المشتركة المتشابكة التي لا تزال تُملي الوتيرة، سواء في تل أبيب، أو في الضفة الغربية، وفي القاهرة، وكذلك في واشنطن، وهو ما عبرت عنه هذه الصفقة الاقتصادية السياسية الكبيرة.

المصدر: فلسطين الآن