14.44°القدس
14.14°رام الله
13.3°الخليل
19.16°غزة
14.44° القدس
رام الله14.14°
الخليل13.3°
غزة19.16°
الثلاثاء 12 نوفمبر 2024
4.82جنيه إسترليني
5.29دينار أردني
0.08جنيه مصري
4يورو
3.75دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.82
دينار أردني5.29
جنيه مصري0.08
يورو4
دولار أمريكي3.75

دانية وعدي بطولة عانقت الشهادة

خالد معالي
خالد معالي
خالد معالي

تتوالى صور التضحية والبطولة على يد من باعوا دنياهم واشتروا آخرتهم، مع تواصل انتفاضة القدس في شهرها الثالث دون توقف أو تراجع، بل زيادة زخمها وتصاعد وتيرتها، مع كل عملة دهس أو طعن أو إطلاق نار، ومع كل شهيد يرتقي ويخط الطريق ويفسحها ويسهلها لمن بعده ليلحقوا به. 

عائلة أرشيد في الخليل شكلت أنموذجًا للبطولة والتضحية قل مثيله؛ فاستشهد الشاب عدي جهاد أرشيد (22 عامًا) برصاصة في الصدر؛ ليلتحق بشقيقته الشهيدة دانية التي استشهدت كذلك؛ بدعوى محاولتها طعن أحد جنود الاحتلال قبل شهر ونصف تقريبًا ليعانقا الشهادة ببطولة رائعة قل نظيرها. 

الحزن لابد منه لفراق الأحبة شهداء، ولكن مع وجود احتلال لابد من التضحية للتخلص منه، وتقديم الأرواح رخيصة في سبيل الله وتحرير الوطن، وهو واجب كل حر وشريف، يقبل على الشهادة بفرح وإصرار عجيب؛ فقتلى الاحتلال إلى جهنم، وقتلى الحرية والجهاد والدفاع عن الأوطان هم شهداء أحياء عند ربهم يرزقون، وهذا الأمر لا يفهمه "نتنياهو" ولا يريد أن يفهمه أو يعترف به. 

الفخر بنيل الشهادة كان لسان حال والد ووالدة الشهيد عدي والشهيدة دانية أرشيد في الخليل، وهما يعتزان بنيل عدي ودانية الشهادة، فمن يحرص على الخير وحب الآخرة لا يأبه لمتاع الدنيا وآلامها وأوجاعها؛ كونها لحظية وفانية. 

مع كل شهيد وشهيدة يرتقيان ترتفع معنويات من بعدهما من شباب الانتفاضة في شهرها الثالث، وكل قطرة دم تسيل تلهب مشاعر المنتفضين، بعكس ما يتصور ويريد الاحتلال من إخماد انتفاضة القدس بالمزيد من القتل والاعتقال وإغلاق الطرق، وزيادة الحواجز والمصادرات. 

من صور البطولة والتحدي والنصر؛ أن تستقبل أم الشهيد خبر استشهاد ابنها بزغرودة، وتحمد الله، وان تفتخر بنيله الشهادة. 

في استطلاع للرأي أجري أخيرًا تبين أن قطاع وشريحة الشباب مع استمرار انتفاضة القدس، وتطويرها وصولًا إلى أن تتعدى عمليات الطعن والدهس وإطلاق نار إلى مرحلة العمليات الاستشهادية، التي يخشاها الاحتلال، وهذا منوط بعوامل كثيرة معقدة، وبقيادات الفعل الانتفاضي وتقديراتهم، وهو ما سيحصل نتيجة منطقية، إن أصر "نتنياهو" على مواصلة الإعدامات الميدانية لأطفال بعمر الزهور، وعدم إنهاء الاحتلال والقتل والبطش والتنكيل. 

هتافات المشيعين لجنازة الشهيد عدي ترينا مدى تمسك الشباب بانتفاضتهم ومطالبهم بتطويرها، إذ هتفوا: "يا الله يا جبار ... تل أبيب تولع نار"، و"عالمكشوف وعالمكشوف ... عملاء ما بدنا نشوف"، و"الانتقام الانتقام ... يا كتائب القسام". 

ومن صور البطولة أيضًا أن توزع أم الشهيد ووالد الشهيد وأخت الشهيد الحلوى خلال استقبال المهنئين بنيل الشهادة، فما عاد هناك خوف من الموت أو من جنود الاحتلال المدججين بالسلاح، وما يحصل هو العكس، إذ يخاف ويخشى جنود الاحتلال الشباب المنتفضين، حتى باتوا يخشون الوقوف عند الحواجز خشية الدهس، ويحيطون أنفسهم والمستوطنين بمكعبات إسمنتية لدرء مخاوفهم. 

سيتواصل تقديم الشهداء لنيل الحرية، وسيتواصل ظلم الاحتلال إلى حين ما، ولكن قضت سنة الله في خلقه أن الاحتلال إلى مزابل التاريخ، وحتى ذلك الوقت ستحدث أمور عظام وأوجاع، ولكن هل هناك طعم للحرية، دون وجع وألم وثمن كبير؟!