"عصية على الكسر، وقادرة على مجابهة الظروف القاسية وتحدي الأمواج المتلاطمة".. هذا أقل ما يمكن أن يقال بحق الكتلة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة "حماس" في جامعات الضفة الغربية المحتلة.
فمنذ نشأتها، خلال سنوات الانتفاضة الأولى، مرورا بمرحلة "أوسلو" التي اعتقدت السلطة وأجهزتها الأمنية خلالها أنها باتت صاحبة الكلمة الفصل.. وصولا لانتفاضة الأقصى، ومرحلة الفوضى والفلتان، ثم بعد الانقسام، وأخيرا انتفاضة القدس.. طيلة هذه السنوات، والكتلة الإسلامية تتعرض لما يمكن وصفه بـ"حملة استئصال"، من قوات الاحتلال الإسرائيلية وأدواتها.
لكن ثقة الكتلة الإسلامية وكوادرها وعناصرها، بالله أولا وأخيرا، ثم بإيمانهم بنبل فكرتهم والتفاف الناس حولهم.. عوامل أسهمت في أن تخرج من كل ضربة أثوى من ذي قبل.. وأن تثبت للقاصي والداني، أنهم "فتية آمنوا بربهم".. فزادهم هدى.
ورغم ما جرى فجر اليوم، من اعتقال الاحتلال لعدد من كوادر وأبناء الكتلة في جامعات "النجاح" في نابلس و"بيرزيت" في رام الله، و"خضوري" في طولكرم، وقبل ذلك في النجاح والبولتيكنك والخليل وأبو ديس، وبالتوازي مع اعتقالات السلطة المتواصلة .. إلا أن ذلك لم ولن تفت في عضدها ولن تزعزع من قناعاتها الراسخة بحتمية زوال المحتل.
الكتلة، في بيان صحفي وصلت نسخة منه لـ"فلسطين الآن"، قالت إن "اعتقال كوادرها ضريبة يشرفها أن تدفعها ثمنا لمقارعتها المحتل"، مثنية على عطاء الطلبة المعتقلين وأدائهم الطلابي في خدمة زملائهم وتحسين واقع جامعاتهم.
ودعت الكتلة أجهزة السلطة الفلسطينية إلى التوقف عن ممارسة الاعتقال السياسي وإلى الإفراج الفوري عن كافة المعتقلين في سجونها وفي مقدمتهم طلبة الجامعات ونشطاء الحركة الطلابية.
كما طالبت الكتلة كافة الطلبة بالرد على سياسات الاحتلال واعتداءاته على الحركة الطلابية بتصعيد فعاليات الانتفاضة، والتمسك بخيار الوحدة الوطنية على قاعدة التمسك بالثوابت وحماية الحقوق.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت فجر اليوم 4 من كوادر العمل الطلابي في جامعة بيرزيت على رأسهم رئيس مجلس الطلبة سيف الإسلام دغلس، والطلبة إبراهيم جاك منسق الكتل الإسلامية، وإيهاب مروان سكرتير لجنة التخصصات بمجلس الطلبة، إضافة إلى الطالب مسلم البرغوثي.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الأسير المحرر والطالب بجامعة خضوري بطولكرم أحمد شلطف، والطلبة في جامعة النجاح الوطنية بنابلس محمود عصيدة وعبد الله عواد.