25.54°القدس
25.22°رام الله
24.42°الخليل
25.68°غزة
25.54° القدس
رام الله25.22°
الخليل24.42°
غزة25.68°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

تقرير "فلسطين الآن"

بالصور: شباكٌ مهترئة تتحدى أميال الاحتلال

12386685_910471275702976_1021536623_n
12386685_910471275702976_1021536623_n
غزة - مراسلنا

من ميناء غزة المحاصرة، يجازف الصيادون وسط إمكانياتهم المتهالكة، ليغزلون شباكهم، في الوقت الذي يتحسرون فيه على زمن كان الصيد فيه يجلب لهم رزقًا كبيرًا، وكانت فيه إمكانياتهم قادرة على غزل شباك صيد متينة قوية، لكنهم اليوم بإمكاناتهم المتهالكة أصبحت شباكهم تغطس يومًا في ماء البحر، وتغزل أسبوعًا خارجه لإصلاحها.

"فلسطين الآن" تسلط الضوء على مهنة غزل شباك الصيد، في الوقت الذي يشتكي الصيّادون فيه من ضعف الإمكانات وقلتها، وتجاهل المعنيين لمعاناتهم.

"خبرة وليست مهنة"

ويقول الحاج أبو محمود أبو عودة، في حديث خاص بمراسلنا: "تعلمت غزل الشباك منذ أكثر من 20 عامًا، عندما كنت شابًا صغيرة أتابع والدي وجدي وهما يقومان بغزل الشباك من خيوط بلاستيكية".

الصيّادون الذين يستطيعون غزل شباكهم، يستعينون بخبرة الحاج "أبو محمود" وأولاده، الذين يعينونه في غزل الشباك والتي أصبحت مهنة لهم يستطيعون التغلب فيها على أزمة الرزق الذي يحصلونه من الصيد.

مع بزوغ فجر كل يوم، يخرج الحاج سفيان وأولاده لميناء غزة، لإصلاح شباك الصيد التي تمزقت في صراعها مع مياه البحر لصيد الأسماك.

ويضيف الحاج الخمسيني،: "كان قديمًا يجد الصيادون، ممن أقعدهم المرض وسنهم الكبير عن النزول للبحر، مهنة لهم في غزل الشباك وصناعة السنانير، لكن اليوم أنا وعائلتي أصبحنا نعمل في الغزل بدون مرض، بعد أن كنا نعمل بالصيد الذي أصبح لا يفي دخل العائلة".

"تحتاج حرفية عالية"

ويشير أبوعودة، إلى أن مهنة غزل الخيوط، هي مهنة صعبة تحتاج لفرش الخيوط البلاستيكية، حيث تتطلب لطريقة هندسية وتحتاج لحرفية عالية.

وتستغرق عملية إصلاح شباك الصيد لوقت طويل، خاصة وأن الوسائل المتاحة في إصلاح الشباك، هي وسائل رديئة لا تساعد في إطالة عمرها داخل مياه البحر، على حد وصفه.

"شكوى للمانحين"

أما الصياد، رائد أبوعودة، الذي اشتكى للمانحين، بأن أموالهم التي يقدمونها لمساعدة الصيّادين، لا يشتري أصحاب المؤسسات بها إلا الأنواع الرديئة من الخيوط البلاستيكية.

وتابع، "إن الخيوط التي تشتريها المؤسسات بأموال المانحين هي خيوط رديئة، تصنع في الصين لا تصمد إلا لجولة أو جولتين في ماء البحر".

وبيّن أبو عودة، أنه في الماضي، كانت الشباك تصنع من الخيط القطن والخيط الحرير، أما الآن، فهي تصنع بالشعر البلاستيكي، لكنها نوعان منها الرديء والقوي.

"النقابة ترد"

نقيب الصيّادين، نزار عيّاش، رفض اتهامات الصيادين لأصحاب المناقصات، مؤكدًا أن أموال المانحين التي يقدمونها لمساعدة الصيّادين، لا يشتري أصحاب المناقصات بها إلا أفضل الأنواع والمشتريات.

واستدرك عيّاش، "إن كانت المساعدات التي تقدم للصيّادين من الأنواع الرديئة، فلماذا يتهافت الصيادون عليها ويأخذونها ويغضبون إن لم تكن من نصيبهم؟؟".

وأوضح، أن أي مساعدات مالية يقدمها المانحون للصيادين، وقبل أن تتم المناقصات تخضع للجان فحص تشكل من النقابة والثروة السمكية في وزارة الزراعة، ونخبة من الصيادين أنفسهم.

وتابع، "النقابة لا تسمح لأي مناقصة أو عملية شرائية بأموال المانحين أن تتم إلا بعد موافقة لجان فحص المشتريات".

واعتبر عيّاش، أن المساعدات التي تقدمها النقابة للصيّادين هي من أفضل المساعدات، وأنها لا تتم إلا بطرق نزيهة، سواء في المناقصة أو العمليات الشرائية.

ويعاني الصيادون في قطاع غزة، من تواصل الاعتداءات الإسرائيلية بحق الصيادين الفلسطينيين على مدار سنوات الحصار السابقة، من تدهور المعدات التي أثّرت على مهنة الصيد.


وتأثر قطاع الصيد الغزي بشكل كبير، خلال العدوان الإسرائيلي في منتصف العام الماضي، عندما قصفت قوات الاحتلال جزء كبير من غرف الصيادين على امتداد شواطئ بحر غزة والتي تحتوي على مقتنياتهم ومعداتهم.

تصوير الزميل/ محمد أبو شعبان