على مدار ثمانية وعشرين عامًا منذ انطلاقتها في الرابع عشر من ديسمبر 1987، لم تتخلّ حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عن نهجها الدعوي والاجتماعي والعسكري في مواجهة الاحتلال ميدانيًا عبر المقاومة المسلحة- وإن هَدَأَت قليلاً من نشاطها العسكري- وفق رؤية سياسية أرادت من خلالها التفاعل على الساحة الدولية، وإثبات وجودها سياسيًا؛ لتنال الاعتراف تاليًا بمشروعها المقاوم.
لقد استطاعت الحركة بما تملك من إمكانيات تنظيمية بسيطة أن تُعجز مخططات الاحتلال للنيل منها، محولة إجراءاته إلى استثمار لها على الصعيدين الإقليمي والعربي، إلى أن أثبتت وجودها كقوة سياسية عبر فترة حكمها المستمر حتى الآن لقطاع غزة منذ 2006، بالإضافة إلى التمسك بوجودها كقوة عسكرية مرعبة للاحتلال، والذي بدا جليًا في انتصاراتها المتتالية على الاحتلال في حرب الفرقان، وإنجاز صفقة الأسرى بشروطها، مروراً بحجارة السجيل وانتهاء بالعصف المأكول، وإجبار الاحتلال على طلب التهدئة، بعد أن وصلت صواريخها تل أبيب والقدس.
واستطاعت حماس على مدار تاريخها احتضان الشباب الذين قادوا انتفاضة الشعب نصرة للمقدسات، وأطرت لهم قيادة ميدانية ترشدهم عملهم والأخذ بأيديهم نحو ما يصبو له الشعب الفلسطيني من تطلعات وأهداف.