عام وأشهر قليلة هي الفاصلة بين استشهاد الأخوين باسم ومحمود محمد سعيد الأغا، لم تكد جدران منزل عائلة الأغا في منطقة السطر الغربي بمدينة خان يونس تنتهي من ألم فقد الابن البكر للعائلة الاستشهادي القسامي باسم محمد سعيد الأغا، الذي استشهد خلال معركة العصف المأكول بتاريخ 20/7/2014م، بعد أن قام باعتلاء إحدى الدبابات الإسرائيلية المتوغلة شرق بلدة القرارة بخانيونس، ليفجر نفسه فيها لتتحول الدبابة بعدها إلى قطع متناثرة جراء التفجير.
وما زاد ألم العائلة صعوبة أنه وبعد انقضاء الحرب، شيع شهداء المعركة دون باسم لأنه ارتقى شهيداً ولم يبق له إثر من شدة الانفجار الكبير، ليمر عام ويومان بعد الشهر الخامس، ليلتحق الأخ الأصغر محمود الأغا بأخيه الأكبر الشهيد باسم الأغا، حدث كان من الصعب تحمله لعائلة الأغا لكن قدر الله كان نافذاً.
خلال لقاء لوكالة "فلسطين الآن" صباح اليوم مع عائلة الشهيد التي كان الألم والحزن هو السائد على وجوه جميع الأقارب والأصدقاء والمحبين، الذين حضروا للمشاركة في تشييع الشهيد القسامي محمود محمد سعيد الأغا (24 عاماً)، والذي استشهد في المواجهات التي دارت في منطقة الفراحين على الحدود الشرقية لمدينة خان يونس يوم أمس الجمعة.
تحدث والد الشهيد والحزن على محياه، قائلاً: “إن نجله محمود هو الابن الأصغر له بين أخوته"، وبين الوالد أيضاً أن الابن الأكبر لديه هو أيضا شهيد، حامداً الله تعالى على هذه النعمة.
أحد أقارب الشهيد أكد أن محمود كان يعمل في شركة لصيانة الأجهزة المكتبية والطابعات، وكان المعيل الوحيد لعائلته بعد استشهاد أخيه الأكبر باسم، مبيناً أن الشهيد محمود عكف خلال الفترة الأخيرة على تجهيز منزله حتى يستطيع دخول قفص الزوجية، لكن الشهادة كانت من نصيبه.
ويضيف أحد أقرباء الشهيد: "محمود ولد بين عائلة كلها مجاهدة، فخاله هو الشهيد القسامي ياسين الأغا استشهد عام 2002م باشتباك مع قوات الاحتلال، وابن عمته هو الشهيد القسامي حسن ناجي الأغا استشهد باشتباك مع القوات الخاصة خلال معركة العصف المأكول، وأخيراً أخيه هو الشهيد القسامي باسم الأغا، الذي اعترف العدو بشجاعة مقاتلي القسام بعد تنفيذه عمليته".
أما عن يوم الاستشهاد فتقول والد الشهيد الصابرة المحتسبة أم باسم: "آخر حديث كان مع ولدي الشهيد، سألته إلى أين أنت ذاهب يا محمود؟، فرد عليّ قائلاً: مشوار صغير وراجع، إلى أن أتاني أحد أفراد العائلة قائلاً لي: "يا حجة ابنك محمود استشهد"، هنا لم تتمالك الأم نفسها وبدأت الدموع تسيل من مقلتيها.
أما والده فهو أول من صدم بخبر استشهاد نجله محمود كما يقول، مبيناً أن اتصالاً أتاه من هاتف نجله محمود، وعندما رد على المكالمة وإذا برجال الإسعاف يخبرونه أن صاحب هذا الهاتف قد أصيب وهو الآن في مستشفى غزة الأوروبي طالبين منه سرعة الحضور.
ويضيف والد الشهيد:" وما إن وصلت للمشفى حتى وجدت جموع من الناس في المشفى فأدركت حينها أن محمود قد استشهد، وبعدها رأيته والدم يسيل من وجهه، فما كان مني إلا أن أحمد الله ربي".
ويحدثنا أحد أصدقاء الشهيد الذين كانوا بالمكان معه، أنهم كانوا يقفون على مقربة من المواجهات مع قوات الاحتلال وعاجلهم قناصة الاحتلال بإطلاق النار عليهم فأصيب الأول بعيار في القدم أما محمود فأصيب بعيار ناري في الرأس لم يمهله كثيراً وما أن وصل المستشفى حتى فارق الحياة شهيداً.
هذا وزفت كتائب الشهيد عز الدين القسام في بيان لها الشهيد محمود الأغا، وقالت إنه أحد مقاتليها واستشهد في المواجهات التي دارت في منطقة الفراحين شرق خان يونس الجمعة أمس، مؤكداً البيان أن دماء الشهداء ستبقى نبراساُ يضيء للمجاهدين طريق التحرير القادم لفلسطين.
