أثار اقتحام رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لساحة البراق المحاذية للمسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس المحتلة، ردودا فلسطينية غاضبة ومنددة.
واستنكر مستشار محافظ القدس معروف الرفاعي بأشد العبارات اقتحام نتنياهو لساحة البراق، وإقدامه على إشعال "الشمعدان" داخل المنطقة التاريخية، بذريعة الاحتفال بما يسمى "عيد الحانوكاه" اليهودي، مؤكدا أن هذا الاقتحام لا يعد فعلا دينيا عابرا، بل يمثل تصعيدا خطيرا تمارسه أعلى سلطة في حكومة الاحتلال.
ولفت الرفاعي في تصريحات صحفية، إلى أن اقتحام نتنياهو يأتي في إطار سلسلة خطوات ممنهجة تهدف إلى تغيير الوضع القانوني والشرعي القائم في الأقصى وحائط البراق، وفرض وقائع جديدة على الأرض في أقدس الأماكن الإسلامية، وإضفاء شرعية مزيفة على مطالب جماعات متطرفة بتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا، فضلا عن تطبيع الممارسات الاستفزازية على أنها شرعية تحت حماية أعلى مستويات السلطة الإسرائيلية.
انتهاك صارخ
وذكر أن "إشعال الشمعدان داخل المسجد الأقصى يشكل انتهاكا صارخا لقواعد احترام الأماكن الدينية، واستفزازا متعمدا لمشاعر أكثر من مليار مسلم في العالم، ويعدّ انتهاكا خطيرا للثوابت الدينية والتاريخية للأقصى والحي الإسلامي في مدينة القدس".
وأعرب عن رفض محافظة القدس القاطع لهذا الاقتحام، واستنكارها قيام نتنياهو بالعبث بالمقدسات الإسلامية تحت أي ذريعة دينية أو سياسية، مؤكدا أن هذه الممارسات لا تمت بصلة إلى التسامح الديني، بل تندرج ضمن أفعال استفزازية تنسجم مع أجندات استيطانية وتطرف ديني.
وأوضح أن القدس والمسجد الأقصى جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، مشددا على أن أي محاولة لإخراج المسجد الأقصى عن إدارته التاريخية أو فرض هيمنة دينية أو سياسية عليه تعدّ انتهاكا صارخا للقانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة والاتفاقيات الموقعة.
وحذر الرفاعي من أن هذه الممارسات الاستفزازية من شأنها تصعيد التوتر في القدس والضفة الغربية المحتلة، وتغذية مشاعر الغضب لدى الفلسطينيين والعرب والمسلمين في الداخل والخارج، وزيادة حالة الاحتقان، بما قد يدفع نحو ردّة فعل شعبية ووطنية لن تكون في صالح أي عملية سياسية أو مسار سلمي.
ودعا المجتمع الدولي ومجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة وكافة المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الاعتداءات على حرمة المسجد الأقصى المبارك ومحيطه، والتحرك الفعلي لوقف السياسات العدوانية التي تستهدف تهويد مدينة القدس وطمس هويتها الفلسطينية والعربية والإسلامية.
كما دعا الشعب الفلسطيني في القدس والداخل والشتات إلى التمسك بالهوية الإسلامية والمقدسية للمسجد الأقصى، وحثّ القيادة الرسمية والسياسية الفلسطينية على تكثيف الجهود الدبلوماسية والقانونية والدولية لحماية المسجد الأقصى من هذه الاعتداءات المتسلسلة، إلى جانب تنسيق الجهود مع الأشقاء العرب والمسلمين والمنظمات الدولية لفضح جرائم الاحتلال والعمل على وقفها.
وجدّد التأكيد على ثوابت محافظة القدس الوطنية في المدينة المقدسة، مشددا على أنها لن تتراجع أمام محاولات الاحتلال لتهويد القدس وتغيير هويتها الدينية والتاريخية والقانونية، وستواصل عملها بكل قوة في مواجهة السياسات الإسرائيلية التمددية، حماية للقدس ومقدساتها وشعبها.
خطوة استفزازية
وفي السياق، قالت حركة حماس إن "اقتحام رئيس حكومة الاحتلال، مجرم الحرب نتنياهو ساحة البراق، وتدنيس قطعان المستوطنين لباحات المسجد الأقصى المبارك؛ خطوة استفزازية مرفوضة، تسعى لفرض التهويد على المسجد ومدينة القدس عاصمة الدولة الفلسطينية".
وأكدت "حماس" في بيان صحفي، أن خطوات الاحتلال الفاشي ومشاريعه التهويدية في القدس والضفة المحتلة؛ لن تفلح في تغيير هويتها الوطنية العربية، وأن الشعب الفلسطيني سيقف حائط صد أمام كل تلك المحاولات الاستعمارية.
ودعت الأمتين العربية والإسلامية، حكوماتٍ وشعوب ومنظمات؛ إلى التحرك والدفاع عن قبلة المسلمين الأولى وحمايتها، وإسناد الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال، مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته السياسية لوقف جرائم الاحتلال وانتهاكاته الصارخة للقانون الدولي ولحقوق شعبنا الوطنية.
