تحاول بعض وسائل الإعلام العربي تغييب الوعي لدى الشارع العربي والقضاء على الثوابت الإسلامية لديه، وضخ ملايين وربما مليارات الدولارات في إنتاج برامج هدامة لا تبنى وعياً وإنما تعزز القيم الفاسدة وتعمل على مسح كامل لكل المفاهيم العربية الأصيلة وما هو مقدس.
وكأن كل ذلك جاء لتقديم خدمة للاحتلال الصهيوني بأن يتم القضاء على فكرة اعتبار فلسطين القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية لوجود مدينة القدس فيها، وفي القلب منها المسجد الأقصى المبارك، الذي أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فتوى بحرمة زيارته من قبل العرب والمسلمين تحت ظل الاحتلال حتى لا يعطى شرعية له على أرض فلسطين، ويأتي لنا إعلام عربي بالتشكيك في أن المسجد الأقصى الذي ذكر في القرآن الكريم ليس هو الموجود حالياً في فلسطين، وأن الصراع القائم بين إسرائيل والفلسطينيين هو صراع سياسي حول الأرض وليس عقائديا دينيا.
والغريب في الأمر أن من يروج لهذه الأكذوبة تتسابق قنوات مصرية على استضافته وتعطي له مساحة كبيرة حتى يملأ رؤوس وعقول البسطاء من الناس بهذه الأراجيف والأكاذيب ليشككهم بالثابت المقدس لديهم، وكأنه يريد أن يحدث زلزلا في علاقة البلدان العربية بفلسطين واعتبارها قضية عادية وأنه مجرد صراع لا يحتمل أي تعاطف وتعاطي معها.
المصيبة في الأمر أن هذه الخزعبلات التي تبث عبر إعلام عربي تأتي في ظل انحصار في المعلومات والأخبار التي تتعاطى مع قضية فلسطين والقدس، وهذا جعل لدى المواطن العربي عقم في المعلومات عن القدس والمسجد الأقصى، وهناك مقابلات تلفزيونية سجلت في العديد من الدول العربية وخاصة مصر تظهر مدى الجهل الذي أصاب هؤلاء بقضية العرب والمسلمين الأولى، وأعتقد أن هذا يجعل من مهمة الإعلام الفلسطيني وبعض الإعلام العربي صعبة جداً في تعديل المسار وعليه أن يملأ الفراغ حتى لا يترك الأمر هكذا لكل أفاك كاذب يلوث قدسية قضية فلسطين.
ولذلك أدعو مختلف وسائل الإعلام الفلسطينية وأيضا الإعلام العربي الملتزم بأن يقوم بحملة تثقيفية تعريفية بالمدينة المقدسة والمسجد الأقصى، وكذلك المطلوب من الفصائل الفلسطينية وتحديداً حركة حماس بما أنها تملك وسائل إعلام متعددة لتكون الرائدة في ذلك بأن تعد الخطط الإعلامية لنشر الحملة التعريفية بفلسطين بين الشعوب العربية والإسلامية حتى تبقى فلسطين القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية رغم كل عمليات التشويه والكذب على التاريخ.